09 نوفمبر 2025

تسجيل

الريس البشير .. ومن هؤلاء !!

13 أبريل 2015

* على وزن " من أين جاء هؤلاء " التي أطلقها طيب الذكر الطيب صالح الروائي العالمي كتلميح مبطن للجالسين على كراسي الحكم بالسودان وماثلت حكما شعبية عفوية وحكما إنسانية ثمينة وككلمات موجزة تسعف كل من يريد أن يحزم مشاعره السالبة والمستنكرة لأي ما يرتبط بمجموعة أفعالهم وممارساتهم . * " من هؤلاء " أعني بها الجماهير التي ملأت ساحات الحملات الانتخابية التي قادها المؤتمر الوطني لصالح المرشح الرئاسي عمر أحمد البشير ووزعت بخارطة جغرافية منتقاة غربا ووسطا وشمالا ليختتمها بإستاد الخرطوم الرياضي والذي امتلأ هو الآخر عن بكرة أبيه ونقلتها الفضائيات بتفاصيلها عمائم بيضاء وأثواب مطرزة وخضراء فاقع لونها وأعلام وعصي مدببة. * من أين جاءت .. أفواجا وجماعات وأفرادا صحيح ... إن الحزب الحاكم مثل كثير من النافذين والماسكين بمقاليد الأمور بدولنا يستطيعون أن يسخروا كل مقدرات البلاد لأجل مآربهم ولبقائه " مكنكشين " على كراسي الحكم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .. ولكن كيف جاء هؤلاء هل هم فريجة أم لاعبون أساسيون أم كمبارس أم تمامة عدد أم مدسوسون .* ما كان لمثل هذه الجماهير أن تقف لساعات حتى يطل عليها المرشح والذي يجلس على كرسي الحكم للعام الأول بعد ربع قرن دون منازع قوي لولا التشتت الظاهر للعيان وللمراقب السياسي الحصيف لقوى المعارضة السياسية والأحزاب التقليدية التي لم تتمكن من فكفكة هذا الكيان أو خلخلة أركان حلقاته الخانقة أو تحييده لصالحها بفكرها الناضج والمواكب للأحداث الإقليمية والعالمية ومتغيراتها السريعة.* من حق الجماهير أن تزحف نحو الميادين لتستمع لما يقال أو تستمتع بفواصل غنائية ووصلات راقصة أدخلت عليها بعض التحسينات لتواكب عام 2015 ولتتربع الإنقاذ على كراسي الحكم في نسخته الـ 26 .* من حق الجماهير أن تتقاطر طالما لم يكن لديها بديل يحركها ويجذبها لبرامجه المبتكرة الخلاقة التي تلامس حاجتها في القرن الواحد والعشرين وهي المغلوبة على أمرها تعاني وتكد للقمة العيش الشريف تبحث عن وظيفة أو أرض تحرثها وتزرعها لتأكل وتشرب وتتعلم وتأخذ بأسباب الصحة والعافية طالما رؤساء أحزابها لم يفتح الله عليهم طيلة هذه السنين بخطط إستراتيجية " مكربة " ليصطف في جانبها " الزولات " وليكون معهم" سوا سوا " تحت هجير الشمس أو خريف الحياة لزحزحة هذه الإنقاذ . * بعضهم كمن خلف إرثه القديم أو في فنادق خمسة نجوم .. وبعضهم اكتفى بالطرق على لوحات " الكيبورد " مفرغا شحناته الساخنة من صدره لعلها تتناثر وتحقق له أمانيه في حكم يجلب له كرسيا وثيرا ورغد عيش وحياة "ملبن". * نعم حضرت الجماهير وستذهب اليوم لصناديق الاقتراع تقول لا أم نعم ليس مهما لأن الآخرين لم يأتوا بل لم يخاطبوها أصلا طيلة فترة الإنقاذ إما لأنهم في الشتات أو لأنهم شتات منشطرون تاركين أهلنا الطيبين الغبش ليس مع هذا ولا مع هؤلاء فأين المفر .* إن كانت الانتخابات استحقاقا ضروريا فإن الحوار الوطني صمام الأمان والفرصة الخلاقة إن تم بمشاركة كافة القوى السياسية والمجتمعية بالداخل والخارج وبإرادة وطنية ويجب أن تقفز القوى السياسية عن آهاتها الذاتية وأن تقدم كافة الأطراف تنازلات لتتقارب حول مائدة مستديرة ليسهم ذلك في بناء وطن يواكب المتغيرات ويلعب في مرابيعه المؤثرة في الأحداث كلاعب رئيسي ويحترم إنسانه أولا وأخيرا . همسة: المواطن لا خيار آخر يجذبه لذلك كان حضورا لافتا متفرجا أو داعما أو بين بين