06 نوفمبر 2025
تسجيلشاركت خلال الأسبوع المنصرم في مؤتمر" قياس وتقييم الأداء الإستراتيجي في المؤسسات الإسلامية"، بدعوة وتنظيم من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت. وفي الحقيقة، كان المؤتمر رائعا في تنظيمه، وموضوعه، وحضوره، والتجارب التي تم عرضها أمام المشاركين. ووجدت شخصيا أن وزارة الأوقاف الكويتية قد سبقت غيرها من وزارات الأوقاف في الدول الخليجية، بل ربما العربية، فيما حققته من إنجازات خاصة في مجال تبني خطة إستراتيجية واضحة ومعلنة، ومتاحة لكل ذي لب وعقل أن يطلع عليها، سواء من خلال الموقع الإلكتروني للوزارة أو حتى في مكتبة وإدارات، ومؤسسات الوزارة المتعددة. ووجدت كذلك، وجود آلية علمية لقياس الأداء والإنجازات بوزارة الأوقاف الكويتية وفق مؤشرات واضحة ومدروسة. وجاء المؤتمر المشار إليه أعلاه، تجسيدا لرؤية الوزارة في تحقيق " الريادة عالميا في العمل الإسلامي"، في ظل دعم كبير من قيادات الوزارة. فجميع المشاركين في المؤتمر أتيحت لهم فرصة المشاركة مع وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عادل الفلاح والتحدث معه، وجها لوجه عن خطط الوزارة الإستراتيجية منها والتشغيلية، وكذلك مع الوكلاء المساعدين، والقيادات الأخرى طوال جلسات المؤتمر وورش العمل المصاحبة والتي استمرت ثلاثة أيام متواصلة، على فترتين من العروض والمشاركة الجادة والرصينة. وكم تمنيت أن تستفيد وزارات الأوقاف في الدول الأخرى من التجربة الكويتية الثرية في العمل الإسلامي المؤسسي، الذي تم تبنيه بعد الاطلاع على تجارب دولية وإسلامية وعربية متميزة. الأمر الآخر، هو حرص وزارة الأوقاف الكويتية على إشراك المجتمع الآخر، والقطاعات الأخرى في فعالياتها، سواء الأهلية منها أو الرسمية. فجاء دور وزارة الأوقاف لتمكين القطاعات الأخرى لأداء دور فعال يساعدها على تحقيق إستراتيجيتها. وأخيرا، سعت وزارة الأوقاف الكويتية في تبني منهج الوسطية الذي لا يميل أو يحابي أيدلوجية أو فكرا معينا، وينسف الآخرين، ويطاردهم كما يحدث في كثير من المؤسسات الرسمية في العالم الإسلامي وللأسف الشديد. فالمؤسسة الرسمية عليها واجب شرعي، وأخلاقي، ومهني في توفير محضن لجميع الناس بمختلف مشاربهم ومدارسهم الفكرية الإسلامية المعتبرة. وبهذه المناسبة، استذكر بعض المواقف المتميزة للوزيرين السابقين في وزارة الأوقاف القطرية: سعادة الشيخ عبدالله بن خالد بن حمد آل ثاني، وسعادة السيد أحمد بن عبدالله المري، حفظهما الله، في حرصهما آنذاك، على إتاحة الفرصة حتى في المهام الصغيرة، أو البروتوكولية لجميع أتباع المناهج والمذاهب الإسلامية التي تشكل في مجموعها مذهب أهل السنة والجماعة. كذلك، سعيا أثناء قيادتهما لوزارة الأوقاف القطرية في تأسيس مؤسسات إسلامية كبرى، ومنحها استقلالية إدارية، كالأوقاف، وصندوق الزكاة، والشبكة الإسلامية، ومركز فنار، وهيئة شؤون القاصرين، وغيرها من المؤسسات لتؤدي دورها بكفاءة عالية،خدمة للإسلام، ودعما للعمل الإسلامي في الداخل والخارج. كذلك، سعيا منذ بداية تأسيس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في توظيف تكنولوجيا وتقنية المعلومات في العمل الإداري. إضافة إلى ذلك، كانت وزارة الأوقاف آنذاك، ربما الوزارة الأولى في دولة قطر في عهدهما، لها خطة إستراتيجية نوعية ومحط إشادة من الجميع. وعليه، أدعو جميع المهتمين لزيارة الموقع الإلكتروني لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت والتعرف على خطتها الإستراتجية، ومبادراتها النوعية، ومشاريعها المؤسسية والمهنية، والتي استطاعت أن تصل للعالم الإسلامي من خلال مسؤوليتها الاجتماعية تجاه هذه الدول.