07 نوفمبر 2025

تسجيل

رسالة إلى عبد العزيز عبد الرحمن الدرويش

12 أكتوبر 2012

قرأت في الصحافة المحلية أن الصديق العزيز عبد العزيز بن عبد الرحمن الدرويش فخرو أوقف مما يملك عقارات بما قدرت قيمتها بأكثر من (100 مليون) ريالا في ثوابه وثواب أمهاته (عينة وموزة وبنة) وأنه يعمل على زيادتها لتصل إلى مليار وأنه اشترط على الجهات المختصة في إدارة الوقف أن يصرف ريع أوقافه على المصرف الوقفي للبر والتقوى، والشرط الثاني أن يضاف 30 % من الريع لأعمار الوقف كما جاء في بيان جهة الاختصاص. وبهذه المناسبة نشد على يد الصديق عبد العزيز على ما فعل من خير ونطلب الله عز وجل أن يجعل ذلك وما يفعل من خير مضافا إلى حسناته وأن يكون شفيعا له عند يوم الحساب. في الصحف التي نشر فيها خبر هذه الوقفية التي وصفت بأنها أكبر وقفية قدمت هذا العام نشر خبر آخر مؤداه أن بعض الأسر تلقت رسائل مكتوبة من مدارس ابناهم تطلب منهم عدم إرسال أولادهم إلى المدارس لأنهم لم يسددوا الرسوم الدراسية وإذا أصر الأهالي على إرسال أولادهم إلى المدرسة فإنهم لن يدخلوا الصفوف الدراسية. كذلك قرأت في هذه الصحف قبل فترة من الزمن أن مريضا يبحث عن متبرع يغطي تكلفة علاجه من مرض فشل كلوي وآخر يبحث عمن يعينه لتحمل تكلفة عملية زراعة كبد. ما عنيته في هذه المسائل أن أهل الخير في قطر كثر ولهم أياد بيضاء في عمل الخير كما فعل الأخ عبد العزيز الدرويش. لكني أتمنى على أهل الخيران يبحثون عمن يخفون سرائرهم والله الواحد الأحد الذي يعلم سرهم فهناك من جار عليه الزمن وأنهكته الديون وفوائد البنوك والبعض مسجونا والآخر طليقا وهم يعجزون عن سداد ديونهم، ومن هنا نطلب من أهل الخير وأولهم الأخ عبد العزيز أن يبحث عن هؤلاء الناس ويقدم لهم قروضا حسنة لسداد ديونهم على أن تسدد تلك القروض بمبالغ ميسرة. الأمر الثاني أن هناك أسرا لم تستطع إدخال فلذات أكبادهم إلى المدارس نظرا لارتفاع مصاريف الدراسة وقلة الدخل عند الآباء وهنا يأتي عمل الخير المضاعف عندما يتبنى أهل الخير أمر تعليم أبناء هذه الأسر وهي مبالغ ليست كبيرة وفي تقديري في مثل هذه الحالة أن المبلغ المطلوب رصده لن يزيد في السنة الواحدة على 200 ألف ريال. أعرف بعض أهل الخير في قطر وخارجها يتحملون تكاليف تعليم طلاب من المدرسة إلى الجامعة على أن يسدد ما صرف عليه بأقساط ميسرة عندما يلتحق بوظيفة بمعنى آخر أن هذا الخريج ذكر كان أم أنثى سيقوم بالإنفاق على طالب آخر تحت اسم المتبرع الأول. إن إنقاذ أسرة من قهر الدين أو إنقاذ أسرة لتعليم أبنائها نظرا لضعف حالهم أجرها عند الله عظيم لأن ذلك يعمل في الخفاء وبعيد عن أعين الناس والحديث الشريف يقول " من فرج كربة مسلم فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " إني أعلم بأن هناك أسرا ذات دخل محدود توزع العام الدراسي بين أولادهم بمعنى هذا العام يدخل واحد من الأولاد / البنات للمدرسة والعام القادم يقعد هذا في البيت ليدخل الابن / البنت الآخر وهكذا. أعرف أسر دخلهم لا يكفي تغطية تكلفة إيجار السكن ومصاريف دراسة الأبناء أو علاجهم فهنا يأتي دور أهل الخير، قد يقول أحدنا أن هذه الفئة ليسوا مواطنين ونتفق مع هذا القول لكن أليس المؤمنون إخوة يشد بعضهم أزر بعض وهل الإحسان لا يكون إلا في مواطن؟ آخر القول: إني أدعو كل أهل الخير وأصحاب الوقف أن يتجهوا لتقديم العون في مجالات التعليم والإيجار وتخفيف عبء الديون على المديونين بتقديم قروض حسنة تسدد على أقساط مريحة لأهل الخير، وإن الله مع المحسنين.