08 نوفمبر 2025
تسجيلويقول المرحوم: (أبحث عن المفردة التي تعبر عن نفسي)، حتى في المناسبات لم يضع لحنًا ميكانيكيًا بمعنى أن يصوغ اللحن والسلام.. لا.. لأنه شاعر.. فقد أسهم في إعادة صياغة العديد من الأغاني لعدد من الشعراء بما يتلاءم واللحن.. في أهازيجه الوطنية أو أغاني المناسبات القومية هو صاحب لحن يعيش في الذاكرة مثل (هلا مليون هلا، وتعيشي يا قطر) أو رائعة محمد الساعي ( الله يا عمري قطر)، وفي الفترة الأخيرة وعبر المجاميع قدم العديد من الروائع مثل الشريط الخاص (بقمعستان) وأغان نقشت في الذاكرة الجمعية تحمل مضامين إنسانية مثل: سفينة الأحزان وشمس الحرية وغيرها. هذه الرحلة الممتدة في عمر الزمن لما يقارب من نصف قرن أفرزت لنا روائع خالدة، ولذا فإن التكريم الذي حصده في حياته تكريم مستحق لرائد قطري، سواء من سلطنة عمان أو القاهرة مثل جائزة الأوبرا الذهبية، وجائزة الدولة التقديرية كيف لا.. وقد ترنم بألحانه عشرات الأصوات بدءًا بكارم محمود، علي الحجار، عبد الله الرويشد، طلال سلامة، لطفي بوشناق، عبد المجيد عبد الله، لطيفة، إبراهيم حبيب، نعيمة سميح، مدحت صالح، أصالة، هاني شاكر، ماجد المهندس، ريهام عبد الحكيم، راشد الماجد.. وغيرهم. ومن أبناء قطر: محمد رشيد، فرج عبد الكريم، علي عبد الستار، محمد الساعي، ناصر صالح، عيسى الكبيسي، فهد الكبيسي، صقر صالح، سعد حمد، محمد جولوه، غانم شاهين، وغيرهم. كما أن تكريمه بعد رحيله كان تكريمًا للإبداع القطري عبر تسمية مسرح الريان باسم هذا الرائد الكبير.. وهنا أتوقف قليلًا لأطالب الجهات المختصة بالآتي: إيجاد وخلق جائزة تحمل اسمه تمنح لأفضل أغنية قطرية في مجال الكلمات، اللحن، الغناء، وأن يكون ذلك ضمن احتفال فني قطري. أن يقدم عبر الأكاديميات الفنية المتخصصة دراسة حول إبداعاته وأن تقدم البحوث في إطار الدراسات الأكاديمية العلمية للحصول على الدرجات العلمية في الماجستير أو الدكتوراه. أن تقوم الجهات المعنية بتكليف الباحثين بتحليل أعماله عبر المتخصصين وما أكثرهم في دول المنطقة مثل الدكتور مبارك نجم في البحرين على سبيل المثال لا الحصر. تكليف مجموعة من الباحثين بوضع دراسة معمقة عن رحلته الإبداعية وأرشح هذه الأسماء للبحث وهم: علي شبيب المناعي، علي الفياض، الدكتور ربيعة الكواري، الباحث صالح غريب وغيرهم. وهناك العديد من المراجع ورفقاء الدرب ممن عاشوا معه مثل د. حسن النعمة وغيرهم. أيها الراحل الجليل: كان سؤالًا صعبًا وقاسيًا ونحن نلتقي العزاء فيك بعد رحيلك، عندما عبر في حزن وأسى صديقنا ناصر الجابر قائلًا: بو علي الحين وين نلتقي.. لقد رحل إلى دار الخلود من كان يضمنا دومًا تحت جناحيه.. فكان الصمت!! رحلت أيها المبدع الكبير.. بجسدك الفاني إلى دار الخلود.. ولكن إبداعاتك ستظل علامات فارقة في مسيرة مبدع قطري أعطى هذا الوطن كل نقطة عرق.. وكل ملمح فكره.. بعدك من يكمل!! نعم.. رحلت فمن ينبش بعدك في الذاكرة في كل الأطر.. لحنًا شجيًا.. من أعماق إنسان هذا الوطن ومن يقدم روائعك.. لقد أصبح السلام نشيدًا نردده في كل آن.. قسمًا بمن رفع السماء.. أنت لم ترحل.. أنت باقٍ في ضمائرنا.. وكم كان فلذة كبدي علي صادقًا وهو يعبر بما يجيش في صدره من مفردات عندما سمع بنبأ رحيلك المفاجئ.. رحل.. لا.. ما رحل عايش.. ولا بيموت.. لأنه في مسامعنا لحن وإحساس.. فمان الله مخنوقة وبليا صوت.. حزينة الدوحة بغيابك.. وكل الناس.. نعم أيها الراحل الجليل.. حزننا كان ثقيلًا.. ولكن هذه إرادة الله.. ولا رادَّ لقضائه.. لك الرحمة ومثواك جنة الخلد ولنا الصبر والسلوان.