10 نوفمبر 2025

تسجيل

الأمازيغ .. ظالمون أم مظلومون؟

14 مارس 2013

بتشجيع ومساندة من دول أجنبية وبالذات من فرنسا ومعها الحركة الصهيونية العالمية، أثارت الحركات السياسية والثقافية الأمازيغية وما تزال تثير الكثير من القضايا والمشكلات، كما تقوم بالعديد من الاحتجاجات والتظاهرات في دول المغرب العربي الكبير، من ليبيا إلى المغرب، مرورا بتونس والجزائر، ولكنها لم تنجح حتى الآن في إثارة ما أثارته وما تزال تثيره في واحة سيوة المصرية، وهنا لا بد لنا - في البداية - من طرح أسئلة واضحة : هل الأمازيغ أو البربر هم بالفعل السكان الأصليون في تلك الدول المغاربية قبل دخول الإسلام ؟ وإذا لم يكونوا كذلك فمن أين جاءوا؟ وهل هم يحلمون بالانفصال أسوة بالأكراد في العراق وسوريا وتركيا وإيران، أم أنهم يريدون رفع ما يرون أنه ظلم واقع عليهم لا أكثر ولا أقل؟ قبل الإجابة على تلك الأسئلة وسواها، أعتقد أنه من المهم أن أشير إلى بعض ملاحظاتي المتعلقة بكل هذه الأمور، حيث لاحظت – على سبيل المثال- أن الدراسات التي يكتبها باحثون من الأمازيغ لا تتحدث عن المغرب ( العربي) على الإطلاق، وإنما تتحدث- بكل وضوح- عن المغرب ( الإسلامي) وكأنها تحاول نفي كلمة أو مصطلح العروبة تماما وطمس الهوية العربية من خلال الإشارة الدائمة إلى المغرب الإسلامي، ومن بين تلك الدراسات كتاب بعنوان القبائل الأمازيغية- أدوارها ومواطنها وأعيانها والكتاب صادر سنة 1999 وقد اشتريت نسخة منه وقت صدوره عندما كنت أزور الجزائر، وهو من تأليف الباحث الجزائري بوزياني الدراجي، كما لاحظت أن مؤتمرا للأمازيغ قد عقد في مدينة جربة التونسية في أوائل أكتوبر سنة 2011 وكان ممنوعا فيه نطق أية كلمة باللغة العربية التي يعرف منظمو المؤتمر أنها لغة القرآن الكريم، حيث كانت اللغة الأمازيغية هي لغة التخاطب الرئيسية في ذلك المؤتمر، ومعها اللغة الفرنسية، وقد علق الناصر خشيني- وهو باحث تونسي مستنير وعروبي التوجه- على فعاليات ذلك المؤتمر، قائلا بالنص: إن منظمي المؤتمر منعوا الحاضرين من المؤتمرين من التكلم باللغة العربية، باعتبارها لغة احتلال واستبداد، وترمز للقرون الـ 14 التي قضاها الأمازيغ تحت (تسلط العرق العربي) والغريب أنه سمح لبعضهم أن بتكلموا بالفرنسية والإنجليزية، مما يدل على عداوة مريبة تجاه كل ما يمت بصلة للحضارة العربية الإسلامية، ويذكر الناصر خشيني كذلك أن منظمي المؤتمر منعوا تعليق الأعلام الوطنية لدول المغرب العربي بما فيها العلم التونسي نفسه، بينما ظل العلم الأمازيغي يرفرف وحده!  ومما لاحظته أيضا في هذا السياق أن الشاعرة المغربية مليكة مزان قد رفضت- في حوار معها- أن توصف بأنها مغربية، مؤكدة أن الدولة المغربية تحتل بلاد الأمازيغ، كما لاحظت أن إحدى الناشطات الأمازيغيات من ليبيا قد رفضت تماما مصطلح الربيع العربي الذي أطلق على ما جرى من فورات وثورات وانتفاضات، في كل من تونس ومصر وليبيا، حيث أكدت هذه الناشطة الليبية أن ما جرى هو ربيع ديمقراطي إسلامي، وليس ربيعا عربيا، طالما أن الأمازيغ قد شاركوا فيه! وينبغي كذلك أن أشير إلى ما لاحظته بنفسي خلال زيارتي للبيت التراثي السيوي في واحة سيوة، حيث رأيت بعيني أن كل التعريفات الخاصة بمقتنيات البيت مكتوبة بلغتين اثنتين، هما الإنجليزية والأمازيغية التي يسمونها في سيوة - كما ذكرت - اللغة السيوية! كل هذه الملاحظات التي أشرت إليها، وغيرها كثير، تشي بل تؤكد أن الحركات السياسية والثقافية الأمازيغية لها أهداف انفصالية ومعادية للعروبة وللإسلام، وفي نفس الوقت لابد من التأكيد على أن الأمازيغ العاديين يتعاملون ويتفاعلون مع إخوانهم العرب بصورة إيجابية مشرقة ومشرفة للجميع، وعند هذا الحد ينبغي أن أجيب - ولكن فيما بعد - على ما كنت قد طرحته  من أسئلة واضحة : هل الأمازيغ أو البربر هم بالفعل السكان الأصليون في تلك الدول المغاربية قبل دخول الإسلام ؟ وإذا لم يكونوا كذلك فمن أين جاءوا؟ وهل هم يحلمون بالانفصال أسوة بالأكراد في العراق وسوريا وتركيا وإيران، أم أنهم يريدون رفع ما يرون أنه ظلم واقع عليهم لا أكثر ولا أقل؟