11 نوفمبر 2025

تسجيل

حول الإمامة والإمام

13 فبراير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); السياسة العادلة هي موافقة ما جاء به الشرع، وهي عدل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما يقول ابن القيم.كما أن جماع السياسة العادلة والولاية الصالحة – كما يقول ابن تيمية - هو أداء الأمانات إلى أهلها، والحكم بالعدل اللذين أوجبهما قوله تعالى: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "النساء 58، 59. فإقامة العدل بين العباد، وقيام الناس بالقسط، هما المقصود الأعظم للشارع في الدنيا. بل إن الأمر لا يقتصر على صلاح الدنيا فقط، بل صلاح الدنيا والآخرة ولذلك فإن السياسة الشرعية في رأي ابن خلدون: هي سياسة دينية نافعة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وذلك أن الخلق ليس المقصود بهم دنياهم فقط، فإنها كلها عبث وباطل إذ غايتها الموت والفناء، والله يقول: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ﴾المؤمنون 115، فالمقصود بهم إنما هو دينهم المفضى بهم إلى السعادة في آخرتهم "صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض" الشورى 53.وكثيرا ما قرأنا مصطلحات مثل الإمامة العظمى، والخلافة، وإمارة المؤمنين، وكلها ألفاظ مترادفة تعني رئاسة الدولة الإسلامية في نظر فقهاء السياسة الشرعية المعاصرين مثل الشيخ عبد الوهاب خلاف، والأستاذ عبد القادر عودة وغيرهم.فالإمامة رياسة تامة، وزعامة عامة، تتعلق بالخاصة والعامة، في مهمات الدين والدنيا كما يعرفها الجويني إمام الحرمين.ويرى الماوردي أن الإمامة أو الرئاسة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا.وجاء تعريفها في الدستور الذي أعده المجلس الإسلامي العالمي في إسلام آباد 10 ديسمبر 1983، باعتبارها المنصب الأهم، والولاية الأخطر في حياة المسلمين أنها أصل تستقر به قواعد الدين، وتنتظم به مصالح الأمة. أما عن قوام هذه الرئاسة أو الإمامة في الفقه السياسي الإسلامي - قديمه وحديثه - فهو رعاية الرعية، وإقامة الدعوة بالحجة، والانتصاف للمظلومين من الظالمين، واستيفاء الحقوق من الممتنعين، وإيفاؤها على المستحقين، والنظر في المصالح، وتدبير شؤون الأمة. أما عن الإمام أو الخليفة فهو القائم بمنصب الخلافة أو الإمامة ويسمى أيضًا أمير المؤمنين وهو رئيس الدولة الإسلامية الأعلى، أو رئيس السلطة التنفيذية للدولة. وعلى هذا فرئيس الدولة الإسلامية هو رئيس لدولة موصوفة بوصف الإسلام، أي قائمة على أسسه، ومصبوغة بصبغته، وتطبق أحكامه، وهو الحارس لبقاء صفتها هذه.وسمي الإمام إماما تشبيهًا بإمام الصلاة في اتباعه والاقتداء به، ولهذا يقال الإمامة الكبرى، ويسمى بالإمام الأعظم تمييزا له عن أي إمام آخر كالإمام الذي يؤم الناس في الصلاة. ويسمى الخليفة لكونه يخلف النبي في أمته، فيقال خليفة بإطلاق، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.أما مهمته: فهي إقامة الدين، والقيام بشؤون الدولة في الحدود التي رسمها الإسلام، لأن الإسلام دين ودولة.والوقوف على مهمة الإمام ووظيفته أمر مهم جدًا، لما يترتب على ذلك من شروط تشترط في شخص المرشح لرئاسة الدولة الإسلامية.