09 نوفمبر 2025

تسجيل

تجارة رابحة

13 أغسطس 2015

هناك أناس يعرفون حق المعرفة معنى أن يكون للمرء من دمه أبناء يولدون كأوراق بيضاء نسجل فيها مانريد، وصحفا نقية نكتب فيها مانختاره سواءً كان خيراً أو شراً فينتقون جيداً كل كلمة وكل حرف قبل أن يسطروه في تلك الأوراق، لأنهم يعون وعيا عميقاً أن كل مايزرع بأرضهم سوف يحصد في يوم من الأيام، وكما يربى هذا الطفل النقي سوف يكبر ويكون. إن معظم العلماء يجمعون على أن تربية الأطفال وتوجيههم الأساسي يكون في سنوات الطفل الأولى، فقد جاءت إمرأة يوماً إلى أفلاطون فسألته قائلة: دلني ياسيدي على طريقة قويمة أربي إبني بها..فسألها: كم عمر ابنك ياسيدتي؟ فأجابته سبع سنوات فقال لها: لقد فات الأوان. وهذا بالطبع يعني أهمية أن يركز الآباء على تربية وتوجيه أطفالهم منذ نعومة أظافرهم كما يقال، فشخصية الطفل علمياً تتكون بالسنوات الأولى من عمره. وليس كما يظن الكثيرون أنه لا أهمية للتركيز عليهم في الصغر، فكثيراً مانسمع الأبوين أو كليهما يتهاونان في التعامل مع أطفالهما بحجة أن الطفل مازال صغيراً وغير قادر على الفهم أو التلقي وهذا هو الخطأ الفادح. إن الاستثمار في تربية الأبناء منذ الصغر على الدين والخلق الرفيع وزرع الوازع الديني في قلوبهم هو التجارة الرابحة التي لايمكن أن تخسر بإذن الله تعالى، فهم أرض خصبة نزرع فيها مانريد، ونسقيه ونعتني به ونرعاه حتى يكبر ويثمر ويزهر فتستظل قلوبنا بظله وتتعطر أيامنا بعبير زهورهم، فاللهم احفظ أولادنا وفلذات أكبادنا من كل سوء، واجعلهم تجارتنا الرابحة التي لاتخسر أبداً.