17 نوفمبر 2025

تسجيل

هكذا تكسب معارضيك

12 نوفمبر 2015

أن يعارضك آخرون في فكرتك أو رأيك أو مشروع ما تقوم به، فلا شيء في ذلك باعتبار أن البشر مختلفون في طبائعهم وأمزجتهم وأفكارهم، وبالتالي ستجد من يختلف معك دوماً طالما كنت في مجتمع بشري، وليست هذه مشكلة، بل كيف تكسب المعارضين لك لو ظهر لك أحدهم في أمر ما؟ أولاً كن كالطبيب الذي يتعرف على الداء في بداية الأمر بالتشخيص السليم له، ومن ثم التعرف على الأسباب أو الدوافع التي أدت لظهور الداء ومن ثم يمكنك وصف الدواء المناسب له.إن كنت مديراً جديداً في مؤسسة ما، وأردت إحداث بعض التغيير، فلابد أولاً بث مشاعر الاطمئنان في نفوس من تعتقد أنهم سيقفون أمام اصلاحاتك لأي سبب كان، ومن بعد الاطمئنان تفيدهم بأن التغيير إنما لصالح المؤسسة وليس لأمر أو مجد شخصي تسعى إليه، وبالتالي يمكنهم المساهمة في ذلك والمشاركة في التغيير والبناء، وأن المجد والنجاح سيكون للجميع.حين تقوم بذلك لابد أن تسير واثق الخطى، رابط الجأش حازماً، فالثقة بالنفس في مثل تلكم المواقف غاية في الأهمية، لماذا؟ لأن الناس لا تنقاد ولا تحترم في الغالب من لا يثق بنفسه وبمبادئه وقيمه.. وسيعتبرون ذلك نوعاً من التردد أو انهزاماً خفياً، وحالما تعرف المعارضة ذلك وتتنبه إليه، ستقوم باستغلاله في تقوية جبهتها وافشال ما ترمي إليه. فن المفاوضة من الفنون أوالمهارات التي لابد لقادة التغيير من إتقانها وتجسيدها على أرض الواقع مع المقاومين أو المعارضين، لأجل إقناعهم بأهمية وإيجابية مشروع التغيير، وبيان الضرر الذي سيلحق بالمؤسسة وبهم من جراء مقاومته.إن التغيير عملية سلوكية في المقام الأول، حيث على قائد التغيير أن يحسن معاملة من يقفون في وجهه لأنهم مجموعة من البشر، تتمتع بعقول ومشاعر وأمزجة، ولابد أن بها حيزاً من الخير مهما اتسع حيز الشر فيها.. والتحدي الحقيقي هو في الوصول إلى ذلك الجزء الخيّر منهم واستثماره بما يعود بالنفع عليهم وعلى المشروع التغييري بشكل عام.