11 نوفمبر 2025

تسجيل

فن الصوت (1)

12 ديسمبر 2015

هناك جهود تبذل في رصد المحاولات الأولى لظهور الفن الغنائي الخليجي وأعني فن الصوت، جهد رائع قام به مبارك العماري في مملكة البحرين عبر بحثه القيم عن رائد من أهم رواد فن الصوت، وهو الفنان محمد بن فارس عبر أكثر من مجلة، وذهب بعض الدارسين إلى استحضار روح الفنان ضاحي بن وليد عبر نص أدبي، كذلك حاول العديد من رموز الفن نبش الذاكرة مثل المرحوم يوسف الدوخي، وهناك باحث كويتي وهو أحمد الصالحي "زرياب" يواصل دراساته الأكاديمية في انجلترا من أجل الإنجاز الأهم وهو البحث والتنقيب عن هذا الإطار الإبداعي. كثيرون قد ساهموا في هذا الإطار، مثل القاسمي في الإمارات وجهد الأصدقاء في قطر مثل خالد جوهر، فيصل التميمي، خليفة جمعان في البرامج الإذاعية والتليفزيونية والمقابلات الصحفية لكن هذا لا يشبع الباحث عن الجذور والأصول، كما أن الفنان الصديق إبراهيم حبيب يملك تاريخا من هذا الفن عبر توافر العديد من الأغاني ذات الارتباط العضوي بفن الصوت.إن محمد جمال – الفنان الدارس هو أكثر المهمومين والمهتمين بهذا التراث ولقد ساهم طوال سنة في تقديم قطرات لا تبل الريق عبر لحظات مسروقة من عمر الزمن في تقديم جزء يسير مما يملكه عبر صوت الخليج. ولكن أين دراساته المعمقة ولماذا لا يطرح هذا العلم الغزير والتاريخ الذي يحمله عبر كتاب موثق.ذلك أن التاريخ الخاص بهذا الفن يعتمد على الرواة، وكثيراً ما قمت بإجراء العديد من اللقاءات عبر السنوات الأولى لإذاعة قطر مع كوكبة من فناني الرعيل الأول مثل سالم فرج، عبدالكريم فرح، إبراهيم فرج، إدريس خيري وشاركني في ذات الجهد والعطاء زملاء الرحلة مثل الفنان الصديق غازي حسين وعبدالعزيز محمد، واعتقد أن جل تلك اللقاءات قد غلفت بالنسيان، لأن أحدهم قد حدد الأمر بأنه "كجرة مجرة".حقيقة أحلم، بإيجاد دراسة علمية أكاديمية، ولا أعتقد أن مؤرخاً وباحثاً وأكاديمياً مثل الفنان محمد جمال ليس بمقدوره تقديم دراسة أو بحث حتى نحتفظ بتاريخ الغناء وتاريخ النماذج المختلفة ممن ساهموا بدور بارز في تقديم فن عاش ومازال يعيش في ذاكرتنا.. وحتى نعيد للأذن الخليجية بعضاً من صفائها، وللحديث بقية.