08 نوفمبر 2025
تسجيلأستيقظ في صباحات بعض الأيام.. بدون أن أشعر بأي بهجة وحماس لعدم وجود أشياء أو أحداث مميزة فيها.. فتنتهي بعض الأيام مثلما بدأت.. ليس هناك فيها ما هو جديد ويستحق الخلود في ذكرياتي.. حتى قرأت مقولة مقتبسة عن مارك توين بالصدفة بين تغريدات "تويتر" تقول: "امنح كل يوم الفرصة لأن يكون أجمل أيام حياتك".. قفزت هذه الكلمات بكل حروفها ومعانيها من تويتر إلى أعماق قلبي.. فأصبحت أحب أن اقتبسها بين الحين والآخر.. ليس لألهم المتابعين فيها فقط.. بل لألهم نفسي مجدداً..قمت بشراء لوحة أعلقها على منزلي، لأكتب فيها هذه المقولة وأذكر نفسي فيها يومياً حين خروجي للجامعة وحين عودتي منها.. وحتى حين أقضي يومي في المنزل فقط.. أن أمنح الفرصة لكل يوم.. أن يكون من أجمل أيام حياتي.. فمن حقنا أن نحتفل بأيامنا.. ليس فقط من أجل مناسبة مؤقتة.. ولا حدث نادر … بل لأننا مازلنا نتنفس الهواء.. وتنبض قلوبنا بالحياة.. فالإستمتاع بأيامنا.. هي نوع من الشكر لله سبحانه وتعالى على نعمه التي أغرقنا بها، التي لا نعيش إلا بها.. ورغم ذلك لا نشعر بها إلا عند فقدانها..الحياة قصيرة.. فلا تتنازل عن حقك بالاستمتاع بأصغر الأشياء.. بكتاب راق.. بقهوة ساخنة.. بفيلم كوميدي.. بجلسة مع أحب الناس إلى قلبك.. قد تكون كلمة من انسان غال سبباً في جعل هذا اليوم من أجمل أيام حياتك.. أو جلسة مع أم تُعد هي من أكبر نعم الله لنا.. أو عندما نعود إلى المنزل لنرى عائلتنا الحبيبة بأتم الصحة والعافية.. نحن لا نعيش لانتظار نهاية هذه الحياة فقط، لو كان هذا السبب.. لما وجدنا في الحياة أبداً.. نحن موجودون كل يوم لسبب.. لنُقدم لهذا العالم إضافة وفائدة.. كما قدم لنا الله الحياة ومتعنا بنعمها.. نعيش لنعطي.. كما نعيش لنأخذ.. نعيش من أجلنا.. ومن أجل غيرنا..نحن مصدر السعادة والرضا.. فهي تخرج منا وتعود إلينا وإلى غيرنا.. فلو انتظرنا أجمل الأيام في الحياة أن تأتي إلينا.. سنضيع أيام أجمل منها ونحن في انتظارها.. السعادة لا تبحث عنا.. بل نستطيع نحن صناعتها عبر أفكارنا وأحلامنا وتصرفاتنا.. وتعلم الاحتفال بأصغر الأشياء وأكبرها، بدون تفرقة.. فكل شيء حولنا يجعل لأيامنا نكهة مميزة لو منحنا أنفسنا بعض اللحظات للتأمل كل يوم بكل شيء حولنا وداخلنا....لو كنت تعمل في بيئة سلبية فابحث عن غيرها.. ولو كنت تدرس التخصص الذي يفرضه عليك غيرك فاتركه ومارس ما يثير شغفك وعلمك.. ولو كانت حياتك مجرد "تمشية حال" حتى تجد ما تتمناه حقاً.. فغيرها الآن.. فالحياة هي نعمة من الله.. فلماذا نحن البشر نحولها إلى نقمة عبر اختيار ما لا يناسبنا فيها؟سنموت كما ولدنا.. بدون الملابس التي نرتديها الآن لنعطي انطباعاً جيداً لمن حولنا.. وبدون الحقيبة التي نشتريها ليعرف الجميع مدى متابعتنا للموضة.. وبدون الأموال التي كسبناها من وظائف كانت لا تُسعدنا..فالحياة خُلقت بسيطة.. ولم يصعبها إلا البشر.. فهي أجمل مما نتوقع ونعتقد.. امنح كل يوم الفرصة لأن يكون من أجمل أيام حياتك.. حتى يستطيع أن يكون كذلك.