16 نوفمبر 2025

تسجيل

آنَ أوانُ التأثيرِ في المجتمع

14 فبراير 2017

يبدأ النجاحُ عندما ننتقلُ بالأفكارِ إلى طورِ التنفيذِ، كما هو الحالُ معَ اليومِ الرياضيِّ الذي بدأ بأفكارٍ حولَ تفعيلِ دورِ الرياضةِ في الـمجتمعِ بحيثُ تكونُ ركيزةً للتغييرِ الإيجابيِّ لأنماطِ التفكيرِ والسلوكِ الفرديِّ والجماعيِّ، ثم أصبحَ مناسبةً وطنيةً تبدو أهميتُها في صيرورتِهِ إجازةً رسميةً للقطاعينِ العامِّ والخاصِ، ويُحْـتْفَى به إعلامياً بالتغطيةِ للفعالياتِ والأنشطةِ التي تُقامُ في كلِّ أنحاءِ بلادِنا. ولأنَّـهُ يومٌ منَ الأيامِ التي نقفُ فيها معَ النَّفسِ لـمراجعةِ ما حققناه، وما نعملُ لتحقيقِـهِ. فهو معيارٌ نقيسُ به مدى نجاحِنا في تفعيلِ الرياضةِ كمقياسٍ للتَّحَضُّرِ والتنميةِ الاجتماعيةِ. ولو نظرنا بعينٍ مُدَقِّـقَـةٍ فإنَّنا سنلاحظُ أنَّهُ، رغمَ نجاحاتِنا بالانتقالِ به ليكونَ حَدَثاً وطنياً يتفاعلُ معه الناشئةُ والشبابُ، وهما الشريحتانِ الأكبرُ في مجتمعِـنا، لكنَّها لم تبلغِ الـمستوى الذي نطمحُ إليه. فالطلابُ يتعاملونَ معَـهُ كإجازةٍ رسميةٍ تعني، بالنسبةِ إليهم، النومَ والراحةَ لا غير، دون أنْ يرتبطَ في أذهانِـهم بحَدَثٍ ذي بُعْـدٍ اجتماعيٍّ حقيقيّ . وهذا يدفعُنا لإعادةِ النَّـظَـرِ في تعطيلِ الـمدارسِ خلالَـهُ، لأنَّ الواجبَ يقتضي مشاركةَ الطلابِ من الجنسينِ فيه بحضورٍ كثيفٍ وفاعلٍ، وهو أمرٌ لا يمكنُ تحقيقُـهُ إلا بدوامٍ رسميٍّ للمدارسِ تُقيمُ فيه كلُّ مدرسةٍ فعالياتٍ لطلابِها، وتشاركُ بعددٍ منَ الـموهوبينَ رياضياً وفنياً وأدبياً في الفعالياتِ والأنشطةِ الجماهيريةِ في الأماكنِ العامةِ، والـمُجَمَّعاتِ الثقافيةِ والسياحيةِ الكبيرةِ، والأنديةِ الرياضيةِ.ومنْ جانبٍ آخرَ، فإن التجديدَ في فقراتِ الفعالياتِ أمرٌ لابد منه، لأن الناشئةَ والشبابَ يعيشونَ في عالمٍ منفتحٍ إعلامياً، ويُعايشونَ التَّـقَـدَّمَ والتَجـدُّدَ الهائلينِ في كلِّ نواحي الحياةِ على كوكبنا عَبْرَ القنواتِ الفضائيةِ ووسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، وبذلك يمتلكونَ القدرةَ على الحُكمِ بجودةِ ما يُقَـدَّمُ لهم. فليس منَ الـممكنِ جَذبُهُم للتفاعُلِ مع فعالياتِ هذا اليومِ، والـمشاركةِ فيها، إلا بالتخطيطِ والإعدادِ السليمِ لها، لتكونَ في مستوياتٍ عاليةٍ من التَّـقَدُّمِ والتَّطَوُّرِ. أما الاكتفاءُ، على سبيلِ الـمثالِ، بمهرجانٍ للمَشي على الكورنيش، وألعابِ شَـدِّ الحبلِ، ومسابقاتِ الجري، ، فهذا أمرٌ لا يجذبُ حتى صغارَ السنِّ في عصرنا. فتنبغي، إذن، متابعةُ ما تقومُ به الدولُ الأخرى في أيامٍ مثيلةٍ له، للاستفادةِ منْ تجاربِها في تقديمِ الأفضلِ لهم ليكونَ حضورُهم فاعلاً، يبعثُ الحياةَ والروعةَ فيه، ويعكسُ الوجهَ الحضاريَّ لـمجتمعِنا، والصورةَ الـمُشرقةَ لإنسانِنا الحيِّ الـمُبدعِ القادرِ على الاستجابةِ للتغييراتِ الإيجابيةِ العظيمةِ في مسيرةِ نهضتِنا. وأيضاً، نرى أن الوجودَ الإعلامي الكثيفَ للفنانينَ، ممثلين وتشكيليينَ، والشعراءِ، والأدباءِ، والرياضيينَ في فترةِ الإعدادِ له، ثم مشاركتهم في فعالياتِـهِ وأنشطتِهِ، أمرانِ مهمانِ جداً، وبخاصةٍ في وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ. فنحنُ ندركُ أنَّ جانباً ضخماً من جَـذبِ الجمهورِ يقومُ على ارتباطِ الحَـدَثِ بالأشخاصِ الذينَ يقومونَ بالدعايةِ التطوعيةِ له. إذنْ، منَ الـمهمِّأنْ تكونَ الحملاتُ الإعلاميةُ احترافيةً متجدِّدَةً في أدواتِها، وليستْ جامدةً مستندةً إلى الـمدرسةِ القديمةِ القائمةِ على افتراضِ أن الجمهورَ يتأثَّـرُ بأيَّـةِ دعايةٍ كانتْ.كلمةٌ أخيرةٌ : نتمنى على الجميعِ الخروجَ، اليومَ، إلى أماكنِ إقامةِ الفعالياتِ، لأن ذلك جزءٌ من رسالتِنا الحضاريةِ التي نُوجِّهها إلى العالَمِ.