15 نوفمبر 2025

تسجيل

العلاقات القطرية الروسية حققت قفزة نوعية في مختلف المجالات

12 يونيو 2020

اليوم الوطني لروسيا الاتحادية التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين يشهد تطوراً ديناميكياً 10 مليارات دولار قيمة مشاريع بقطاعات البنية التحتية والزراعة والعقارات والنفط والغاز في الـ 12 من شهر يونيو، يحتفل جميع المواطنين في بلدنا باليوم الوطني وهو العيد الذي يمثل التحولات الديمقراطية والاقتصادية الجذرية التي بدأت قبل 30 عامًا، وكذلك النطاق الإبداعي الكبير لروسيا ومسارها التاريخي الخاص لأكثر من أحد عشر قرناً. إن اعتماد إعلان سيادة الدولة في عام 1990م، جاء تأكيدًا للنهج السلمي التقليدي لروسيا الاتحادية في الساحة الدولية واستعدادها للدفاع دائمًا عن المبادئ الأساسية لسيادة القانون الدولي والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. لقد تطورت علاقاتنا مع دولة قطر في خضم نفس المنطلق التي نقيم معها علاقات ودية تقليدية منذ عام 1988م. إن العلاقات الروسية القطرية حققت خلال السنوات القليلة الماضية قفزة نوعية في مختلف مجالات التعاون الثنائي وتم تأسيس مستوى عالٍ من الحوار السياسي بين موسكو والدوحة والفضل الأكبر في بلوغ هذه النتيجة يعود للعلاقات الوطيدة الخاصة بين فخامة فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر. وقائدا دولتينا على تشاور دائم في كل مجالات جدول الاعمال الثنائي والإقليمي والدولي. وقد تبادلا اتصالين هاتفيين في شهري يناير ومايو من هذا العام، وجرى خلالهما تأكيد المستوى الرفيع الدائم للتعاون بين بلدينا بالأخص في مجالي الطاقة والاستثمار، وأكد القائدان الاستعداد لتعميق التعاون الثنائي في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك. وقد شهد التعاون الروسي القطري المتعدد الأوجه نموا ديناميكيًا وتجري مشاورات سياسية بين وزارتي الخارجية لدولتينا باستمرار بالإضافة للاتصالات بين أعضاء مجلسي البرلمان للبلدين، ولممثلي أقاليم روسيا الاتحادية (شمال القوقاز، جمهورية تتارستان، وسان بطرسبرغ وغيرها). ويجري العمل باستمرار لتعزيز التعاون في مختلف التخصصات المعنية بوزارة الدفاع ووزارة الثقافة ووزارة الرياضة، إلخ. وكانت زيارة وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف إلى دولة قطر في ديسمبرعام 2019م مثمرة وتم خلالها توقيع اتفاقية التعاون الأمني بينه ونظرائه القطريين. كما شهد شهر فبراير لهذا العام زيارة وفد من كبار المسؤوليين الروس برئاسة أمين مجلس الأمن لروسيا الاتحادية نيكولاي باتروشيف. وقد اتفقنا مع شركائنا القطريين على تعزيز سبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والاستفادة من الخبرة الروسية لضمان الامن خلال تنظيم الفعاليات الرياضية ذات المستوى الدولي وأهمها كأس العالم لكرة القدم لعام 2022م. كما تظهر الاجتماعات الثنائية الرفيعة المستوى بين الجانبين أن كلا من موسكو والدوحة تسعيان إلى الوصول إلى هدف مشترك وهو إحلال السلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره. يشهد التعاون التجاري والاقتصادي تطوراً ديناميكيًا وتمثل بانعقاد الاجتماع الرابع للجنة الحكومية الروسية - القطرية للتعاون التجاري والاقتصادي في موسكو في نوفمبر عام 2019م، حيث تم التأكيد على الاهتمام المتبادل في تعزيز سبل العمل المشترك مع التركيز على مجالات الطاقة والاستثمار والبناء والصناعة والزراعة والسياحة والثقافة والرياضة والابتكار والتعليم والشباب وتبادل الخبرات للتحضير لكأس العالم 2022م. وبلغ حجم التبادل التجاري بين بلدينا في عام 2019م مستوى 80 مليون دولار أمريكي. إنني مقتنع بوجود امكانية حقيقية لمضاعفة هذا الحجم عدة اضعاف. وأحد اهم محاور التعاون التجاري والاقتصادي هو التعاون الاستثماري. على سبيل المثال تم جذب عن طريق صندوق الاستثمار الروسي المباشر (RDIF) وبالتالي بلغت الاستثمارات القطرية قيمة 2.5 مليار دولار أمريكي في الاقتصاد الروسي. وتستثمر الدوحة في عدد من الشركات الروسية مثل شركات بقالة المفردة "ماغنيت" و"لينتا"، شركات "ألروسا"، "فوص أغرو"، مطار "بولكوفو"، وكما تتواجد قيد الدراسة مشاريع بقيمتها تزيد على 10 مليارات دولار أمريكي في قطاعات مثل البنية التحتية والزراعة والطب والعقارات والنفط والغاز. وأصبح جهاز قطر للاستثمار (QIA) مساهما في شركة "روسنفت" ويملك الجهاز الآن حصة نسبتها 19.25 بالمائة، وتمثل قرابة 11 مليار دولار أمريكي، ما يمهد الساحة لتطوير التعاون المشترك. وتعد السياحة أحد المجالات الواعدة للتعاون. ونتوقع أنه بعد دخول الاتفاقية الثنائية للإلغاء المتبادل لمتطلبات التأشيرة في 23 فبراير لهذا العام حيز التنفيذ سيؤدي الى زيادة تدفق السياح إلى كل من روسيا وقطر بشكل ملحوظ. اننا نولي أهمية كبيرة لتعميق التعاون الروسي القطري في المجال الثقافي والإنساني. إن روسيا وقطر يطمحان إلى تعزيز النجاح في هذا المجال بعد التنظيم الناجح للعام الثقافي المتبادل بين روسيا وقطر الذي جرت فعالياته خلال عام 2018م. ويستمر التعاون مع زملائنا القطريين في المجال الثقافي لتعريف المواطنين القطريين والعالم بأسره بأفضل الإنجازات وتقاليد روسيا الاتحادية الثقافية العريقة منذ قرون. السفير المفوض فوق العادة لروسيا الاتحادية في دولة قطر