06 نوفمبر 2025
تسجيلقالوا لي اعرضي أمنياتك وقد تجاوزنا النصف الأول من السنة العجيبة الغريبة 2020! ولأن الأمنيات كثيرة وكبيرة يدخل معظمها في الخصوص، وينطلق قليلها في العموم، فقد قررت أولاً ألا أفكر، لأني أعرف نفسي حين أفكر أصبح عاقلة، وهذا العقل لا يفيدني في كثير من الأحيان كما هو الحال الآن، وأنا على أهبة الاستعداد لعرض أمنيات مجنونة!. أتمنى أن أعرف في أي سنة هجرية أنا، أعلم بأن أكثركم سيفكر قليلاً، وربما بادرني بإجابة خاطئة، ومنكم من سيتوقع ويعطيني خيارات لا يعرف هو نفسه الخيار الصواب منها، كما أن منكم من سيقول لا أدري، وهذا سأحترمه كثيراً، فمن قال لا أدري فقد أفتى، وما أكثر المفتين اليوم!، وفيكم من سيقول لي الإجابة وابتسامة المنتصر تتأرجح على جانب شفتيه، وكأن العلم بهذا هو أكبر تحد يواجهه، بينما في الواقع إن أنا وأنتم نبدو جهلة تماماً أمام غرابة الأمنية وعظم الجهل، الذي نتلوى في جنباته ونحن العرب المسلمون، الأولى انتهت!. أتمنى أن تنتهي معاناة سوريا، وينقلع بشار والروس وداعش وإيران وكل مرتزقة سوريا، ويحيي السوريون ذكريات شهدائهم وأطفالهم من مقابر لن ينبشها النظام بصواريخه، ولن يغرقها بألغامه، ولن يصطاد منها أعداءه، وأن يعيش الشعب السوري عيشاً حراً و... يتنفس!. الثانية انتهت!. أتمنى أن يتحرر اليمن ويعود أهله هم الفئة الغالبة الحاكمة، ويتخلص من أذنابه الخائنين ويدحروا الحوثيين، ويطهروا حكومتهم من كل لاعب متسلل إليها، ويطردوه أو يعدموه، فكل خائن هو محكوم عليه بالموت في قضاء الشعب، وأن ينهض هذا البلد من الجهل الذي يستحكم فيه، وهو أهل الحكمة اليمانية، ويصطف بجانب أقرانه، لا يعلو أحد عليه، وإن حاول طاوله اليمن علواً، وهذه أمنية قلب باك على هذا البلد الذي يتقدم للخلف، بعد أن تندحر عاصفة الهدم والهزم السعودية الإماراتية، وترفع يدها المجرمة عن اليمن وأهله! الثالثة انتهت!. أتمنى وأبدو عاقلة جداً في أمنيتي هذه أن تتنفس غزة، وسر العقل فيها أنني لم أتمن أن تتحرر فلسطين، فهذا لا يبدو حتى قيام الساعة، ولذا انحصرت أمنيتي الرابعة في أن يتنفس هذا القطاع من حصار ظالم، ومن جار يزيد من عزلته، ويردم أنفاق الحياة إليه، ويتقدم في إكمال سور عظيم شاهق يمنعه حتى من أن يرى أشعة الشمس تتسلل إلى جنباته المظلمة، وأن تكون غزة بوابة فلسطين نحو الحياة، وأن يحب الشعب الحياة كما هو الآن يعشقون الموت لأجل أرضهم المسلوبة من إسرائيل والعرب! الرابعة انتهت!. أتمنى أن تعود مصر، مصر التي أحب، الخالية من انقلابات العسكر، وفاشية الحكم، وموت الأبرياء، وسجن الحرائر، واعتقال الشباب، ومهاجمة المظاهرات السلمية، وغلاء الأسعار، وقهر المواطن الغلبان، وإغلاق موارد رزق البسطاء، مصر التي كنت أرى عزة العرب كامنة فيها، فإذا هي البلد الذي لم تنجح ثورته رغم ثورة الشباب فيها! ولكني على ثقة في مصر بالذات بأن الظلم لابد أن ينتهي ويندحر، بل ويندثر، لأنها وكما بدأت أمنيتي فيها مصر التي أحب! الخامسة انتهت!. أتمنى أن يعود العراق لسليل مجده، وأن يغدو منتصراً بأهله الشرفاء، وأن ينتخب حكومة تعمل له لا عميلة كالتي تتآمر عليه الآن، السادسة انتهت!. أتمنى أن أكف عن أمنياتي غير المعقولة، لأن هذا الزمن كثرت الأحلام وزاد المفسرون لها، بينما من يقرأ الواقع بتمهل هو في النهاية مريض نفسي، الأخيرة انتهت!. [email protected] ebtesam777@