09 نوفمبر 2025
تسجيلتعيش اليمن اليوم أصعب ظروفها من معاناة الناس الإنسانية والقمع والإرهاب لعصابات إيران الحوثية مع الجيش الذي تحول أداة لقمع شعبه بعد أن سخره لذلك الرئيس السابق وأقرباؤه إشباعاً لرغبة الانتقام والحقد الذي جعلهم يدمرون البلاد بشكل بشع. ولكن السؤال هل الحوثي ومن معه أقوياء إلى هذه الدرجة بحيث يستعصون على خصومهم وقوات التحالف؟ سؤال يضع نفسه أمام الجميع، حيث إن الناس يتساءلون عن سر قوة الحوثي وعلي صالح، ولكن لابد من تشخيص المشكلة. فأولاً يجب أن نعرف أن علي صالح وجيشه جعلوا الحوثي قناع ومقدمة الأحداث لاستخدامهم ورقة وهذا جعل إيران تستفيد من هذه الفرصة ليصبح جيش اليمن ممثلاً بحرسه الجمهوري تحت تصرف أهدافها إضافة إلى أن لعبة الرئيس السابق لم تعد مقبولة من دول مجلس التعاون بعد أن نفذ صبرها وأصبح الأمر يهدد أمنها القومي. ولاشك أن الدول الكبرى التي صنعت حرب العراق وإيران وغزو الكويت تخطط لحرب ثالثة تكون لها ثلاثة أهداف: استنزاف قوة المنطقة وإشغالها بالصراعات وإضعاف إمكاناتها وهويتها وحفظ قوة إسرائيل وأمنها وتفوقها إضافة لبيع الأسلحة والمعدات وعمل الشركات.وهناك سؤال آخر في نفس الموضوع، ما هي جذور المشكلة في طول الحرب؟ وبصراحة المشكلة ليست خارجية فقط وإنما داخلية. أداء اليمن ضعيف، فالحكومة الشرعية لم تتمكن من اتخاذ إجراءات قوية ولم تستطع جمع الصفوف وحشد الجهود باستثناء دور وزير الخارجية وبعض الوزراء في المجال الإنساني كوزير حقوق الإنسان وبقية الأجهزة تغني خارج السرب ولم يتم جمع القوات. وهناك الأحزاب التي انهارت أمام هذا الحدث ولم تقدم شيئاً. وللأسف أن المؤتمر ظل يعيش على الماضي دون الاهتمام بالأمن القومي والمصلحة العليا لليمن، والإصلاح يعيش حالة إقصاء وعدم انفتاح على العناصر المخلصة ووضع بيضه في سلة المشترك وهم أشد خصوم اليمن، كاتحاد القوى الشعبية وحزب الحق ممن أسسوا الحوثي وكذلك الحزب الاشتراكي الذي هو يتلاعب يتواصل مع الحوثيين ويبحث عن دعم ومصدر قوي، فهو مع المشترك من جهة وهو يتحاور مع الحوثيين سراً وعلناً، ولا ننسى موقف البيض وعلي ناصر وفشل الحراك ويريدون دولة ولو على حساب الشعب. ففي الوقت الذي يقاتل الناس الغزاة وإيران وعملاءها يقتلون ويدمرون جنوب الوطن وتعز نرى الحزب الاشتراكي بفروعه يحاور إيران والحوثيين للحصول على تسليم الجنوب وكأن إيران والحوثيين أغبياء سيسلمون الجنوب للحزب الاشتراكي صدقة وفعل خير وزكاة رمضان. الحزب الاشتراكي أفلس ولم يتعلم من الماضي وعلي ناصر معروف بصداقته لإيران وبشار الأسد ولعبه على الحبال، والبيض يريد الحكم بأي ثمن، والمشايخ وبعض العسكريين يريدون المال وكثير منهم لا دافع وطنيا لديهم ويعيش كثير من قادة اليمن في الخارج في بروج عاجية يصعب الوصول إليهم بمن فيهم قادة الإصلاح الذين لم يتعلموا الدرس ولم يراقب هؤلاء القادة الله ويتقوه، وكذلك غيرهم. مأساة اليمن أن المقاومة تقاتل والشعب يعيش المحنة. وعجبت وغيري من قبل لزيارات قادة الإصلاح لصعدة وهي أشبه بزيارات السادات لإسرائيل، وإلى الآن لم يحددوا موقفا صريحا من أن إيران هي العدو ويمدوا أيديهم للمخلصين، لأن العقلية الحزبية والتحالفات السياسية أهم لهم للحصول على محاصصة مثل المؤتمر وغيره.متى يصحو أهل اليمن أن بلادهم بخطر وأن العدو يعمل من ثلاثين سنة وأن الجميع سيدفع الثمن وأن هناك عدوا مشتركا وألا نجعل المال والمناصب غاية، بل تحرير الوطن والدفاع عن عقيدة وشرف الأمة.آن الأوان أن يستيقظ الجميع ويدافعوا عن دينهم وشرفهم، فإيران ومن معها وحلفاؤها أرادوا نصرة إسرائيل وتقديم اليمن وسوريا والعراق كبش فداء. وما يجري في العراق وسوريا درس لقادة اليمن، وكان يجب أن يتعلموا من التحالف الوطني السوري، اليمن بحاجة لتحالف وطني وبذل الجهود ودعم المقاومة. وأما الحديث عن الانفصال والأقاليم فهذا موضوع سابق لأوانه في ظل الاحتلال والكارثة، أولاً أنقذوا اليمن.. أنقذوا اليمن.. أغيثوا شعبكم وتحدثوا بعدها عن التفاصيل ولا تجعلوا بلادكم ألعوبة دولية للأمم المتحدة. ليتحالف اليمنيون ويدعموا المقاومة ويتعاونوا مع مجلس التعاون وبالأخص المملكة لتحرير اليمن من الاحتلال الإيراني الذي صار يسخر من عقول اليمنيين ينفي تدخله ويقول رفسنجاني إن صعدة ليسوا شيعة فهو يظن أن العرب سذج وأن الناس لا تقرأ، يضحك ويسخر منكم يا أهل اليمن وهو من درب وعلم وأعد. ومواقفكم وإعلامكم مشغول بقضايا جانبية لتتحد الجهود لتحرير البلاد دون المهاترات والمحاصصات وسينصركم الله، فالنصر بالاعتماد على الله والعودة إليه وجمع الشمل وعدم الإقصاء والنزول من البروج العاجية.