لا لحقننا بالكره

كإنسان خليجي حر يعتصر قلبي ألما عندما أرى ما آل إليه المآل من تقطيع أواصر الحب التي تربط أبناء الخليج، الشعوب الخليجية متحابة في العمق في حالة إنسانية اجتماعية فريدة من نوعها، والإنسان الخليجي بطبعه لطيف وكريم وذو أخلاق حميدة يحب الجار والصديق ويعين المحتاج والحزين،ولا يوجد إنسان دولة خليجية ليس لديه أهل أو أصدقاء في دول خليجية أخرى.  ما نراه اليوم من حقن الشعوب الخليجية ضد بعضها البعض يدمي قلب الإنسان الواعي.   الإنسان مخلوق اجتماعي يتأثر بالجماعة التي يتعايش معها بدرجة أو بأخرى ، الحقن الاجتماعي الذي تحمل رايته مجموعة من نشطاء برامج التواصل الاجتماعي يترك بليغ الأثر في نفس الإنسان ، وإن خالفناهم في الرأي أو الأسلوب أو المضمون فإننا بشكل أو بآخر نتأثر. تحقن في دمائنا جرعات من الحقد والكره على بعضنا البعض قد تكون صغيرة ولا نحس بها ولكنها في مقتل لأنها تسري في دمائنا وتغذي فكرنا شعرنا بها أم لم نشعر.  نشطاء التواصل الاجتماعي بجميع أنواعهم المأجور منهم والحر ، السليم النية والموجه ، العالم منهم والجاهل مؤثرين في محيطهم ومتابعيهم، والغالب على هؤلاء تبني أسلوب تفنيد وتكذيب الطرف الآخر بأساليب الاستهزاء أو الاستعلاء أو حتى الكذب ، يتابع هؤلاء الناشطين ملايين من البشر يتأثرون بالحقن الاجتماعي الذي تحقن به الشعوب الخليجية ضد بعضها البعض. شبابنا يكبرون على مشاعر الكره للآخر وهذا من وجهة نظري المتواضعة غير مقبول. يعلم القطريون كثيرا من أبناء دول الحصار الذين لا يرضيهم الوضع الخليجي ولكنهم مكممو الأفواه لا يستطيعون الكلام خوفا على انفسهم واهليهم وارزاقهم، ولكن عندما يتابعون ناشطا من نشطاء التواصل الاجتماعي يتعرض لدولهم فإنه ينحاز لدولته وشيئا فشيئا تحول أبناء شعوب الخليج من مؤيدين لقضيتك إلى محايدين إلى كارهين، من هذا المنبر لا لحقننا بالكره ضد إخواننا الخليجيين، نعم ظلمنا مجموعة ممن أداروا السلطة بغير حق في دولهم ولكن يظل الحب هو الأساس في الترابط الشعبي بين دول الخليج، يجب علينا كشعوب رفض جرعات الكره التي تصب في دمائنا لتحقيق أهداف ومصالح سياسية لأفراد على حساب المجتمعات. من هذا المنبر اشكر كل نشطاء التواصل الاجتماعي الخليجيين الذين اثروا عدم الخوض في قضية حصار قطر لا من قريب ولا من بعيد ، وأدعو نشطاء التواصل الاجتماعي أن يراعوا بأن وطن الإنسان عزيز على قلبه واحترامك للأوطان والشعوب من مبادئ الإنسانية، وأدعو كل إخواني الخليجيين برفض جرعات الكره التي تحقن بها دماؤنا والمحافظة على الشعور الجميل بالحب والأخوة والصداقة. ودمتم سالمين