10 نوفمبر 2025

تسجيل

لابد من قوانين السماء

13 أكتوبر 2014

بالأمس بدأنا حديث المقارنة بين معركة بدر وحنين ، لنصل الى أهمية الاستعانة بقوانين الــســمــاء مـهـمـا كــانــت حــالــة قـــوانـــين الأرض لتحقيق المنشود، سواء كانت تخدمك أم لا .. ونكمل اليوم شرح المفهوم عبر حالتين ، الأولى معركة بدر والثانية معركة حنين .. فــي الــحــالــة الأولــــى ، مـعـركـة بـــدر ، لــم يلجأ المسلمون أبداً إلى القوانين الأرضية ، لأنهم هـالـكـون لا محالة إن دخــلــوا الـقـتـال حتى احــتــاروا ، والــرســول الكريم صلى الله عليه وسلم أكثر من الدعاء والتضرع إلى الله وردد الدعاء المشهور :" .. اللهم أنجز ما وعدتني ، اللهم إنك إن تهلك هـذه العصابة من أهـل الإســلام فلا تعبد في الأرض أبداً ". وما كان هذا الدعاء إلا ليقين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه ليس من الممكن اتباع القوانين الأرضية ، حتى لو كان هو معهم ، بجلالة قدره وعظم شأنه صلى الله عليه وسلم عند الله ، فلم يكن من بد سوى اللجوء إلى السماء وقوانين السماء ورب السماء والقوانين كلها ، فكان ما كان من نتائج هي أقـرب إلى المعجزة .. لكن حين داخلت خواطر ومشاعر ولو لدقائق قليلة في نفوس المسلمين يوم حُنين ، والاغترار بالكثرة ، بما يعني الاعتماد على قوانين الأرض ونسيان قوانين السماء ورب السماء والكون كله ، مالت الكفة لصالح المشركين لبعض الـوقـت باعتبار عددهم يومذاك الذي وصل لأكثر من ثلاثين ألفاً ، لأن القوانين الأرضية دقيقة ولا تحابي أحداً ، مسلماً كان أم غير مسلم .. ولكن بدأ المسلمون التخلي سريعاً عن الأرض واللجوء إلى السماء ، فما انتهى اليوم إلا وقـد تجسدت قوانين السماء على الأرض مرة ْ أخرى ، وانتصر المسلمون يومها .. " وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إذْ أعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ".خلاصة الحديث :مهما اتخذت الأسباب لتحقيق النجاحات على الأرض ، فلا يُغني ذلك عن اللجوء إلى الله واليقين التام بدعمه وتوفيقه ، والتوسل إليه لتحقيق مرادك ، وهذا الأمر يمكن أن يُطبق على ما يحدث اليوم في سوريا ، فلن تقدر كل قوى الأرض على فعل شيء يحقق النصر للشعب السوري ما لم يتوجه السوريون إلى السماء ورب السماء ، فالنصر بيده وهو القادر على أن يسخر الإنس والجن والطير وغيرهم من جنوده سبحانه لتحقيق الهدف المنشود .. وكلما ارتفعت أبصار السوريين وأيديهم إلى السماء ، كلما اقترب الوعد الإلهي بالنصر ، والعكس صحيح دون أدنى شك ..