06 نوفمبر 2025

تسجيل

مفارقات بين مصر مع مرسي أو شفيق

12 يونيو 2012

مصر مع مرسي سفينة تبحر بين أمواج متلاطمة ينجيها الله إلى شاطئ الأمان والاستقرار والنهضة والعزة والحرية والعدالة، وتعود حقوق الشهداء والجرحى، ومصر مع شفيق سفينة تبحر في بحر الثورة فتجرف القبطان، وتبقى تترنح حتى يعود للشهداء حقوقهم على يد قبطان آخر من أبناء الثورة وليس من نخاع النظام البائد، مصر مع مرسي سيكون هناك تناغم بين مؤسسات الدولة لتحقيق مشروع نهضة شعب مصر سواء بين مجلسي الشعب والشورى أو مجلس الوزراء أو مؤسسة الرئاسة، أما مصر مع شفيق فسوف يتربص بمجلس الشعب ويحلُّه – كما توعد شفيق صراحة - وتطلق حملة إعلامية للتشويه المنظم المدعوم من التجار والإعلاميين وأمن الدولة والمخابرات وستلفق تهم بالجملة للشرفاء، ويودعون السجون كما كان الأمر بعد 1954م، وستعود مصر إلى عصر الظلام والظلم، الاستبداد والفساد، التحلل والتخلف، " والكتاب باين من عنوانه " حيث اتهم شفيق – دون أية أدلة - في دعايته الفارغة من المضمون إلا الهجوم على الإخوان بأنهم هم الذين قتلوا الثوار في التحرير وغيره، وهي كذبة متأخرة شهرا كاملا ولو نصحه مستشاروه لجعلوها كذبة أبريل أو تلفيق شفيق للعام 2012 م، ولماذا يقدم الاتهام للإعلام دون القضاء وهو الذي كان رئيسا للوزراء أيام موقعة الجمل، بل لعله أشرف بنفسه على المجازر، ولو لم يفعل فرضا بعيدا فيجب أن يحاكم وفقا للنظرية القانونية:" مسؤولية المتبوع عن أعمال تابعه"، وهي جوهر المستند القانوني الذي حوكم به مثله الأعلى "مبارك والعادلي" حكما بالمؤبد، مصر مع مرسي سوف تتوسع فيها الحريات لأنه ضُيّق عليه، وتتحقق فيها العدالة لأنه ذاق مرارة الظلم، ويكون الولاء للميدان لأنه ابن الميدان، وكان من أوائل من اعتقلوا مع د /العريان، وضُرب أولاده الثلاثة من بلطجية النظام وأمن الدولة حتى كادوا أن يفارقوا الحياة، وعاش مع الميدان خطوة بخطوة، لكن مصر مع شفيق سوف يكون العدو اللدود للميدان الذي أخرجه من الوزارة، وفضح جرائمه في اعتصاماته، وطبعا المخابرات وأمن الدولة والقنوات الموالية لرجال السلطة والمال ترصد بدقة كل من دخل الميدان، وهمس بكلمة، وستفتح محاكم التفتيش ليكون شفيق أطغى وأظلم ألف مرة ومرة من مثله الأعلى مبارك، وستدخل مصر في مجازر ربما تفوق سوريا وليبيا لا قدر الله، مصر مع مرسي سيكون برنامج النهضة مفتوحا لكل مصري حر محب لمصر ولو كان من الليبراليين أو المسيحيين ليس تفضلا بل من حقوق المواطنة وربما يجور على الكفاءات الممتازة في الإخوان والسلفيين ليكونا في قطاع الخدمات لا الواجهات والمسؤوليات حتى لا يقال إنه وجماعته وحزبه " يكوشون " على كل شيء، وهذا يذكرني بالقاضي العادل الحنفي المشهور أبو يوسف لما جاءته المنية بكى طويلا، فقيل له كنت عالما قاضيا بالحق ففيم البكاء؟