12 نوفمبر 2025

تسجيل

لا شموخ للفقراء في مصر

13 مايو 2015

"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت".. هذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم.. ينطبق هذا الوصف تماما على ما يسمى "وزير العدل" في النظام الانقلابي في مصر ويدعى محفوظ صابر، فهذا الوزير الانقلابي قال ما نصه: "مع احترامي لكل عامة الشعب، القاضي له شموخه ووضعه ولابد أن يكون مستندا لوسط محترم ماديا ومعنويا، القاضي مفروض أن يكون من وسط مناسب لهذا العمل مع احترامنا لعامل النظافة ولمن هو أقل، أنا لا أقول أن يحرم ابن عامل النظافة من العمل لكنه سيجد وظيفة أخرى مناسبة.. لو دخل ابن عامل النظافة القضاء فستحدث له أشياء كثيرة مثل الاكتئاب ولن يكمل عمله في هذا المجال".. هذا ما قاله الوزير الانقلابي الذي يحرس الانقلاب بترسانة من الممارسات القضائية المتعسفة على رأسها الحكم بإعدام 1400 مواطن مصري، منهم 529 شخصا في جلسة واحدة 683 شخصا آخرين في جلسة أخرى لم تتجاوز مدتها 20 دقيقة. هذا هو "القضاء الشامخ" الذي يتحدث عنه ما يسمى وزير العدل، وهو قضاء فاسد حتى النخاع إلى درجة أثارت جميع الهيئات القضائية والمنظمات الحقوقية المحترمة في العالم. هذا الكلام الذي تفوه به وزير السيسي يدخل في باب الكبر والتجبر، والكبر هو بطر الحق وغمط الناس، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه يتضمن استهانة بالناس واستصغارا لهم، وهو تعبير عن العجب والبغي من قلب امتلأ بالجهل والظلم والمقت.من الطبيعي أن يحرس انقلاب السيسي الدموي مثل هؤلاء، فهم ليسوا أكثر من عصابة تسلطت على مصر، واستولت على مقدرات البلد وثرواته، فهم يتمتعون بالامتيازات والأموال والرفاهية، ويعتبرون أنفسهم "دائرة مغلقة" لا يمكن الولوج إليها، حتى بات توريث المناصب والوظائف فيها عرفا وممارسة دائمة ، في واحدة من أشرس حالات التمييز والعنصرية في مصر، وهم الذين يعدون القوانين واللوائح والأنظمة والتعليمات من أجل خدمتهم وخدمة أبنائهم فقط، والإصرار على أنه لا يحق للشعب أن يكون له نصيب من "كعكة القضاء الذهبية"."القضاء الشامخ" في مصر فاسد، وهو ليس أكثر من أداة للتسلط على رقاب الناس، وهو يقنن التمييز بين المصريين على أساس طبقي، ويصنع من الشعب طبقة من "المنبوذين" مثلما هو موجود في الهند، في حين يسري في عروقهم "الدم الأزرق"، ويكفي أن نشير إلى رفض طلبات 138 متقدما للعمل بالنيابة العامة العام الماضي، رغم تفوقهم الدراسي الكبير، لان آباءهم لا يحملون شهادة جامعية.هذا الانقلاب ليس دمويا فقط، بل عنصري أيضا ويعادي الشعب المصري الفقير، ويعتبره غير مؤهل لتسلم الوظائف والمناصب، وهو سبب كاف للإصرار على الإطاحة به ومحاكمة منفذيه.