15 نوفمبر 2025
تسجيلالحكمةُ والهدوءُ في قيادة سمو الأمير الـمفدى لبلادِنا وشعبِـنا نحوَ تَخَـطِّي الخلافِ العابرِ الـمارِّ ببيتِـنا الخليجيِّ، انعكسا على الـمجتمعِ القطريِّ وإنسانِـهِ في صورٍ بالغةِ الدَّلالةِ في مضامينِـها. فالتفافُنا حولَ القامةِ الـمنتصبةِ لسموه، وروحُ الأسرةِ الواحدةِ التي تسودُ نفوسَـنا، أمرانِ يجعلاننا نثقُ بقدرتِـنا على تجاوزِ الخلافِ دون أضرارٍ تصيبُ البُنى الـمتماسكةَ الصلبةَ لبلادِنا، مجتمعاً وهيكلاً رسمياً. هذا الشعبُ الحيُّ، آلَـمَـهُ بشدةٍ استدعاءُ الإعلاميينَ والـمُحللينَ الرياضيين من الأشقاءِ الخليجيين، لأنه يعني الانتقالَ بالخلافِ العابرِ من مستواه السياسيِّ إلى مستواه الـمُجتمعيِّ، مع ما يعنيه ذلك من تأثيراتٍ على العلاقةِ الأبديةِ بين شعوبِـنا، وهي علاقةٌ نحرصُ، نحنُ القطريين، على تقويتِـها وترسيخِـها وجَـعْـلِـها مثالاً يُحتذى في رِفْـعَـتِـهِ ومتانةِ قاعدتِـهِ الإنسانيةِ والأخلاقيةِ. كنا ننتظرُ أنْ تُجَـنَّبَ الشعوبُ نتائجَ الخلافِ السياسيِّ، وأن يُحافَـظَ على الرياضةِ كوجهٍ حضاريٍّ سامٍ يجمعُها، ويُبرزُ روابطَ الأُخُـوَّةِ التي تربط بينها. وكنا نأمَـلُ أنْ تكونَ إحدى القنواتِ للتواصلِ السياسيِّ بوجوهٍ مَـدَنِـيَّـةٍ للرياضيين، إعلاميين ومحللين ولاعبين. لكنَّ الخطوةَ فاجأتْـنا، ونعترفُ بذلك، حيث إن إيمانَـنا بالـمصيرِ الخليجيِّ الـمُشتركِ أكبرُ من أي خلافاتٍ، وارتباطَـنا العضويَّ بالأشقاءِ خَطٌّ أحمرُ لا نقبلُ أنْ يتجاوزهُ أحدٌ. الاستدعاءُ يجعلُنا نستشرفُ الـمُستقبلَ من الزاويةِ التي ينظرُ منها سمو الأمير الـمفدى، والتي تستهدفُ إعدادَ الإنسانِ القطريِّ مَعرفياً وعلمياً ومِـهْنياً، بحيثُ يُسْـتَـنَـد إليه في كلِّ الـمَجالاتِ مستقبلاً، ويكون الركيزةَ الرئيسيةَ في سعي سموه لتأكيدِ صورةِ قطر الحبيبةِ كدولةِ الإنسانِ والـمؤسساتِ والـمَدَنِـيَّـةِ والحضارةِ. هذه الرؤيةُ هي التي يجب أنْ نلتزمَ بها، مواطنين ومسؤولين، لأنها الضامنُ الوحيدُ لـممارسةِ الدورِ وصُنْـعِ التأثيرِ، وهي الـمَسارُ الصحيحُ لنا في تخليقِ الأفكارِ والرُّؤى الـمُتجدِّدَةِ لإنسانِنا الـمُبدعِ الذي راهنَ عليه سموه وكان رِهانُـهُ في محلِـهِ.أمرٌ أخير لابدَّ من ذِكْـرِهِ لأهميتهِ، هو تلك الثقةُ لدى قيادتِنا الحكيمةِ بصلابةِ وقوةِ الجبهةِ الداخليةِ للمجتمعِ القطريِّ، فالصحفُ العربيةُ وغيرُ العربيةِ تملأ الـمكتبات. وعند تَصَفُّحِي للصحفِ السعوديةِ والإماراتيةِ لم أعثر فيها على خبرٍ أو تحليلٍ يتناول الخلافَ والاستدعاءَ من زاويةٍ تَـتَهَـجَّـمُ علينا، مما يدلُّ على أنَّه عابرٌ بالفعلِ، لكنَّ ما أحزنني وفاجأني حقاً، هو صحيفة من الشقيقةِ العربيةِ الكبرى، جعلتْ عناوينَها الرئيسية وتحليلاتها تدورُ حول الخلاف والاستدعاءِ في إطارٍ من التَّـهَـجُّمِ والتَّطاولِ علينا. كثيرةٌ هي الـمواجعُ في قلوبِـنا، وعظيمةٌ هي الحسراتُ في صدورِنا نتيجة لهذا الخلافِ العابرِ الذي فُرضَ على بلادِنا، إلا أننا فرحونَ بوحدةِ صفِّنا وتماسُكِـنا خلف سمو الأمير الـمفدى الذي يُعَـبِّر بتعاطي سموه معه عن إصرارِنا على اعتبارهِ مجرَّدَ خاطِـرَةٍ ستمرُّ سريعاً بتاريخِـنا الخليجي، ويعود العربُ الخليجيون يداً واحدةً إلى تشييد صَرْحـهم الحضاري الـمشترك.