08 نوفمبر 2025

تسجيل

التاريخ والتأريخ (2-2)

13 يونيو 2018

6 - لقد شاهدنا خلال شهر رمضان الحالي ، للأسف، برامجَ تفتقد إلى العُمق واحترام عقلية المشاهد، صحيح ان الترفيه مطلوب، بعد الإفطار، ولكن حتى الترفيه له قواعدُ ومُحددات لا يمكن الخروج عنها، كما أن النواحي الفنية يجب أن تُراعى في إنتاج بعض هذه البرامج! إذ لا يجوز أن تكون هنالك لقطة كبيرة ( Long Shot) لمشهد فيه ثلاثة ممثلين، وتستمر اللقطة لأكثر من خمس دقائق!؟ لأن المشاهد لا يعرف من هو المتحدث!؟ والذين يعرفون أُسسَ الإخراج يدركون هذا!؟ أما الذين يحاولون توفير ميزانية (الإنتاج) فلا يدركون ذلك حتمًا؟! كما أن سرعة إنتاج بعض الأعمال الدرامية والترفيهية، وعدم وجود لجنة مشاهدة مؤهلة، جعلت بعضَ المشاهد تخرج على الشاشة وهي تشوه العمل بصورة واضحة! وشاهدنا في بعض الأعمال تناقضات لدى بعض الممثلين، مثلاً – دور الممثل الحقيقي، والمطلوب فيه أن يكون متألمًا، نجده في اللقطة وهو يضحك!؟ وهذا أولًا ضعف في الإخراج والأداء وأيضًا ضعف في المونتاج!. ناهيك عن بعض الألفاظ التي لا يليقُ توجيهُها للأطفال، مثل: (جب ولا كلمة ، انت ما تستحي، انت جليل حيا، قم وثول..)، أنا أعتقد أن هذه الكلمات غير لائقة لأن تظهر على الشاشة! لذلك، فإن التأني، والمُراقبة، وحُسن استغلال الوقت لتنفيذ الأعمال الدرامية والترفيهية أمرٌ مهم لضمان جودة هذه الأعمال. 7 - وفي ظل موجة التسرّع، وعدمِ الالتفات نحو المهنية، في العديد من المجالات الإبداعية، وعدمِ القراءة المتعمقة للاتجاهات الفنية والأدبية ، تحدثُ ظواهرُ سلبية لا نتمناها في الأداء الثقافي والفني. وفي ظل "تباهي" البعض بالتواجد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يغلب على كثيرين من مُريديها، عدم القراءة المتعمقة للحدث أو الموضوع، وفي ظل بروز لغة (الإنترنت) الضعيفة والمليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية، يبرز - هذا البعض – الذي يُسابق الزمن، ولا يهتم كونهُ خالفَ الأعراف الأدبية أو الفنية، المهم أن تكون صورته حاضرة في هذه الوسائل، وأحيانًا لمقاربات " يفرضها" هذا الأحد على المحرر. بصراحة ، نحن بحاجة إلى وقفة مع العقل، وأنا هنا، لا أختلف مع الدكتور حسن رشيد - في حديثه عن عدم المتاجرة بتاريخ الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر- بألَا تُستغل رموزُنا، سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية أم تربوية أم إعلامية أم أدبية أم فنية ، في أعمال مشوهة، وفي قَفزٍ غيرِ حميد على وقائع التاريخ، وفي مخالفة واضحة لأسسِ التأريخ. وعلى يد شباب صغار لم تصقلهم التجربة، وفجأة وجدوا أنفسَهم في فضائيات أو على منصات التواصل، وسِنهُم لا يؤهلهم للخوص في تلك التجارب!. ولا بد من أن تكون هنالك جهة تضع الأمور في نصابها ، لأن " الموجة" شديدة ومتوالدة ، وهذا يضّر بالثوابت، ويقوِّض ما تسعى إليه بلادنا من تأسيس قويم للثقافة والفنون ومجالات الإبداع عامة.