10 نوفمبر 2025

تسجيل

حلم FM 88

12 سبتمبر 2015

من حق الإنسان أن يحلم، ولقد حلمت ذات يوم أن يظهر إلى حيّز الوجود محطة إذاعية قطرية، تواصل تقديم الأغاني التي ارتبطت بذاكرة الأجيال، تذيع طوال فترة البث عيون الغناء العربي من بلاد شنقيط إلى تراث فاس ومكناس، مروراً بالموشحات والأدوار القديمة، وأن تغذي الذاكرة بأصوات محمد القبنجي وزهور حسين ويوسف عمر وسليمة مراد وعوض الدوخي ومحمد بن فارس وضاحي، وألا تنسى الناتج المحلي القطري، كان هذا حلماً، بأن يكون لنا مثل بقية دول المنطقة والعالم العربي محطة إذاعية تعيد إلى الذاكرة بعضاً من تلك الألحان والشجن الجميل، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، رصدت هذا وسجلته عبر قلمي المتواضع.وبعد فترة قصيرة من عمر الزمن أخبرني أخي وصديقي الإعلامي مبارك جهام الكواري أن ما كان حلماً قد تحقق. سعدت بالخبر، ولكن ما أقسى أن يتحول الحلم إلى كابوس نعم. كان الحلم عبر محطة FM 88 – المحطة التابعة للمؤسسة القطرية للإعلام، ولا أدري من هو المشرف عليها، من هنا أطرح تساؤلي، هل هي محطة خاصة أم رسمية تتبع جهات تشرف عليها، أم أنها تابعة لأفراد من المطربين مثل أبوبكر سالم، عبدالكريم عبدالقادر مع تقديري واحترامي لدورهما الريادي، نعم هناك تفاوت في الأغاني في فترة المساء، ولكن الويل ثم الويل لمن يستمع للإذاعة في الفترة الصباحية، تكرار لعدد من المطربين لم أجد مفراً سوى الاتصال بالفنان أحمد النووي، وعلمت أنه مسؤول عن إدراج الأغاني في فترة السهرة، واتصلت بالأخ الفنان إبراهيم حبيب واكتشفت أنه يردد "بي مثل ما بك يا قمرية الوادي" قلت "كالمستجير" الذي لا يجد ملجأ..أيها السادة: العمود الفقري للإذاعة ذوق المنسق ومن الواضح أن الوعي والفهم والإدراك والحسّ مفقود مفقود يا ولدي.هل هذا قدرنا.. لذا أقول للمستمع الكريم أمامك خياران لا ثالث لهما، وكلاهما مرّ.. أن تحول المؤشر إلى محطة أخرى أو تغلق FM 88 وعليه العوض ومنه العوض، ممن لعب بأحلامنا وأعصابنا في آن واحد.رحمةً بنا .. وبالوطن وبعشاق الفن الجميل.. التنسيق الإذاعي أمر مهم ويجسد العمود الفقري للإذاعة.. ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، وهذه هي المأساة في إطار الملهاة!!