13 نوفمبر 2025
تسجيلفي مقال سابق تحت عنوان توظيف الرياضة تحدثت فيه عن جامعة الرياضة القطرية التي قدمت من خلالها قطر ثقافة رياضية مزجتها بالتنمية والفكر والمجتمع والسياسة بل وجعلت منها تجربة تاريخية فريدة من نوعها لا مثيل لها استطاعت من خلالها قطر أن تقدم مفهوماً وعملاً فريداً من نوعه لم يسبقها به أحد من العالمين فجعلت من الرياضة قاعدة عمل نحو كل مشارب التمنية والتطور والحضارة فأصبح المجتمع ينجح ويفكر ويتطور ويصنع ويبني بروح الفكر الرياضي الذي نجح فيه الشاب القطري نجاحاً عالمياً بل استطاعت أن تجعل قطر من الرياضة رسالة عالمية تصل من خلالها قطر لكافة دول وشباب العالم فصنعت لنا لغة رياضية مختلفة عن تلك التي كنا نعرفها والتي لا تتجاوز مفهوم الهواية والممارسة. منتدى الدوحة الرياضي الدولي أعتقد أنه سيصبح البوابة التي من خلالها تدرس قطر العالم مفهوم صناعة الرياضة (ولا أقصد هنا مفهوم الممارسة) بل مفهوم التطور والبناء من خلال الرياضة داخل المجتمع هذه هي الفلسفة الفكرية الجديدة بل من يقرأ ما بين سطور خطاب سمو أمير قطر يعرف جيداً أن هناك فكراً استراتيجياً نفذ بنجاح على أرض الواقع بل ووضع محاور عمل مهمة هي في ذات الوقت أعمدة النجاح الفكري السياسي في بناء منظومة المجتمع فقال في خطابه (إن الرياضة وسيلة وأداة في بناء المجتمعات ووسيلة لترسيخ مبادئ العدالة والسلام والوحدة والصداقة والتعاون والعيش المشترك) ففي هذه الكلمات والتي لا تتعدى 16 كلمة قدم أمير قطر رسائل هامة اجتماعية واقتصادية وسياسية فهذا يعني لي أن قطر عندما اهتمت بالرياضة فلأنها تريد أن (تبني المجتمع) وهذا يعني تنمية اجتماعية واقتصادية داخل المجتمع القطري و(ترسِّخ مبادئ العدالة والسلام والوحدة) فهذه رسالة أمينة بأن الرياضة وروحها والتنافس فيها يرسِّخ مبادئ العدالة والسلام الاجتماعي الوطني والوحدة الوطنية من خلال منظومة عمل تنطلق في كل مكان كل منها يبني الآخر ويحافظ عليه (والصداقة والتعاون والعيش المشترك) فهذه رسالة سياسية بأننا من خلال الرياضة نبني علاقات الصداقة والتعاون سواء داخل المجتمع القطري مع كل أطيافه وأجناسه أو مع بقية مجتمعات العالم. ولأنها رياضة والرياضة عادة تقوم على سواعد الشباب فأمير قطر يقول لهم بلغة الرياضة (أنتم ثروتنا الغالية نمضي معكم نحو المستقبل بثقة لبناء عالم أفضل) وهو هنا لم يقل نبني قطر بل قال (نبني عالم أفضل) لأنه كان يتحدث بلغة الرياضة التي من خلالها يستطيع أن يخاطب كل العالم بلغة العالم خاصة أنه يتحدث من قلب عاصمة الرياضة الدوحة. ما أحببت أن أشير له هنا أن قطر بقائدها وأميرها استطاعت بناء عالم جديد في دوحة قطر بلغة جديدة بفكر جديد يصنع المستقبل بفلسفة حضارية أجادت قطر رسمها في خارطة التاريخ وسجلتها بأحرف الرياضة لغة جديدة قل من يجيد استخدامها كماً وكيفاً عملاً ومضموناً بناء وحضارة وأمناً وسياسة واقتصاداً وسلاماً. فتحية لقلب الرياضة وعاصمتها قطر..