17 نوفمبر 2025
تسجيلعلامة فارقة في تاريخ العالم تجاه العدو الاسرائيلي، جنوب افريقيا تواجه أكبر دولة طغياناً وجبروتاً وهمجية أمام محكمة العدل الدولية، لتضع هذا الكيان المحتل والمختل والمتسلط داخل قفص الاتهام أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي،، لم تتجرأ أي دولة عربية وإسلامية في المطالبة بمحاكمة الطغيان الاسرائيلي ورفع الدعوى لمحكمة العدل الدولية منذ 1948 كما فعلته اليوم جنوب أفريقيا، بالرغم من مركزية فلسطين عربيًا واسلاميا، وبالرغم من المشاهد المؤلمة التي تنقلها وسائل الاعلام للممارسات الصهيونية في قطاع غزة منذ وطأت قدمها الأراضي الفلسطينية كدولة محتلة واستولت على أراضيها حتى وصلت إلى هذا المستوى من الطغيان الذي نراه اليوم من ابادة جماعية وجوع وتهجير وأسر وتعذيب واغتصاب ونبش القبور وغيرها،،، لكنها العدالة الانسانية التي تطالب بها جنوب أفريقيا حين تحركها الضمائر الواعية أمام التطهير العرقي الذي تمارسه اسرائيل بهدف محو الفلسطينيين،. ومشاعر الحب الذي تحمله قلوب الأفارقة تجاه النساء والأطفال وهم يرونهم يتساقطون بصواريخ العدو دون أن تحرك ساكنا عربيًا وإسلاميًا. …. آه ياغزة صدق الشاعر طرفة بن العبد حين قال: «وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ….. على المرء من وقع الحسام المهند».. جنوب افريقيا ببعْد مسافتها الجغرافية تستنفر وتتوعد وتطالب وتُجرّم العدوان، ودولنا العربية ترقص على جراحكم وجثث شهدائكم،، حين نرى الشوارع الغربية تعج بالآلاف من المتظاهرين بصفة مستمرة، يحملون العلم الفلسطيني، والدمى الملطخة بالدماء وتمثل أطفال غزة، ينددون بالمجازر الصهيونية ومحاكمة نتانياهو، والرئيس الأمريكي، وضرورة وقف اطلاق الصواريخ،، نستشعر بالمفارقة وبألم بما يحدث في شوارعنا العربية من صمت مفعم قاس، لا مظاهرات مندّدة بالعدوان، لا احتجاجات لا مقاطعة، لا تنديدات اعلامية، اللهم الا ما ندر على خوف وتردّد،، لتأتي اليمن وتطلق صواريخها في البحر الأحمر واستهداف السفن الاسرائيلية والأمريكية انتقاماً ورهبة للكيان، اليوم تؤكد جنوب أفريقيا أن القوة والمحاكمة والفضيحة أسلحة يجب إشهارها في وجه الكيان الصهيوني المحتل وابراز طغيانه أمام العالم، ووضع حد لممارساته الدنيئة الهمجية تجاه الشعب الفلسطيني،، ليس أدل على ذلك مناصرو القضية الفلسطينية والمدافعون عن حقوق أهالي غزة واحتجاجهم بهتافات خارج محكمة العدل الدولية «أوقفوا الابادة الجماعية، أوقفوا اطلاق النار، وفلسطين ستتحرر،؛ هل كنا نرى مثل هذا الموقف في أوطاننا العربية !! هل وقف مناصرو غزة في أوطاننا أمام سفارات الدول المتحالفة مع اسرائيل ومطالبة انظمتها بوقف امدادها بالاسلحة الحربية !! لذلك ازدادت الغطرسة الصهيونية وتوسعت الابادة الجماعية واتخذ الكذب الصهيوني مداه كما هو ديدنهم وعادتهم وثقافتهم في التضليل ونسبوا كل ماقامت به من ابادة جماعية الى حماس ليخرجوا كالشعرة من العجينة،، … اليوم جنوب افريقيا تحمل راية الدفاع القانوني عن غزة، وكشفت الوجه القبيح للكيان الصهيوني المحتل.، لا تريد للكيان الهمجي أن يعربد قتلا للاطفال والنساء وتدميرا للكنائس والمستشفيات والمدارس وكأن نظرية الكيان القتالية لا تريد الاعتراف بحقوق الانسان الفلسطيني ولا العبادة ولا التعليم ولا الطبابة «الصحة» « لذك سلط الكيان المختل المحتل والمقلب للحقائق صواريخه على الكنائس والمساجد والمستشفيات والمدارس، ولكن للأسف لم نجد ردوداً عربية تقف هذا الموقف المشرف والمشرق والنيّر كما وقفته جنوب أفريقيا، لكن نجدهم يتخاذلون امام المجزرة التي تحصل في غزة وفي فلسطين بشكل عام. ولا نقول إلا اللهم انصر غزة ودمر الكيان الصهيوني وحلفاءه الذي إذا أراد لشيء أن يقول له كن فيكون.