09 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هل حاولت أن تكون صديقاً لأبنائك... أو لطلابك؟ أم أنك دائماً ما تكون الحاكم الذي يهابه أولئك الصغار فيرتجفون ويرتعبون منه خشية أن تنفجر في وجوههم، هل تعلم ماذا تفعل بهم بتلك التصرفات، هل حاولت يوماً أن تستمع وتستمتع بأحاديثهم الصغيرة وخيالهم الواسع، وما الفائدة من ذلك الخيال، لربما قلتها في عقلك الآن.. لولا الخيال لما أنا اليوم هنا.. أكتب ما أكتب.. لولا الخيال.. لما تساءلت.. وما قرأت.. أعتقد أن من حولي عرفوا تماماً كيف يستثمرون أو ينمون ذلك الخيال، لربما ما توقعوا أن يعيشوه اليوم معي.. ولكنهم على أقل تقدير لم يقتلوا ذلك الطفل الذي بداخلي، وها هو اليوم نتاج ذلك يظهر ويتجلى أمامهم بروايات وقصص ومقالات أكتبها بعدما كنت أتخيلها وأقرأها..تلقيت الأسبوع الماضي دعوة من قبل إحدى المدارس النموذجية لتقديم ورشة في كتابة القصة القصيرة لطلاب الصف السادس وما دونه.لوهلة، اعتقدت أن الأمر يسير وفي منتهى البساطة، خاصة أنني أعتدت على تقديم مثل تلك الورش في القصص القصيرة والروايات، ولهذا لن يكون الأمر صعباً.وبما أن عملي يتطلب بحثاً وإعداداً للمادة المقدمة فبدأت بالبحث وجمع المعلومات ووضع العناصر، فواجهت صعوبة في اختيار ما يناسب هؤلاء الأطفال، فعادة ما تكون تلك الورش معدة وموجهة لمن هم في الخامسة عشرة فما فوق، وبما أني وافقت على تقديمها فلا مجال للتراجع الآن فلن أخذلهم أبداً..فاستمر البحث والإعداد قرابة أسبوع كامل ولم يتبق سوى يوم واحد ولازلت متشككاً فيما سأقدمه لهم، فجأة ومن حيث لا أعلم وجدتها وكأنها كانت معي طوال الوقت ولكنني لم أنتبه لها، قلت لنفسي دون أي تردد "أطلق العنان للطفل الذي بداخلك"... لا أستطيع أن أصف تلك اللحظات الجميلة بين أولئك الصغار، وهم يشاركونني خيالي أم أنا من شاركهم خيالهم ولكن الأهم أنني وجدت نفسي في كل واحد منهم، طفولتي الجميلة، لتكن عزيزي القارئ جزءا من عالم أبنائك كن مستثمراً لخيالهم ولا تقتل فيهم أجمل ما فيهم، لا تخجل "وأطلق العنان للطفل الذي بداخلك"..