16 نوفمبر 2025

تسجيل

مَطْـلَبٌ وَ ضَـرورةٌ وطنيَّـةٌ

13 يونيو 2013

نعم، تطورت صحافتنا الرياضية، وتقدمت شكلاً ومضموناً، وعكست الرؤى المختلفة في قراءة الحدث الرياضي، والتوجهات العديدة للارتقاء بالحركة الرياضية وجَـعْل الرياضة واجهةً حضاريةً نُطِـلُّ منها على العالم وندعوه من خلالها لرؤية قطر، وطناً وقيادةً وشعباً، كدولةٍ إنسانها مبدعٌ قادرٌ على العطاء والتخطيط والإدارة. ولكننا، حين ننظر في تفاصيل الواقع الصحفي الرياضي، لا نجد أثراً كبيراً يدل على استثمار العنصر البشري القطري فيه. هناك رؤساء قطريون ذوو كفاءة علمية وعملية يديرون القسم الرياضي في صحفنا، وكُتَّابٌ قطريون يكتبون في الملحق الرياضي، إلا أنَّ الصحفي القطري الذي يغطي الفعاليات المحلية، والمشاركات الوطنية الخارجية لمنتخباتنا، والبطولات والأحداث الرياضية الإقليمية والقارية والدولية، داخل قطر وخارجها، ليس متواجداً. في حين أنَّ تواجده مهم ولابد منه في سبيل إعداد قاعدة وطنية ذات خبرة وكفاءة خلال السنوات التسع القادمة، تستطيع إبراز الحضور الوطني الفاعل والمؤثر أثناء إقامة مونديال ٢٠٢٢ م. عندما نتحدث عن المستقبل فإننا نتحدث عن احتكاك بشعوب ومجتمعات من خلال الفعاليات الرياضية. فالصحفي المواطن إذ يغطي فعالية خارجية، يكون أحرص على تمثيله لوطنه، ويبذل جهداً عظيماً لنقل انطباع إيجابي عنه. ومن جانب آخر، هو أقدر على تَـفَـهُّـمِ ما يريده أبناء وطنه، وباستطاعته التحليل والكتابة بصورة تعكس ما يراه ويشعر به الشارع الرياضي القطري. فليس من المعقول ألا يُرافق منتخباتنا الوطنية في مشاركاتها الخارجية صحفيون قطريون يربطهم الحِـسُّ الوطني باللاعبين والجهازين الإداري والفني، ويمكنهم التعبير بدقة عن الآمال والتطلعات، وعن تخطي الكَـبواتِ، وبَثِّ روح الإصرار. نؤكد، هنا، على ضرورة تواجد الصحفيين من أشقائنا العرب في صحافتنا المحلية، واحترامنا لما بذلوه ويبذلونه من جهود عظيمة. ونبحث، في آنٍ، عن أسباب عزوف شبابنا عن العمل الصحفي الرياضي. بالطبع، لا نُحَـمِّلُ المسؤولية لجهة بعينها، فالمجتمع مسؤولٌ بتقييمه السلبي للعمل في القطاع الخاص. والمدرسة والجامعة مسؤولتان عن عدم تهيئة الطلاب نفسياً وعملياً لخوض المعترك الصحفي، والمؤسسات الإعلامية مسؤولة لعدم تقديمها حوافز جاذبة، وديوان الخدمة المدنية مسؤول لعدم تقديمه خططا تتيح المساواة في المردود المادي بين العمل في القطاع الحكومي ونظيره الخاص. إعداد الصحفي المواطن، والرياضي بخاصة، مَطلَبٌ وضرورةٌ وطنية يجب علينا الاهتمام بتحقيقهما.