07 نوفمبر 2025

تسجيل

حوار بيني وبين صديقي الأمريكي الذي أسلم

13 يونيو 2011

أكد صديقي محمد زكريا، الأمريكي الذي أسلم منذ عشرين سنة، أن المسلمين في أمريكا في أمس الحاجة إلى عناية مكثفة، إذ إن بعض المسلمين تدينهم شكلي فقط، بينما في المعاملات بلا دين، وبالتالي يقدمون صورة سيئة تشوه الإسلام لافتا إلى أن الإسلام في موريتانيا فطري وليس عندهم تصنع في إسلامهم. قلت لصاحبي محمد زكريا: كيف نحسن من بضاعتنا في الغرب عموما؟ قال صاحبي: نحن في أمريكا نهتم بأمر المسلمين، وهذا من واجبنا، ونريد أن نفهم الشعب بأن الكون فيه علاقات، ونفهمهم أن الظلم مشكلة، فهناك من في العالم العربي يريد الانتقام منهم، ولكن نحن نريد مساعدتهم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب البشر والناس جميعا حتى اليهود. قلت: يقال إن الدعوة الإسلامية في أمريكا تنتشر بين السود أكثر من البيض.. هل هذا صحيح؟ قال صاحبي: نعم هذا صحيح، أولاً لأن السود من أصول إفريقية وعندهم ميول لهذا الشيء لكثير من الذين أتوا إلى أمريكا كانوا عبيدا مسلمين وهذا ثابت في التاريخ، وعندما تكون هناك أقلية مضطهدة في مكان ما فإنها تبحث عن بديل ولا تريد أن تحاكي من يظلمها، ثم إن الدين في نظرهم هو دين رجل أبيض، كما ذكر الكثير منهم، فكيف أعبد إله البيض وهم يظلمونني، يعني بعض اللاهوتيين عندهم قالوا إن هذا الإله عنصري، لكن الآن المكسيكيون يسلمون والبيض يسلمون، ففي فرنسا %25 من اللاتي تنقبن ممن اعتنقن الإسلام، وهذا يزعجهم ويخافون منه. ولكن للأسف نجد أن بعض المسلمين تدينهم شكلي فقط، ففي المعاملات يفتقدون إلى أحكام الدين، فمثلا في أوروبا أن نسبة الجرائم لدى المسلمين أعلى بكثير من غيرهم وبالتالي يقدمون صورة سيئة تشوه الإسلام، ونحن نريد للإسلام الانتشار بشكله الصحيح. قلت: هل يتحدث المنصفون من الغرب عن الإسلام؟ قال: نعم هناك منصفون أشاروا إلى أن الإسلام في موريتانيا فطري وليس عندهم تصنع في إسلامهم، والمنصفون من المعماريين عندما يتحدثون عن أعظم المباني من الناحية الهندسية يذكرون دائما تاج محل في الهند وقصر الحمراء في غرناطة باعتباره أعظم مكان للزيارة في أوروبا بواقع 25 مليون سائح سنويا، لأن الإخلاص والإتقان في العمل ظاهر في هذه المباني، بينما وجدت أن أقبح المباني في العالم الآن موجودة عندنا وحتى في الدول الإسلامية الغنية. قلت: ألا ترون أن للسياحة دورا في إطلاع الآخرين على ثقافتنا وحضارتنا؟ قال: عندنا أزمة سياحية في كثير من دول العالم الإسلامي وللأسف السياحة الآن أصبحت وسيلة للفساد، ولكن السياحة الحقيقية تعني السير في الأرض والنظر إلى العبر، والتزاور من أعظم أسباب التعرف على الشعوب، وهناك أناس أسلموا عند زيارتهم للمغرب، حيث أعجبوا بالحضارة وتساءلوا من بنى هذه الحضارة. قلت: هل هناك خوف من الحكومات الغربية من جراء اعتناق الغرب للإسلام؟ قال: هم يخافون أن يعتنق المسلم فكرا جهاديا فأنا لا أنكر أن الجهاد أصل في ديننا، وأن كل دولة لها الحق في الدفاع عن نفسها، لكن العنف العشوائي الذي نجده في هذا العصر والمنظمات الإرهابية هذه ليست من الإسلام، فعندما أعيش في أمريكا يجب أن أحترم القانون وأن أؤدي واجبي كمواطن صالح. قلت: ما هي رؤيتك لمستقبل العالم الإسلامي؟ قال: أنا لست بكاهن، الله يقول "العاقبة للمتقين"، والعاقبة لنا إن شاء الله، ونحن مؤمنون والتفاؤل من ديننا والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل وكان يتفاءل خيرا وكان يقول "تفاءلوا بالخير تجدوه"، فنحن نأمل بإله كريم ورحيم والمستقبل إن شاء الله مزدهر، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها" ونحن غرسنا الزيتونة (كلية الزيتونة) وإن شاء الله تؤتي أكلها. قلت: كان اسمك السابق وليم جون لماذا غيرت اسمك إلى محمد زكريا بالذات؟ قال: تفاؤلا بالشيخ محمد زكريا أستاذ الحديث الهندي المعروف الذي توفي عام 1981م.