09 نوفمبر 2025
تسجيلفي عالم الفن والفنانين يبقى المسرح قضية أخرى فالمسرح قضية ثقافية وإبداعية قبل أن يكون مجرد خشبة تحتضن الفنانين والممثلين، وإبداع المخرجين والمؤلفين من هذا المنطلق نجد أنفسنا ملزمين بتحديد ثقافة المسرح قبل كل شيء كجهاز ثقافي ضخم يشترك فيه الجانب الفني والاجتماعي، وبالتالي فإن المسرح أن خلا من القضايا الثقافية أو تم إهمالها فالخشبة تفقد وظيفتها ورسالتها التي هي احتضان واستثمار الجوانب التقنية والإبداعية والفكرية مجتمعة في إطار المسرح، أما الرسالة الاجتماعية فهي ترتبط بتفاعل الجمهور مع المسرح ومع الفنانين كونهم يوجهون هذه الرسالة لجمهورهم مباشرة دون حواجز، هي وسيلة من وسائل التنوير الاجتماعي والثقافي، ونشاطه يساهم في بناء الفكر العام، لأنه من الفنون الجماهيرية التي تعزز روح الجماعة وتكرس مفهوم التواصل والامتداد ليتم تجسيد الوحدة الفكرية والثقافية في صورة المسرح. مشهد مصغر من الحياة بكل تعقيداتها الاجتماعية والإنسانية والمسرح الناجح يستدعي كل مقومات الحياة دون حرج من أي ظرف، مادام أنه يسعى إلى الخير بتجسيده للقيم النبيلة وهدم ما هو عكس لذلك. المسرح كجهاز منتج للثقافة جهاز معقد يرتبط بسلسلة من العطاءات الفنية التي تصدر عن المنتجين لثقافة المسرح هذه من المؤلف المسرحي والممثل ثم المخرج كأقطاب رئيسية، بالإضافة إلى أشخاص آخرين لهم أدوارهم المهمة أما العنصر الأساسي هو المؤلف وكاتب النص فهو الذي يرسم الأبعاد الأولى لمسرحيته وهو في إبداعه يبدأ بالتجريد مستخدما الكلمة في وصف بيئة العمل ورسم الشخوص وتفصيل المشاهد وإجراء الحوار، وعبر اللغة المستخدمة ينهض مسرحه وفق رؤية ذاتية تؤسس خطابا موجها للمتلقي وهذا التكامل المسرحي نطمح أن نجده في ساحتنا المسرحية بحضور أكبر وتواصل أقوى للنهوض بهذا الساحة التي أخشى عليها من الاختفاء مع الأيام واللحاق بركب مسرح الطفل ذلك المسرح النادر والفريد الذي أصبحنا نحضره من عام لآخر.