17 نوفمبر 2025

تسجيل

يا ليت قومي يعلمون

14 يناير 2013

خروج المنتخب السعودي من كأس الخليج لا أعتقد أنه مفاجأة لكي يغلي الشارع الرياضي السعودي بهذا الشكل وسبق وقلت بأن المنتخب السعودي يفتقد للروح والأداء وأن المشكلة الوحيدة التي نعاني منها هي لاعبون لا يقدمون مستوى ولا روحا وعندما لا يقدم اللاعب أي مستوى ولا توجد لديه الروح فلن ينفع معه لا مدرب وخطط ولا تكتيك. اليوم للأسف وبسبب هذه الخسارة أصبح لدينا شامتون وكانوا ولازالوا متربصين يستغلون الفرصة اليوم ليصفوا حساباتهم السابقة على حساب المنتخب حتى وإن ظهروا في ثوب الحزن فهم من الفئة التي أزعجتنا بصراخها ليل نهار فهم لن يجيدوا غير هذا الصراخ هنا وهناك فلغة العقل والمنطق وعقلانية الطرح والفكر والرؤية بعيدة عنهم كل البعد وهنا نقاط لابد أن نضعها على الحروف. يا ليت قومي يعلمون بأن كأس الخليج لن تكون لا اليوم ولا غداً هدفاً إستراتيجياً يسعى أي منتخب للحصول عليها هي مطلب ولكنها ليست هدفا. يا ليت قومي يعلمون أن الداء لدينا هي أنديتهم التي يدافعون عنها ويتعصبون من أجلها فهي لم تصنع لنا نجماً ولا هدافاً ولا صانع لعب ولا لاعباً لديه روح. يا ليت قومي يعلمون أن أنديتهم تصرف مئات الملايين على أشباه لاعبين وأنها تدفع أكثر بكثير من عقد ريكارد ولم تصنع لنا إنجازاً خلال السنوات الأخيرة لا آسيا ولا خليج ولا عرب لذا أصبح هذا حال المنتخب. يا ليت قومي يعلمون أن هناك إعلاماً يصرخ ويعتقد أنه من يدير الرأي العام وأنه يستطيع أن يملي ما يريد بأجندته وفلسفته وإسقاطاته لكي يثير الجمهور الرياضي. يا ليت قومي يعلمون أن أنديتنا كانت في السابق ترسل الكشافين في كل مدينة وقرية وحارة لتكتشف اللاعبين وتدعم أولئك الكشافين أما اليوم فإنها تبحث عن السماسرة لتدفع الملايين المهاجرة وآخرون يقبضون عمولاتهم. يا ليت قومي يعلمون أننا كنا ولازلنا نسير بدون هدف ولا إستراتيجية وإن كانت موجودة فهل كأس الخليج هي الهدف والاستراتيجية التي نعمل عليها. يا ليت قومي يعلمون بأننا اليوم لا نحزن على البطولة ولكننا نحزن على المستوى والأداء. يا ليت قومي يعلمون بأن ما يحدث اليوم من هرج ومرج بسبب خسارة كأس الخليج دليل أننا نسير ولا نعلم أين نسير. اليوم لابد أن يعلم قومي ويوقنون أن الرياضة وكرة القدم تحديداً مفرحة للشعوب وأن الاهتمام بها هو مطلب في ظل مجتمعات ليس لديها الكثير من المتنفس لشبابها وأن نكون وسطاً في فرحنا وغضبنا وأن نتحدث بلغة العقل والمنطق وليس بلغة التشنج التي لا تبني لنا مجداً ولا تعالج لنا قضية ولا تأخذنا لأوفق النجاح وأنا لا نلتفت لمن يريد أن يكون مهيجاً للشارع والشباب لأنها في نهاية المطاف كرة قدم هل نعلم ماذا تعني كرة وقدم.