13 نوفمبر 2025
تسجيليطلُّ علينا البعض –عبر وسائل التواصل الاجتماعي- بمفاهيم منقولة من هنا وهناك، على هيئة نصائح أو توجيهات تفتقد رجاحة العقل ودقة اللغة. وحيث أن للجميع حرية التعبير عبر تلك الوسائل، وأنه لا يوجد حظر أو منع على أحد من إبداء رأيه، وهذا مبدأ نطالب به، إلا أنه من الأفضل أن تكون لغة الخطاب سليمة! وهي لغة القرآن الكريم التي نُعلّم بها الطلبة، والتي لا يجوز التلاعب بمفاهيم أوضاعها النحوية، ولا يجوز أن نسمح لهذا البعض الذي يحاول التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي أن "يُخرب" عقول النشء، بنشر جُمل وعبارات تخالف العُرف وتتناقض مع دور المدرس في المدرسة والجامعة، حبًا فقط في الظهور، والدعاية الشخصية وإثبات الذات، ولو عن طريق الخطأ! ولقد تابعتُ خلال الشهر الماضي العشرات من تلك "الحِكَم والتوجيهات" المنقولة، دون أن تتجشم ناقلتها عناءَ تصحيح الإملاء والنحو فيها. ومما أتذكره ما يلي: - أى باب – والصواب : أيُ باب (بالياء وليس الألف المقصورة). - ذاك يسبب قلق وتوتر- والصواب: ذاك يسبب قلقًا وتوترًا (لأنه مفعول به). - لا يراها أحدًا – والصواب: لا يراها أحدٌ ( لأنه فاعل مرفوع ). - تآخر القادمون – والصواب: تأخر القادمين ( لأنه مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم). - وجمَع أشيائه ورحل – والصواب: وجمعَ أشياءَهُ ورحل ( لأنه مفعول به منصوب والهمزة تكون على السطر)، وهنالك حالات للهمزة تتكرر كثيراً مثل: مع زملاءِك – والصواب : زملائك ، وإستمرار الحال ، والصواب: واستمرار الحال ،لأنها همزة وصل لا تظهر على الحرف، وفي حالة همزة القطع مثل: وإعلان الطوارئ ، تظهر الهمزة. وهنالك طريقة سهلة وبسيطة لمن لا يعرف حالات همزة الوصل وهمزة القطع ، وهي وضع حرف عطف قبلها مثل الواو، فإن ظهرت الهمزة أثناء نطق الكلمة فإنها تكون همزة قطع، وإن لم تظهر، تكون همزة وصل، مثل: والتقينا: نلاحظ أننا لفظنا اللام بعد الواو مباشرة ، ولم تظهر الهمزة، وأيضاً لها اطلاله ، الصواب : لها إطلالة، (همزة قطع) لأننا نلفظ الهمزة وليس الطاء ! - ودائمًا ما يأتي بعد المصدر يكون مضافًا إليه مجرور، مثل: واستتباب الأمنِ (بعضهم يعتقد أن الأمنَ هنا فاعل ، فيقوم برفعه بالواو)!؟ ومن ذلك : مغادرة الحضورِ – رحيل القومِ – جريان النهرِ - والبعض يُخطئ في الممنوع من الصرف ، فيقول :وجدتُ مفاتيحًا كثيرة ! والصواب : مفاتيحَ، لأنها على وزن مفاعيل ولا يُنون لأنه ممنوع من الصرف. أو "في مناجمٍ تحت الأرض" والصواب : مناجمَ ، لأنه على وزن مفاعل وممنوع من الصرف. - ويتكرر الموضوع في حالات الجزم بـ"لم ": لم يقضي عليهم – الصواب : يقضِ (حذف حرف العلة) لأنه مجزوم. لم يحين الموعد – الصواب : يحنِ ( حذف حرف العلة) لأنه مجزوم. لم يأتون هنا - الصواب : يأتوا ..وهكذا بصراحة، لقد زادت أخطاء اللغة في وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضًا وصل الأمر إلى الإعلام المسموع والمرئي، حيث جنحت بعضُ الوسائل إلى اللهجات المتعددة، دون وعيِّ بأن البث الفضائي يتجاوز حدود الجغرافيا، وأن الرسالة إن لم تكن بلغة عربية فصحى، فإن المتلقي في الجزء الآخر من الأرض لن يستوعبها.