05 نوفمبر 2025
تسجيلانعقد أسبوع سيرا هذا العام 2014 في مدينة هيوستن في ولاية تكساس الأمريكية في الفترة 3 - 7 مارس، وسط متغيرات تؤثر في مسار السوق النفطية لعقود قادمة، ولعل أهميه هذا الحدث أن أبرز المتغيرات والتقدم التكنولوجي يحدث فعليّاً في الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك فإن الإحاطة بآخر المستجدات مهمة يسعى إليها كلّ مُراقب.من المستجدات التي كان لها نصيب في نقاشات المؤتمر، هو التوجه العام لشركات النفط العالمية ببيع بعض أصولها في العديد من البلدان خصوصا في قطاع إنتاج النفط والغاز، مع توقع ضعف تدريجي في الأسعار، أو ثبات في أسعار النفط واستمرار في ارتفاع تكاليف التنقيب والاستكشاف والإنتاج للبرميل الواحد، الأمر الذي يعني تقلص عوائد الشركات، ولذلك تتبنى هذه الشركات سياسات متعددة للمحافظة على وضع استراتيجي أفضل تستطيع معه الاستمرار في التفوق في عملياتها وأنشطتها، وتحقيق رضا المساهمين فيها، وذلك عن طريق تحقيق خفض كبير في تكاليف مختلف أنشطه هذه الشركات بقصد المحافظة على عوائد جيده، وطبعا هذه تمثل فرصا ثمينة لاقتناصها من قبل شركات النفط الوطنية بعد دراستها وتقييمها والتحقق من مواءمتها مع أهداف تلك الشركات الوطنية الإستراتيجية.هناك توافق أن الطلب العالمي على الطاقة سيرتفع بمقدار 40% عما كان عليه في عام 2013 وسيكون مدعوما بتحسن الأوضاع الاقتصادية في العالم وعلاج مشكلات حرمان العديد من سكان الأرض من التمتع بالطاقة والكهرباء وإن الاعتماد على الوقود الأحفوري (الغاز والنفط والفحم) مستمر حيث تشكل غالب الطاقة في المستقبل.رغم نجاح تطوير النفط الصخري في أمريكا بشكل كبير، حيث إن الزيادة الفعلية تفوق التوقعات وهذا التوجه يستمر في المستقبل لسنوات قادمة بحيث يستمر النفط وسوائل الغاز والمكثفات من خارج الأوبك يغطي معدل الزيادة في الطلب العالمي على النفط، وهو ما يقيد الطلب في نهاية المطاف على نفط الأوبك، إلا أن ذلك لا يعني أن تطوير الإنتاج من النفط الصخري من خارج الولايات المتحدة الأمريكية سيكون بهذه السهولة لأن الظروف والأجواء المتوفرة في أمريكا غير متوفرة في أي مكان في العالم، وبالتالي هذا يعني أن هذا التطوير، يحتاج إلى وقت طويل، وهو أمر يحتاج إدخاله في التوقعات لسم استراتيجيات صحيحة، وقامت بعض الشركات النفطية باستحداث إدارة متخصصة يكون وظيفتها واهتمامها في تطوير الإنتاج في مجال النفط والغاز الصخري. آفاق تطوير إنتاج الغاز الطبيعي ثابتة ومستمرة وتدعم الاستثمارات في التوسع في صناعه البتروكيماويات في الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك من المتوقع أن يتم السماح بتصدير الغاز الطبيعي إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير بعد عام 2020، ولكن هذا لن يؤثر بشكل كبير في أسعار الغاز في الأسواق المختلفة، كما التطرق إلى إمكانية توسع في المعروض من الغاز الطبيعي في المستقبل يعزز تطور الأسواق الفورية ويشكل ضغوط على الأسعار بشكل عام وهذا الأمر ممكن توقعه خلال سنوات وليس بشكل آني. هناك حديث كبير عن ضرورة السماح بتصدير النفط الخام الصخري الأمريكي إلى خارج الولايات المتحدة وان ذلك يدعم صناعه النفط هناك ذلك أن حجم التصدير لن يكون كبيرا وسيشمل النفط الخام الأمريكي القريب من نوعيه المكثفات الخفيفة جداً وبالتالي لن يؤثر على أسعار نفط خام الإشارة برنت بصفه عامة.