17 نوفمبر 2025
تسجيلالتعليم القوي والمتماسك يحظى بالاحترام والتقدير والقبول من الجميع، بل والتفاني له والدفاع عنه، فهو واضح وسخي في الرؤى والقيم التربوية التعليمية، والأهداف الإستراتيجية، والخطط التشغيلية، واستقرار البيئة التعليمية، والتوجهات المستقبلية، والمحافظة على هوية مجتمعه وبمبادئه وثوابته الإسلامية، ومحافظاً كذلك على عاداته وتقاليده الوطنية الموافقة للشرع، والتنافسية العالمية ويسعى لها، كل هذا وغيره لهو خريطة الطريق الواضحة والسليمة التي توصلنا إلى بيئة تعليمية هادفة وهادئة وهادية ومريحة وجادة وقوية والكل يعشقها. أما التعليم الضعيف، البعيد عن هويته يأخذ من هنا وهناك، فهو نظام تعليمي غير ثابت ومتقلب، ولن يستقر مهما فعلنا وقررنا فالكل ينتقده، ويحظى بالسخط والتذمر من الجميع، فهو قائم على الشخصنة والتبدلات اليومية وإبراز أعمالهم. والبيئة التعليمية ليست حقلاً للتجارب، ففي كل عام يفاجأ الميدان التعليمي ويكون على موعد بتجربة جديدة وتغيرات تلاحقه. يا قوم استقروا على منظومة تعليمية لتستقر البيئة التعليمية، وفقاً لهذه المنظومة - أي اثني عشر عاماً دراسياً-، ثم نطوّر ونغير إلى ما هو أحسن وأجود لبيئتنا التعليمية وهكذا.. أما أن يأتي مسؤول أو مستشار أو خبير بفكرة سمعها من هنا وهناك أو رأها في مكان ما، فأراد أن يطبقها في بيئتنا التعليمية، أو أتت من مؤسسة أو شركة تريد أن تتاجر على حساب قيمنا ومنظومتنا وبيئتنا التعليمية، فنقول أخطأتم الطريق وتشابكت عليكم الطرق. وعندما كتبنا وما سنكتبه مستقبلاً عن البيئة التعليمية وما تحمله من إيجابيات وجماليات، وما تتناثر فيه من سلبيات ليس من باب تلمس العثرات والأخطاء والانتقاد السلبي والتصيّد، إنما نريد الخير والاستقرار لمنظومة التعليم بجميع أركانها عندنا في بلد الخير- دولة قطر- يحفظها الله، ودولتنا لم تقصر على التعليم لا من قريب ولا من بعيد، فهي سخية لأبعد الحدود، ولكن تبقى المسؤولية على كل من كلّف بأمر التعليم مهما كان منصبه ومكانته ومسؤولياته، ومن يظن أن المنصب والمسؤولية تشريف ومكانة ووجاهة اجتماعية، فعليه أن يرحل وما أعطى حق المنصب قدره الذي كُلّف به. "ومضة" الانطلاق للميدان التعليمي مشاهدة ومعاينة البيئة التعليمية لهو المنصب الحقيقي العملي والموفق لكل مسؤول، وليست المتابعة عن بعد وتوصيل المعلومات له، وفيه يكون السخاء في العطاء والمتابعة. ولن يكلّفك شيئاً أيها المسؤول إذا غادرت كرسيك ومكتبك لترى، وكلما كنت قريباً من البيئة التعليمية عرفت الحقيقة وشاهدت الواقع، وخريطة طريقك صحيحة، وتأتي بعد ذلك بقرارات وتصويبات سليمة ومقدرة بإذن الله.