13 نوفمبر 2025
تسجيلفي جو مشوب بالفرحة، صفقت القاعة تصفيقاً حاراً الأسبوع الماضي في حفل تخرج دفعة 2013، عندما أعلنت سمو الشيخة موزا بنت ناصر، في كلمتها امام الحفل عن بدء طرح الجامعة لثلاثة برامج أكاديمية جديدة، هي الماجستير المشترك في دراسات المكتبات والمعلومات، ودبلوم الدراسات العليا في طرق البحث الأكاديمية والماجستير التنفيذي للطاقة والموارد. وكان لإعلان سموها عن تخصص جديد مزدوج في دراسة التخصص الفرعي في الإعلام والعلوم السياسية بين جامعة نورث ويسترن وجامعة جورج تاون صداه، وهو فعلاً -كما اشارت- انفراد جديد بجامعتنا "حمد بن خليفة"، في بلد هو "قطر" يحتضن الظاهرة العلمية "مؤسسة قطر" والإعلامية أرخبيل "الجزيرة" الواسع التأثير في العالم، فضلا عن دور قطر كوسيط رئيس في مختلف القضايا والنزاعات الدولية التي احتضنت اجتماعاتها ومؤتمراتها ومبادرات الصلح فيها تسهم في جعلها مقر التطبيق الواقعي والميداني لمجاراة العالم اليوم خصوصا ان النخب السياسية والأكاديمية والمهنية تؤمن بأثر الإعلام، ليس كسلطة رابعة، بل كسلطة فوق السلطات الثلاث، هذا حين تطرح ادبيات الدراسات ضرورة تحليل "الإعلام" كعامل ومتغير أساسي من عوامل التحولات السياسة، خصوصا مع الطفرة السيبرنتية وبروز صحافة "المواطنة" واثرها في التشكيل الجمعي والحشد الشعبي. عميد كلية نورث ويسترن للصحافة نشر مقالا له في "الهيرالد تريبيون الدولية" الدولية هذا الأسبوع حول قدم قانون "المطبوعات والنشر لعام 1979" وعدم مواكبته للنقلة المهنية والإعلامية والعالمية، وهذا صحيح وكلام منطقي جدا، ولعله لا يتواكب والنقلة القطرية ايضا التي سارت في الإعلام مسيرة ضوئية، فضلا عما نلمسه في كتاباتنا من اريحية ننعم بها دون تعقب بحذف أو إيقاف، وقد اشار العميد في مقاله في ذلك الى قيام حكومة قطر بإلغاء وزارة الإعلام ورفع الرقابة الصحفية وانشاء كلية نورث وسترن وعدم ممارسة اي ضغوط عليها وعلى ادائها، واذكر هنا انني طرحت مقالا جريئا جدا في نقد شأن داخلي قرأه يومها الصحفي الكبير جهاد الخازن وعلق حينها في ذات الجلسة "إن كان هذا المقال قد نشر في قطر، فأنتم فعلا لديكم حرية صحافة وإعلام حقيقية". عميد نورث وسترن طرح موضوعا مهما اعلاميا وأكاديميا طالما طرحناه في قطر في مقالات وفي مؤسسات المهنة والمهم ان قضايا الإعلام والسياسة في العالم وفي قطر غدت متداخلة جدا حتى بدت الاطروحات الإعلامية مغذيات او محفزات لنقاش ذي بعد سياسي قد يطول في كبرى الصحف الدولية. ولعل سرعة تحديث قانون إعلام جديد ومواكب في قطر مطلوبة جدا، لأنه أولوية ومهم جدا لتعريف من هو الصحفي اولا ومن ثم للتبصير بالحقوق المهنية للصحفيين ولمحو الأمية الإعلامية لدى مختلف الأطياف، حتى تلك الممارسة لفن الإعلام اليوم ليست امية الحقوق فحسب، بل حتى امية الواجبات ايضا. ولأن الشيء بالشيء يذكر، بدت لي أيضا إرهاصات نقلة جديدة لست أدري هل ستُضمّ للدراسة السياسية والتحليل الدبلوماسي، وهي أن "نورث ويسترن" وهي جامعة تدرس الصحافة والإعلام فرع عن الكلية الأم في الينوي، قد وضعت لها مجلة خاصة تسمى "Doha news" تغذي دائما طرحا نقديا عن قطر ليس بالضرورة النقد بمفهوم النقد المتعارف عليه سلبا وايجابا وهو المطلوب مهنيا واعلاميا ولكنها غالبا ما تقف على أمور أحادية الجانب، ولعل آخرها تقرير حقوقي بحت صدر عنها بالأمس يحمل استنكار سجن الشاعر "ابن الذيب" ودعوة والتماس لإطلاق سراحه بصفته سجين رأي، وهي دعوة قدمتها الجامعة "نورث ويسترن" الأم في الينوي ونشرتها في مجلة "دوحة نيوز". استغربت النداء، ليس من وجهة نظر صحفية او حقوقية، فهذا واجب على مؤسسات الدفاع عن حقوق الانسان بالنظر للإعلان العالمي لحقوق الإنسان كما هي حق للشخص ومحاميه، ومهمة مراكز الحريات وحماية الصحفيين مثل "مركز الدوحة لحرية الإعلام في قطر" الذي غاب في ظروف غامضة وتقلدت نورث ويسترن دوره في أمور أخرى ايضا، ولكن مثار الاستغراب ينبع من امرين: أولا: إعلاميا: هل يعد التطاول على "الذات الأميرية" بما ورد من اساءات نابية حرية إعلامية؟ خصوصا أن التطاول بمعناه العام من سب وقذف يتساوى فيه عرفا تطبيق مواثيق الإعلام العام على فاعله سواء كانت تبعاته على امير او على أجير وهو ما تعلمته في مدارس أم "نورث ويسترن" امريكا نفسها من أنه لا يمت للإعلام وحريته بصلة، لان الحرية التي ننشد ونكافح من اجلها هي حرية تعبير وليست حرية قذف وسب وتشهير. وهذا الفرق الدقيق لن يدركه إلا من عرف الشعرة الدقيقة بين الحرية الإعلامية والانفلات والتحريض، اما التجريم بعقوبة السجن في قانون مطبوعات قطر فهذا حديث آخر علمت ان مشروع قانون الإعلام الجديد الشامل قد عدل مادته فيما بدا مما نشر عنه سلفا، ولكن بالتأكيد فيما لا يمس الأمن القومي ومازلنا في انتظار القانون الذي تأخر. ثانيا: مهنياً هل تعد الجامعات مؤسسات اكاديمية أم مراكز حقوقية لتصدر عريضة تنتج عن اجتماعات للنواب في الجامعة الأم وليس فقط ممارسة دورها في إصدار تقرير صحفي جريء وصريح عن قضية حقوقية؟ وهل حل الأكاديميون أنفسهم محل الاتحادات الطلابية التي قد تنبثق منها وعنها مثل هذه الدعوات وتكون مقبولة بشكل اكبر؟ وهل تقدمت الجامعة ذاتها بذات العريضة أو ما شابه هذا التحرك اليوم على سجناء بدون محاكمات وبدون جرم في غوانتانامو وغيرها خصوصا بعد تخلف الوعود عن إغلاقه، أو حتى قبل اليوم هل توجهت للولايات المتحدة عندما اقتيد سامي الحاج الى غوانتانامو من غير جرم سوى انه مصور صحفي مهني محترف في ساحة قتال تعتبرها امريكا مريبة؟ بدا بعدما مضى فيها زهرة شبابه بريئا منها!! انادي فقط المعايير المهنية للجامعة الأم والبنت سواء على قطر او على امريكا او غيرهما؟ وهل يجدر بنا بعد ذلك القبول بما كتب من تحديث لخبر هذه المناشدة مساء أمس 12 مايو ايضا عن مقولة نسبت لأعضاء الجامعة البنت في قطر برروا رفضهم التعليق على هذا التحرك المطروح لإطلاق سراح "ابن الذيب" كونهم يخافون ان ينالهم نفس مصير ه؟؟ كما الآتي: "The administration and faculty at NUQ work hard on matters of freedom of expression every day، and will continue to do so، but there is concern that anyone can find themselves in a situation similar to that of the poet. Thus، the NU — Q faculty would not be supporting the motion because of a fear that it would do “more harm than good،” the Northwestern Chronicle reports. في الموضوع المطروح بهذا التشبيه زاوية حادة وتجن ٍ على قطر، خصوصا وان العميد نفسه في طرحه لموضوع "قانون المطبوعات والنشر القديم " في الهيرالد تريبيون ذكر ان حكومة قطر المتأخرة عن اصدار قانون جديد منحتهم وغيرهم — وبدون قانون جديد — امتيازات العمل والحرية الإعلامية دون تدخل كما أسلفت. الموقف هنا وفي غيرها من تغطيات شبيهة في NWSU يذكرني بالمثل العربي القائل: "مــَــــا وَرَاءَكَ يـــا عِصَــــامْ؟ " ربما تجيبنا عليه "جورج تاون" واخيرا،،، تحية شكر وتقدير واجبة لرئيس مؤسسة قطر على فتح آفاق الطلاب في قطر للربط بين الإعلام والسياسة في هذا السبق التخصصي المزدوج بين كليتين عريقيتن والتي نأمل أن تنبه أذهانهم لما حولهم ممارسة ايضا قبل ان تفتق قريحتهم وتعبئهم بعتاد الممارسات العلمية الدولية خصوصا وانهم يمكلون ذات الادوات المنهجية واللغوية أيضا التي نأمل أن يطلق الله بها فكرهم وألسنتهم بشقيها المكتوب و"المرئي والمسموع" لنلمس صداهم واقعيا في قضايا مجتمعاتهم هنا وهناك ايضا كما لمسنا صدى عمدائهم وأعضاء هيئة تدريسهم على أننا نأمل الا يكون جلّ نتاج أبناء "ايلينوي — قطر" كمعلميهم تغريدا خارج السرب وهم يعلمون أن كثيرا من "الشعراء يتبعهم الغاوون"، اقصد................."يدفعهم الغاوون".