13 نوفمبر 2025

تسجيل

الشيخ أحمد بن سيف آل ثاني.. رجل الدبلوماسية

12 يونيو 2019

عندما نتحدث عن الشخصيات التي خدمت قطر خلال العقود الخمسة الماضية.. فإن الحديث عن هؤلاء يطول ويحتاج منا إلى وقفة حقيقية لتناول جهود وإنجازات هؤلاء الرجال بشيء من التفصيل والإشادة لما قدموه لهذا الوطن بكل فخر واعتزاز. لم لا وهؤلاء: هم الذين رفعوا من شأن قطر وأعلنوا للعالم الخارجي أن قطر تدعو للسلام ونشر مبادئ الأخوة والمحبة ونصرة الآخر في كافة دول وشعوب الأرض سواء كان ذلك: • على الصعيد الإقليمي • أو الصعيد الدولي. وهكذا كانت سياسة قطر الخارجية أيضا في التعامل مع المنظمات والهيئات الدولية خلال تلك الفترة التي كانت مليئة بالعديد من التحديات بجانب وجود بعض الإنجازات السياسية التي تحققت لرفع اسم قطر عالياً.. وهذا الإرث كان هو المكسب الحقيقي لما تحقق من خلال استقطاب محبة كافة الدول والهيئات وجعل هذه النجاحات ترتقي للقمة إذا أخذنا مسيرتنا الدبلوماسية أنموذجاً. أحمد بن سيف والدبلوماسية المتزنة: ومن هؤلاء الذين خدموا الدبلوماسية القطرية منذ بداية سبعينيات القرن الماضي وكانوا من الأوائل والرواد عندما كان حضورهم المؤثر في هذا الميدان هو سعادة الشيخ أحمد بن سيف بن أحمد آل ثاني وزير الشؤون الخارجية في قطر سابقاً ويعد من أوائل السفراء في الخارج حيث عمل كأول سفير ودبلوماسي لدولة قطر في مدينة الضباب « لندن « بالمملكة المتحدة سنة 1972 م وحتى عام 1990 م.. وهو اليوم وزير دولة في الديوان الأميري. هذا إذا علمنا أن وزارة الخارجية لم يتم تأسيسها إلا بعد عام 1969 م عندما كانت تتكون من إدارة مستقلة قبل تحويلها الى وزارة خاصة.. ففي عام 1969 م صدر مرسوم بقانون رقم (11) لسنة 1969 م بتأسيس « إدارة للخارجية « ومن ثم تبع ذلك في سنة 1970م تعيين أقسام إدارة الشؤون الخارجية بقرار رقم (8) لسنة 1970م في عهد حاكم قطر الراحل الشيخ أحمد بن علي آل ثاني.. بينما تم في سنة 1971 م إصدار قانون بإنشاء « وزارة الخارجية « التي دمجت فيها إدارة الشئون الخارجية وتبع ذلك صدور قانون رقم (26) في ديسمبر عام 1971م بعد استقلال قطر في 3 سبتمبر من نفس العام.. بنظام السلكين الدبلوماسي والقنصلي، وتحديد البعثات الدبلوماسية بحيث تشمل: السفارات، المفوضيات، والقنصليات، ومكاتب الوفد الدائمة لدولة قطر في الخارج.. وتتابعت القوانين بتنظيم وزارة الخارجية واختصاصاتها فضلا عن الهيكل التنظيمي لها حيث صدر قانون بتنظيم وزارة الخارجية في عام 1976م. دور فعّال لأحمد بن سيف: حيث عمل مع بقية الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الخارجية منذ 1972 م في بناء الدبلوماسية القطرية وإيصال صوت قطر للعالم الخارجي..وهم حسب الترتيب الدبلوماسي الآتي: • سعادة الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني وزيراً للخارجية عام 1972 م. • سعادة الشيخ أحمد بن سيف آل ثاني وزيراً للشؤون الخارجية عام 1978م. • سعادة السيد عبدالله بن خليفة العطية وزيراً للخارجية عام 1989م. • سعادة السيد مبارك بن علي الخاطر وزيراً للخارجية عام 1990م. • تعيين سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود وزيراً للدولة للشؤون الخارجية 1992 م. • عيّن معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزيراً للخارجية عام 1992 واحتفظ معاليه بمنصبه وزيراً للخارجية ضمن التشكيلات الوزارية في الأعوام: يوليو 1995م، أكتوبر 1996م، يناير 1999م وفي 16 سبتمبر 2003م. • تعيين معاليه نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بمنصبه كوزير للخارجية في 16 سبتمبر 2003م. • تعيين معاليه رئيساً لمجلس الوزراء مع احتفاظه بمنصبه كوزير للخارجية في 3 أبريل 2007م. • تعيين سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزيراً للدولة للشؤون الخارجية 2011 م. • تعيين سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزيراً للخارجية 26/06/2013 م. • سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني 27 يناير 2016 م. حديثه عن حصار قطر: وفي لقاء للشيخ أحمد بن سيف آل ثاني مع قناة الجزيرة الإخبارية خلال حصار قطر عام 2017 م تحدث عن هذه المؤامرة على قطر قائلا: أنا مندهش من هذا الحصار.. فضربة الأخ غير ضربة العدو.. كما قال الشاعر « وظلم ذوي القربي أشد مضاضة «.. وهذه الأزمة هي أكبر أزمة واجهناها في مجلس التعاون.. حيث لم يواجه المجلس شيء اسمه حصار أو تهديد.. وقد مررنا ببعض الخلافات والصعوبات التي كانت تحل داخل المجلس بين الاخوة دون ذهابها لخارج البيت الخليجي.. أما اليوم فالحصار يعد سابقة جديدة.. ولابد من الجلوس على مائدة واحدة لإنهاء هذا الخلاف وتصفية الأجواء. لمسة وفاء للشيخ أحمد بن سيف: لابد من تقديم لمسة وفاء في هذا التوقيت لما يمر به من ظروف ووعكة صحية ألمت به منذ فترة قصيرة نتمنى أن تزول ويعود إلى وطنه سالما معافى من أي علة ليمارس عمله كما كان في السابق.. وهي أمنية يتمناها جميع من كان يعمل معه في مجاله الدبلوماسي وشاركه الإخلاص والتفاني في العمل لأجل هذا الوطن الذي يفخر به وبأمثاله على مدى الأيام. كلمة أخيرة: الحديث عن هؤلاء الذين وضعوا اللبنات الأولى لبناء الدبلوماسية القطرية تستحق منا وقفة لابد ان نعبر من خلالها عن جهودهم التي لا تنسى.. ومنها المجال الدبلوماسي والسياسي تحديداً الذي أبلى فيه الشيخ أحمد بن سيف آل ثاني منذ خمسة عقود بلاءً حسناً.. ونتمنى له في هذه الأيام تمام الصحة والعافية وأن يتجاوز ظروف العلاج في الخارج ليعود إلى وطنه سالماً بإذن الله تعالى. [email protected]