17 نوفمبر 2025
تسجيلحدثني صاحبي، فقال: ذلك الصرح التاريخي الموجود على أرض الأردن، الشاهد على عظمة وقوة تاريخنا العربي الإسلامي، ومكانة وهمة قادة الأمة رضي الله عنهم ورحمهم الله، إنها قلعة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، فأثارها واضحة للعيان لكل من يزورها ويتجوّل فيها، شيدت بأيدٍ مسلمة متوضئة، وبهندسة معمارية عسكرية محكمة متقنة تفوق الخيال. فالله دركم يا قادة الأمة. قلتُ له: هل من معلومات مبسطة عن هذه القلعة التاريخية من خلال زيارتك ومشاهدتك لمعالمها؟ وأعلم أنه يمكن الرجوع إلى المصادر التاريخية الموثوقة لمعرفة المزيد عن هذه القلعة، وقد يكون الكثير منا قام بزيارتها ولكن أريدك أن تنقل لنا من خلال مشاهدتك عنها. فقال أبشر. بداية أراني صاحبي صوراً عن هذه القلعة قام بالتقاطها خلال زيارته لهذه القلعة التاريخية. وأنصح من يقوم بزيارة للأردن أن يجعل زيارة هذه القلعة من أولويات برنامجه، ففيها الخير الكثير. ورأيت من يزورها من جنسيات مختلفة وأعمار متفاوتة، وهناك متحف تاريخي متواضع جميل يحكي قصة هذه القلعة بالقرب من شباك قطع التذاكر قبل الذهاب إلى القلعة بمسافة مشياً أو بالسيارة. قلعة يطلق عليها وتعرف الآن باسم " قلعة عجلون" وهي من أهم المواقع الأثرية التاريخية في عالمنا العربي الإسلامي، تقع بمحافظة عجلون شمال الأردن، وكلما رأيتها من بعيد يزداد الشوق لرؤيتها والصعود إليها، وهي على قمة جبل شامخ تطل على فلسطين الأرض المباركة تنظر إليها من سطح القلعة، وتظللها الأشجار وجمالها الطبيعي، يا له من منظر جميل وقمة في الروعة. بناها أحد قادة السلطان القائد محرر القدس الشريف صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، القائد عزالدين أسامة رحمه الله، وتضمّن بناء القلعة التاريخية على مراحل أربع، ويتبادر إلى ذهنك لماذا كل هذا الاهتمام بهذه القلعة من بداية الفكرة والتنفيذ وما تلاها من مراحل ومكانة من جميع من حكم هذه المنطقة وهي على قمة جبل؟ ولماذا في هذا المكان بالتحديد؟ ولك يا صاحبي أن ترجع إلى الكتب التي تحكي تاريخية هذه القلعة بالتفصيل. ويقول صاحبنا: أكثر ما لفت انتباهي وشدني تلك الفتحات التي صممت بإتقان عجيب لاستعمال الرماة لرمي السهام، ولها نوافذ تغلق بحجارة سهلة التحريك في أيام الحرب، وتزال أثناء السلم لدخول الهواء وأشعة الشمس إلى داخل القلعة، وحجارتها تتميز بأنها خشنة وضخمة. وحدث أن أصاب القلعة زلازلا إلاّ إنها بقيت أي القلعة صامدة لتكون حاضرة على عبقرية الهندسة الإسلامية لقادة الفتح الإسلامي رضي الله عنهم ورحمهم الله. "ومضة" كم أنتم كبار يا قادة الفتح الإسلامي.. خدمتم دينكم وشعوبكم وأمتكم والإنسانية، وأعمالكم وآثاركم وجهودكم ما زالت مبثوثة على هذه الأرض، وسطرها التاريخ في أنصع صفحاته. وما زلنا نترضى ونترحم عليكم إلى أن يرث الأرض وما عليها، وهناك من يخون دينه وشعبه وأمته يبني له مجداً وتاريخاً من الوهم والكذب قائم على التزوير والقهر والاستبداد وتضييع أموال شعبه وأجياله. وماذا عسى أن يكتب عنهم التاريخ؟ هل يستوون؟.