: فقال: والله ما حكمت إلا بالعدل في كل القضايا إلا في خصومة واحدة بين الخليفة ونصراني، وكان الحق للخليفة، فقضيت للنصراني خشية أن يقال قضى للخليفة لأنه اختاره للقضاء، أما مرسي مع شفيق فربما عاد جمال مبارك - البريء من دم الشهداء!- نائبا للرئيس ليس الآن طبعا فلابد من تمهيد من المحاكم والتشويه لكل من ناله بسوء، ثم يقدم وفاء لصديق عمره مبارك، وسوف يعود حسن عبد الرحمن يعربد في أمن الدولة، ويسخر وينتقم ممن اجترأ على تقديمه للمحاكمة، وسوف يعود ممولو الحملة بالمليارات الآن كي يستعيدوا ما أنفقوه وخسارتهم المليارية بعد الثورة، وسنجد ألف أحمد عز، ومئات الشاذلي، وعشرات صفوت الشريف، ونسخة واحدة من المخلوع في الاسم آخر"شفيق"، مصر مع مرسي سيعود الأمن والوئام، ويتم امتصاص الاحتقان بين المسيحيين والمسلمين أبناء الوطن الواحد، وفق ما قاله الله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم أن تبروهم وتقسطوا إليهم" (الممتحنة:8)، وقد ضرب الميدان والإخوان المثل الأعلى في الرقي في التعامل بين المسيحيين والمسلمين، وقامت اللجان الشعبية التي أسسها الإخوان بحراسة الكنائس أثناء الثورة، واحتفالاتهم بالميلاد، ولن يُقبل أي ابتزاز من أي طرف مسلم أو مسيحي يؤجج الصراع، بل الحق والعدل هما الميزان الرباني للسلام الاجتماعي، أما مصر مع أحمد شفيق فسوف يقتدي بسلفه يفجر كنيسة القديسين ويتهم الإسلاميين ليظل أبناء الوطن الواحد ضعافا وفقا لمنهجية اليهود: فرِّق تسد، وقد وعد شفيق النصارى في لقاء فضحته صفحات "المصريون" مع الأنبا باخوميوس حيث جاء فيه "وعلمت "المصريون" أن شفيق وعد قيادات الكنيسة بتقليم أظافر التيار الإسلامي، وقال لقيادات الكنيسة بالحرف الواحد "لا تقلقوا سيعودون إلى جحورهم كما كانوا في عهد الرئيس مبارك"، كما وعدهم بدراسة إمكانية تدريب وتسليح شباب الكشافة مع القوات الأمنية حتى يكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع على الكنائس أو الأديرة حال الهجوم عليها" هذا بالإضافة إلى الوعد القطعي بحذف آيات القرآن من مقررات اللغة العربية، أو إضافة آيات الإنجيل بجوارها، وهي أمور تسخن الأجواء وتؤجج الصراع الذي تخسر فيه مصر والمصريون جميعا فالمعارك داخل الوطن الواحد ليس فيها منتصر ومنهزم. مصر مع مرسي لن يرجع الغاز للكيان الصهيوني بل للشعب المصري، وسيراجع الصهاينة كل خططهم في هدم المسجد الأقصى ودولة من النيل إلى الفرات، ومصر مع شفيق سنُحرم من حقنا في أنبوبة الغاز حتى نساعد الكيان الصهيوني في قتل إخواننا الفلسطينيين، وحفر الأنفاق لهدم المسجد الأقصى. مصر مع مرسي بإذن الله الواحد الرزاق في الطريق إلى الإعمار والنهضة والاستقرار، وتعود مصر للقيادة والريادة اللائقة بها وبعلمائها، ومصر مع شفيق دولة صراع وخداع وظلم وطغيان، وتخلف وتحلل وتقزيم وتحجيم والأدهى اعتذار للمخلوع وإفراج رئاسي، وليذهب شهداء وجرحى الثورة إلى الجحيم. ولكن لا تنسوا الكريم القوي العزيز الحكيم: "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"(يوسف:21). ومن يغالب الله يُغلب.