09 نوفمبر 2025

تسجيل

مفاوضات في القاهرة وأخرى في الرياض

12 أغسطس 2014

➊ تجري في القاهرة جولة أخرى من المفاوضات بين الوفد الفلسطيني الموحد والوفد الإسرائيلي، بعد أن نجحت مصر في جهودها لهدنة أخرى مدتها 72 ساعة لوقف الحرب على غزة للمرة الثانية.إن مفاوضات القاهرة الجارية هي مفاوضات عبثية هدفها هدر الزمن الفلسطيني لصالح الكيان الإسرائيلي. لقد جرب الفلسطينيون أو بعضهم التفاوض مع الإسرائيليين على مدى أكثر من عشرين عاما، لم ينالوا حقا لهم من إسرائيل، بل على العكس حققوا خسائر على الأرض، منها على سبيل المثال، خسائر بشرية، إما باعتقال فلسطينيين في الضفة الغربية أو قتلهم من قبل إسرائيل تحت ذرائع مختلفة، ومستوطنات تتزايد ومستوطنون يتكاثرون ويزدادون عنفا ضد الإنسان الفلسطيني، والجدار العازل يتمدد ويتلوى كالثعبان في الضفة الغربية ولا أحد من السلطة يلتفت إلى رأي محكمة العدل الدولية في عدم شرعية ذلك الجدار ووجوب إزالته والسلطة في رام الله صامتة عن ذلك.مصر الانقلاب يا إخوة الصمود في غزة، ليست صادقة النوايا تجاه غزة وأهلها في إنهاء معاناتهم. كيف تكون مصر الانقلاب وسيطا نزيها بين عدو محتل لأرض عربية ومدافعا عن أرضه؟ كيف تكون وسيطا نزيها وهي تحاصر غزة وتقطع عن أهلها شرايين الحياة؟. إنها طرف أساسي في العداء لغزة عن طريق الحصار الظالم، وحاقدة على حركة حماس لاعتبارها من تنظيم الإخوان المسلمين في مصر والتي صنفتهم مصر السيسي بأنهم حركة إرهابية، وحلت الحزب وصادرت أمواله النقدية والعينية. ومن الملاحظ أن الإدارة المصرية تمارس ضغوطا على الرئيس محمود عباس كي يقبل بمطالب إسرائيل والضغط على الوفد المفاوض لتحقيق تلك الغاية، وإذا لم يفعل ذلك فإن البديل جاهز بكل قوته ويقيم في الفندق المجاور للوفد المفاوض. فهل يرضخ الرئيس عباس للضغوط المصرية الإسرائيلية؟ ➋السؤال، إلى متى تبقى سلطات الأمن المسلحة والمواطنون عامة في الضفة الغربية دون تحرك فعلي ليشدوا من أزر إخوانهم في غزة ويلحقون الهزيمة بإسرائيل؟. الضفة الغربية قريبة جدا من القرى والمدن الإسرائيلية ذات الكثافة السكانية وسلاح المقاومة هناك أكثر تأثيرا على الحياة في إسرائيل، نظرا لقربه من الأهداف التي توجع الإسرائيلي، فلماذا لا تفتح هذه الجبهة وإلغاء اتفاقية التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل. إنه الحل الوحيد ولا غيره لإجبار إسرائيل على الاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني الحالية وهي الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.➌ ونحن منشغلون في فلسطين عادت الولايات المتحدة الأمريكية إلى شن غارات جوية في العراق على ما يسمى "داعش" وكانت المعلومات المتوفرة أن تنظيم "داعش" هو من صنع نظام بشار الأسد في دمشق والمالكي في بغداد وطهران ويستدل أصحاب هذا الرأي على أن جيش النظام السوري لم يحتك بهذا التنظيم في سوريا، بل كان يقوم بضربات جوية وصاروخية لتسهيل حركة داعش ضد الجيش السوري الحر المعارض، وبعض الفصائل الإسلامية الأخرى. داعش ارتكبت جرائم كبيرة في سوريا ضد منظمات معارضة للنظام السوري وكذلك ضد مواطنين عزل لا يملكون سلاحا للدفاع عن أنفسهم، علما بأن المعارضة السورية المسلحة تلقى تأييدا من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية، جيش الحكومة السورية ارتكب جرائم ضد الشعب السوري، إلى حد استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين ويستخدم الطيران بإلقاء البراميل المتفجرة على الآمنين في بيوتهم ولم تحرك الإدارة الأمريكية ساكنا دفاعا عن الشعب السوري الذي يتعرض لحرب ضروس لأكثر من ثلاث سنين. أمريكا لم تقم بأي عمل عسكري ضد هذا التنظيم في سوريا، ولم تسلح المعارضة السورية بأسلحة نوعية للإطاحة بالنظام وبداعش، ولم تقم بأي عمل عسكري ضد حكومة المالكي عندما كانت تشن قواته ومليشياته غارات جوية وبرية ضد مدن وقرى أهل السنة في الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالي وغيرها من المواقع.. فلماذا اليوم تدفع أمريكا بقواتها الجوية لضرب داعش عندما اقتربت من تخوم كردستان العراق ومنابع النفط هناك؟ ❹أبصارنا وأسماعنا شاخصة نحو الرياض / جدة، نترقب نتائج المفاوضات بين الملك عبد الله آل سعود والرئيس المصر السيسي، وماذا سيقول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله آل سعود للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن غزة والحرب والحصار المصري المفروض على أهل غزة؟ المملكة السعودية منذ تأسيسها همها فلسطيني، ومنذ السنوات الأولى للهجرة اليهودية لفلسطين وهي تعارض تلك الهجرة بكل وضوح وكانت المناصر والمؤيد لتحرير فلسطين من الدنس الصهيوني وكانت مواقفها مشرفة في هذا المجال على كل الصعد ولا نشك بأن المملكة لن تدخر جهدا في نصرة أهل غزة برفع الحصار عنهم. اليوم الخلق كلهم ينظرون إلى دور المملكة الحازم الصارم بإيقاف الحرب الصهيونية على غزة فورا ورفع الحصار الظالم المفروض عليها من مصر والصهاينة ووقف الاعتداءات اليهودية على المواطنين في الضفة الغربية ومنع المصلين المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى. إن المملكة بمكانتها الدولية قادرة على أمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لما لها من دلال عليه شخصيا، برفع الحصار بكل أشكاله عن غزة وممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية على الإدارة الأمريكية من أجل ردع إسرائيل لإنهاء هذه الحرب الظالمة على غزة والكف عن ملاحقة المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية ومنعهم من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى. آخر القول: فلسطين والعراق وبلاد الشام واليمن ينادونك يا خادم الحرمين، فهل من مجيب؟ إنك أهل لها يا أبا متعب، يا ابن عبد العزيز.