التعامل مع أية تطورات جديدة في صناعة النفط لن يكون سهلا خصوصا إذا كان يعني خفض في إنتاج النفط الخام من السوق، ذلك أن كثيرا من مناطق الإنتاج في العالم يعاني فعلياً من انقطاع في إنتاج النفط لسبب او لآخر ويشمل ذلك السودان، سوريا، ليبيا، وإيران وغيرها بالإضافة إلى تدهور الأوضاع في فنزويلا وقرب الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، وهو ما يعني كذلك دعم مستويات عالية لأسعار النفط، وكذلك يجعل التعامل مع الملف الروسي الأوكراني صعب وليس سهلاً.وقد اخذ الملف الروسي الأوكراني نصيبا كبيرا في النقاش، حيث من المعروف او أوروبا تعتمد على روسيا في تغطيه 30% من حاجتها للغاز الطبيعي وهي تشمل 50% منها أو 15% من احتياجات أوروبا من الغاز يتم إيصاله إلى أوروبا عن طريق أوكرانيا، وحاليا لا يبدو أن هناك انقطاع لمبيعات الغاز إلى أوروبا ولكنه تطور ممكن حدوثه في المستقبل، والبحث عن مصادر للغاز إلى أوروبا من خرج روسيا لن يكون رخيصا، وهناك بعض الأفكار المطروحة حاليا لتعزيز الموقف الأوروبي حول إمكانية قيام أمريكا بتصدير الغاز إلى أوروبا بدءاً من عام 2016، كما أن كان احتلال روسيا إلى شبه جزيرة القرم وقع مع نهاية فصل الشتاء والحاجة إلى الغاز، وتقدر المصادر أن أوروبا لديها 275 مليار دولار في شكل قروض وتسهيلات للشركات الروسية بنما قامت روسيا بتصدير مواد هيدروكربونية إلى الجانب الأوروبي خلال عام 2012 عند 162 مليار دولار. تم الحديث عن عمليه الإصلاح في صناعه النفط والغاز في المكسيك والتي تنتج حاليا 2.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام، وان هناك تساؤلات عديده ربما تتضح خلال السنوات القادمة ومن بينها ما هو شكل الشراكة مع الشركة الوطنية المكسيكية بيمكس، رغم الأجواء الإيجابية فإن هناك قضايا تحتاج إلى وضوح.رغم التحديات التي يواجهها رفع الإنتاج في منطقة الخليج العربي والشمال الإفريقي وصعوبة التوقعات بسبب تطورات جيوسياسية وأيضا عوامل تقنيه، تقيد تحسن الإنتاج في العراق وإيران وليبيا وغيرها ويعتقد الكثير من المشاركين أن أوروبا أضاعت البوصلة بامتياز من خلال عدم وضوح الرؤية والسياسة الإستراتيجية الخاصة بالطاقة ما بين الاستدامة والنمو ومتطلبات الازدهار الاقتصادي من جهة وما بين المحافظة على البيئة وهي أمور تسببت في الأوضاع الحالية في أوروبا من خلال القيود المعقدة لتطوير الثروات المتوفرة.أسواق المنتجات البترولية تقابل تحديات كبيره تحتم مراقبتها وذلك في ضوء تطورات تحول العديد من البلدان والشركات إلى تصدير المنتجات وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الصين وان كان لتحقيق توازن التكرير والسوق في الداخل كذلك الأمر بالنسبة لليابان وكوريا، وكذلك بسبب موجه المصافي الجديدة في مناحي العالم وهو مما أيضاً يقلص من الأسواق ويجعلها في إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، ولكن هناك تطور يبدأ في عام 2015 وهو خفض في محتوى الكبريت المطلوب في وقود السفن وهو ما يفتح آفاق وفرص أمام ارتفاع الطلب على الديزل في المستقبل وتيسير تصريفه وتسويقه.كذلك تم الحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي في صناعه النفط وأنها وسيله فعاله في تطوير التواصل وبناء جسور الثقة وضمان الشفافية مع المساهمين ومن لهم مصالح في صناعه النفط والغاز من خلال المشاركة في الأرقام والحقائق والتطورات.