13 نوفمبر 2025
تسجيلهناك مبارياتٌ يفوزُ الفريقانِ فيها رغم خسارةِ أحدِهِما، كمباراة أمس الأول التي فازَ السيليةُ على الأهلي بنتيجتها، إلا أنَّ الفريقين فازا معاً في الأداءِ الفنيِّ والحضورِ الذهنيِّ للاعبين، والأهم من ذلك أنها كانت بين إدارتينِ ناجحتينِ. قَـدَّمَ الأهلي مباراةً قويةً اختتم بها موسماً من الإنجازاتِ الإداريةِ والفنيةِ، فاستطاع الـمدربُ القديرُ ماتشالا، في ظلِّ الإمكاناتِ البسيطةِ نسبياً، ومن خلال خبرتِـهِ بالتكوينِ النفسيِّ للاعبِ الخليجيِّ، أنْ يصنعَ توليفةً شبابيةً أهلاويةً مُميزةً، ووَظَّفَ اللاعبينَ واستثمرَ طاقاتِـهِـم بصورةٍ سليمةٍ جعلتْ الـمتابعينَ يلمحون طيفَ العميدِ يفرضُ حضورَهُ الطاغي على ملاعِـبنا، ودفعتْ بالجماهيرِ الأهلاويةِ إلى الـمُدرجاتِ بعد غيابٍ طويلٍ. وكم أثلجَ صدورَنا لاعبُنا الدَّولي مشعل عبدالله في التزامِـهِ بناديه، وروحِـهِ الرياضيةِ، وأدائِـهِ الفنيِّ الرائعِ وسواها من أمورٍ جعلتْ منه نموذجاً مشرفاً للاعبِ الوطنيِّ الـمحترف حتى وهو يصلُ إلى نهايةِ مشوارِهِ الكرويِّ.أما السيلية، فقد كانَ كما اعتدناه، منافساً قوياً، وخصماً عنيداً، ينطلقُ في الـملعبِ مدعوماً بكفاءةِ إدارتِـهِ، وتَـمَـيُّـزِ مُدربِـهِ، وتناغمِ لاعبيه في كلِّ خطوطِ اللعبِ، فقدَّمَ مستوًى فنياً عالياً، وتَـمَكَّنَ من الفوزِ بضرباتِ الترجيحِ في نهايةِ الـمباراة.الأهلي والسيلية، من الأنديةِ الاستثنائيةِ خلال الـموسمِ الرياضيِّ، ولابدَّ من دراسةٍ متأنيةٍ لِـما قاما به على الـمستويينِ الإداريِّ والفنيِّ، ومحاولة تطوير تجربتِـهما الناجحةِ بحيث تُتَّخَـذُ ركيزةً في تخطيطِـنا الـمستقبليِّ لكيفيةِ الفَصْلِ بين الـمطلوبِ والـممكنِ والـمستحيلِ في النهوضِ بفِـرَقِ أنديتِـنا، من خلالِ التركيزِ على استثمارِ الإمكاناتِ الـمُتاحةِ بنجاحٍ واقتدار.الـمباراة الثانية، كانت نتيجتُها متوقَّعةً، فكان أكثرُ الـمتابعين تفاؤلاً يعلمُ أنَّ الغرافةَ الـمُثْـقَـلِ، ككثيرٍ من أنديتِنا، بالتَّخبطاتِ الإداريةِ وانعدامِ الروحِ، لن يستطيعَ شيئاً أمام السدِّ. لابد لنا من الثناء على طاقِـمَـيِّ التحكيم بقيادة حكمَينا الوطنيين الكبيرين: عبدالرحمن عبدو وعبدالله البلوشي الَّلذَينِ أدارا الـمباراتينِ بحِـرْفِـيةٍ عاليةٍ وقدرةٍ رفيعةٍ على التعامُلِ مع مُجرياتِـهِـما، مما يدفعُنا للمطالبةِ باختيارِ طاقمِ تحكيمٍ وطنيٍّ للمباراةِ النهائيةِ، وعدم الالتفاتِ للمُشككينَ والباحثينَ عن ثغراتٍ ينالون بها من حكامنا الوطنيين.ولنا وقفةٌ سريعةٌ عند برنامجِ الـمجلسِ وبعضِ الضيوفِ الدائمين فيه كحمود سلطان، فحمود لم يستطع التخلصَ من عُقدةِ كونه ممثلاً لنادٍ بعينِـه في البرنامجِ، فاندفعَ يكيل الاتهامات لطاقم التحكيم بدلاً من التركيز على النَّـقدِ البناءِ لفريقِ الغرافةِ، والإشارةِ إلى مواضعِ الخللِ في أدائِـهِ. ولنا عودةٌ إلى برنامجِ الـمجلسِ في مقالٍ لاحق. كلمةٌ أخيرةٌ: إدارتا الأهلي والسيلية تعملانِ وتجتهدانِ في صمتٍ فتُنجزانِ، وإداراتُ أنديةٍ أخرى لا إنجازَ لها إلا في الشكوى والتبرير.