08 نوفمبر 2025

تسجيل

أين أنتِ ذاهبة

13 نوفمبر 2018

رأى الزمان الحرية تحزم حقائبها لكي ترحل فسألها إلى أين أنتِ ذاهبة ؟؟ قالت له إلى العالم العربي..؟ فتغيرت ملامح وجهه ثم ضحك بصوت عال وقال لم أسمع، ممكن تعيدين الكلام مرة أُخرى.؟ قالت إلى العالم العربي.. قال هل أصبتِ بالجنون كيف يذهب الواحد إلى حتفه ألم تعلمي ان في هذا العالم البائس تُحاربين في كل مكان. فأنتِ غير مرغوب بكِ والبيئة لكِ طاردة إلا من بعض الفتات في دولة وربما فى دولتين ألم تعلمي بأنكِ سوف تختنقين من قلة الاكسجين وسوف تحتاجين إلى موسعات الشعب الهوائية وربما لا ينفع معكِ ذلك وربما تعيشين في العناية المركزة تحت رحمة الاجهزة الطبية وبعد ذلك سوف تموتين شر موتة أو أن تندمي شر ندم. إن الحكومات هناك لا ترغب بأي نوع منكِ وسوف تُحاربين في كل مكان، فالشعوب محاسبة على أي شيء تقوله حتى ولو كان من باب النصيحة ومعالجة الخلل ووضع الحلول المناسبة. أنسيتي ماذا فعلت فيما مضى زمن الربيع العربي ألا يكفي ما حل بهم من خراب ودمار وقتل وسفك دماء الأبرياء وغصت السجون بالمظلومين ورجعت عقارب الزمن بهم سنين طويلة إلى الوراء وتنفس المسؤولون العرب الصعداء بعد طردك شر طردة. لماذا لم تتعلمي من التجارب وانت تدعين بان الشعوب العربية تعيش بسلام فمطلب الحصول عليكِ أو حتى القليل منك فتح عليهم أبواب جهنم. ألم تسمعي بما حل بآخر ضحاياك جمال خاشقجي الذي سافر يبحث عنكِ لكي يتنفس من هواك، ألم تعلمي أنه من أجل كتم أنفاسك قُطع بالمنشار وأُذيب جسده الطاهر بالمواد الكيميائية، لكي لا يبقى ولا يبقى لكِ بداخله أي أثر. حتى ان هذا التصرف الشيطاني بث الرعب في النفوس وخيم بظلاله على الجميع، بل فضل الكثيرون النفاق والتطبيل والكذب على بشاعة المنشار. فأخذوا يسبحون بحمد الحكومات ويستغفرون وقد يكون معهم حق في ذلك، فأصبح البحث عنك مكلفا وباهظ الثمن قد لا تستطيع الشعوب دفع ثمنه، فالمشي جنب الحيّط في كثير من الأحيان مفيد في العالم العربي حتى الصمت أو الكلام الطيب الذي يجمع ولا يفرق له عقوبة فبعد كل هذا أخبريني كيف ستعيشين هناك ؟؟.