15 نوفمبر 2025

تسجيل

اليمن والانفصال أجندة إيرانية

12 أكتوبر 2016

يشعر الإنسان بالحزن والألم لما أصاب أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن تصبح ضحية لمخططات برنارد لويس وكيسنجر وغيرهما من تقسيم بلدانهم وبث الحروب التي تستنزف طاقات المسلمين وإمكانياتهم ليصبحوا أقل من إسرائيل بمراحل كبيرة وتحت ولايتها. وكانت إيران هي المنفذ لهذه المخططات الحاقدة. وعلينا أن نقرأ ما يجري حوالينا. ضربت العراق وتم تدميرها وجيشها وكذلك سوريا ودولة غنية كليبيا. كذلك لتأمين إسرائيل التي ترى في قوة دول مجلس التعاون عسكرياً واقتصادياً ونموها لا يسر الإسرائيليين. أرادت إيران أن تعيد طموحاتها التوسعية الإمبراطورية انتقاماً من سعد بن أبي وقاص وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. ملالي إيران لا يتورعون عن أي سلوك وتصرف يتنافى مع القيم الإنسانية وأعماهم الحقد وجنون العظمة والغرور عن حسن الجوار واحترام سيادة الدول. وسعت إيران باليمن بالحرب في شمال الوطن من خلال عصابات الإرهاب الحوثية ومن خلال ضعفاء النفوس في السلطة اليمنية من خلال رجالها وأنصارها المخدوعين بأوهام التشيع وإمبراطورية حكم شيعي يعطيهم حق عودة الإمامة. وللأسف كان هناك من وقع في هذا الفخ على يد هذه العصابات المسماة المجلس الشيعي الأعلى، وكان اللقاء المشترك خير منبر لوصول هؤلاء لأجندتهم واستطاعوا اختراق الأحزاب. أما في جنوب الوطن فقد صنعوا جماعات سنية كأنصار الشريعة والمسميات المختلفة واخترقت الحزب الاشتراكي من خلال بعض قياداته ورابطة أبناء الجنوب تحت مسمى آل البيت، وانخدع السذج بهذا. والهدف من ذلك تنفيذ أجندة منسقة مع مطابخ بين تل أبيب وطهران وجهات دولية معروفة الهدف منها إيجاد بيئة وأرض لتصدير الإرهاب لمنطقة الخليج وخطة إيران ذكية ومحكمة من قبل اليهود الإيرانيين الذين لديهم نفوذ بالعرب وعندهم من المعلومات عن المنطقة ما يساعدهم لتنفيذ أجندتهم. تدرك إسرائيل وإيران جيداً إن انفصال الجنوب ليس أمراً عادياً كما يحصل سابقاً في الظروف العادية فهي ليست جمعية خيرية ولا فاعل خير لوجه الله تدعم حراك الذين لم يجدوا من يدعمهم بعد روسيا التي قدمتهم لإيران عن طريق بقايا الكي جي بي. فالكي جي بي والموساد والسافاك حلفاء من قديم الزمان. لذا بعد أن أصبح قادة الجنوب السابقون كالبيض وعلي ناصر والجفري وبقايا الحراك هؤلاء أصبحوا ورقة إيرانية ولحزب الله والسيستاني والمالكي هؤلاء يردوا الحكم ولا يغركم ويخدعكم لقاءاتهم وتبادل الابتسامات فهناك ثأرات وهناك أحقاد ودماء بينهم وكذلك غيرهم. وإيران وإسرائيل تعرف صراع 13 يناير وتعرف خلافات الجبهة القومية وخلافات رابطة أبناء الجنوب وتعرف خلافات السلاطين وثأراتهم لقتلاهم ولطردهم من عدن ومحافظاتها أيام الاستقلال المسروق الضائع كما وصفه عبده حسين الأدهل رحمه الله، وهناك خلافات تاريخية. ولكن تسابق قيادات الجنوب بدفع إيراني وعصابات لا تخاف الله تحت مسمى رفع الظلم عن الجنوب وتحريك الشارع ودفع المبالغ البسيطة للسذج من العوام بحجة الممارسات لقادة شماليين كعلي صالح وعدم حصرها فيه بل في كل شمالي حتى لو كان في بطن أمه. لذا نجد أن اختيار سلال وغيره من رجال إيران في المحافظة وتعذيب وقمع الناس بالذات من أهل تعز والتجار وأصحاب المحلات هي نار لها ما بعدها ولعبة للمخابرات الإيرانية ينفذها هؤلاء والإعلام العربي كالقنوات المعروفة تتحدث عن الحراك والانفصال وهي تعرف أن المطلوب حرب أهلية بين جميع الفصائل والقبائل والجماعات الإرهابية الإجرامية وصراعات المليشيات وليس هناك جيش ولا أمن للحكومة الجنوبية التي لا نعرف من سيقودها وهل ستكون بالتناوب صباحاً علي ناصر وعصراً البيض وعشاءً باعوم أو شلال والجمعة للجفري الذي لا شعبية له. أمر فيه خداع وإيران لن تشجع الانفصال لسواد العيون، وإنما لاستقطاب الجماعات الإرهابية من خلال الصحراء الواسعة لإرسالهم لدول مجلس التعاون من الشيعة وداعش وأنصار الشريعة والمسميات المختلفة وتصدير المخدرات وتهريب الأسلحة واستغلال موانئ حضرموت وعدن وغيرهما لذلك، إضافة لحرب إقليمية مع الصومال وغيرها حول الحدود البحرية وتدويل البحر الأحمر حتى تفتش كل السفن خوفاً من أسلحة للدول العربية كالسودان والسعودية ومصر. دعونا من سذاجة وخداع القنوات. عدن والجنوب مقدمة على حرب أهلية وليس هذا الكلام دفاعاً عن ممارسات النظام السابق ولا الاشتراكيين الذين دمروا الجنوب وسفكوا الدماء ونهبوا خيراته ويتلاعبون بفقر وحاجة الناس وليعلم القادة الكبار من الجنوبيين في الشرعية إن ما يصدرونه من قرارات وممارسات المحيطين بالرئيس عبد ربه منصور العنصرية لن تنفع بشيء بل هناك ذئاب لن تسمح لهم بشيء من الكعكة وسيندمون ويبكون على هذا الموقف لأنهم سيتم إقصاؤهم إن لم يتم غير ذلك على يد المتسابقين على السلطة من الحراك الإيراني ولن يسمح لهم قاسم سليماني وظريف بأن يكونوا جزءاً من اللعبة. ودول التحالف عليها أن تدرس ما يجري وتقرأه بعناية ومنع مثل ذلك لما فيه من مخاطر على استقرار وأمن المنطقة، وإفشال المشروع الإسرائيلي الإيراني وتصحيح أخطاء الماضي، ومَن والَى إيران ودخل في عباءات أئمتها لا مكان لهم في مستقبل اليمن شماله وجنوبه. إيران لا تخدم سواد عيون هؤلاء وإنما مشاريعها مع إسرائيل ضد أمة الإسلام والحرب ضد قلعة الإسلام وقبلة المسلمين التي شرفها الله بذلك. نسأل الله الحليم الكريم أن يحفظها بحفظه ورعايته من كل كائد وماكر وعدو كما حفظ حرمه وبيته من أبرهة والقرامطة وغيرهم.