16 نوفمبر 2025
تسجيليحدث أن تلتقي أناساً دون سابق معرفة فتربطك بهم مشاعر خاصة قد لا تتوافر فيمن عرفتهم منذ أمد بعيد ليصدق هنا قول (توفيق الحكيم) إن "العلاقات الإنسانية الحميمة لا تكون بطول مدتها وإنما بعمقها)، كلنا حدث معنا إن اكتشفنا علاقة إنسانية التقيناها مصادفة وبعد دقائق توثقت، وركضت إلى القلب لتسكن حناياه دون زخارف، أو مجاملات، أو زيارات، أو دعوات عشاء وغداء، أو رحلات إلى هنا أو هناك، ولقد قابلت واحدة من أولئك البشر الذين ما أن تلتقيهم حتى تستشعر قربهم وودهم وكأنك منذ سنوات تعرفهم ويعرفونك، اسمها (موزة) حدثتني طويلاً عنها صديقة ومن كثرة إعجابي بشخصها وعدتني أن تعرفني بها وكان اللقاء بجامع أبي عبيدة بن الجراح بجلسة علم طيبة مع (أم فادي) جزاها الله عن جمعتها خيراً، وعرفتني الصديقة على العزيزة (موزة) وكنت موجوعة وخائفة ومتوجسة من ورم ظهر فجأة في كف صغيري (شهاب الدين) كنت أستشعر حزناً موجعاً على الطفل وأنا لا أدري، ما تخبئه الأقدار له ولم تظهر بعد نتيجة الفحوصات التي أجريناها، في صحن المسجد التقينا، تكلمت معها بضع كلمات، أحسست حناناً ضافياً يفيض مع كلماتها، أحسست أني أعرفها من زمان، سألتها الدعاء فضمتني وهي تدعو لي بتفريج الهم وشفاء الصغير، بعد هذا اللقاء مع الروح الجميلة صرت أتسلم منها كل صباح رسالة قصيرة هي في الحقيقة درس كبير من دروس الحياة، كنت أستمتع بكل ما ترسله لي وأتأمله ملياً وأستخلص منه ما الذي تريد إيصاله، من حكمة، أو عبرة، وسافرت إلى القاهرة وانقطعت الرسائل ثم عدت لأنتظر رسائلها التي لم تعد تأتي، فسألت عنها لأجد أنها أجرت عملية في عينيها ولم تكلل بالنجاح ورغم شهقتي لما أسمع لم ألحظ منها جزعاً ولا قلقاً بل اطمئناناً، وتسليماً، وصبراً جميلاً لتذكرني بما قالته لي مرة في دردشة عابرة، لم أنس أنها قالت (إذا تم حصارك بالابتلاءات ففي الخلوة مع الله مدد، وكلما زاد اليقين والرضا كان القرب الجميل الذي نتعلم منه ألا ضيق إلا وبعده فرج، وما اشتد الحصار إلا لنتعلم ونفهم ونرقى! اليوم يسرني أن أشرك قارئي العزيز ببعض المقاطع الجميلة التي تسلمتها من خواطر صديقتي النبيلة الطيبة تقول "الخنصر، البنصر، الوسطى، السبابة، كلها بجانب بعضها إلا الإبهام فهو الوحيد البعيد عنها، وتعجبت عندما عرفت أن الأصابع لا تستطيع صنع شيء دون إبهامها البعيد! جربي أن تكتبي أو تغلقي أزرار ثيابك ستحتاجين حتماً إلى الإبهام الذي سيسعفك ويؤدي ما تريدين بسهولة ويسر، وستجدين خلاصة بارزة تقول إن العبرة ليست بكثرة ما حولك من أصحاب بل العبرة بمن هو أكثرهم قرباً منك، ومنفعة لك، وخوفاً عليك". في مسج آخر تقول (موزة) الغالية "نمر بظروف صعبة تفقدنا الكثير من الثقة أو حتى الرغبة بالاستمرار في الحياة، وهي حالة من حالات الضعف البشري يختبر بها الله إيماننا فلا تجعلها تدمرك، واشحذي ذاكرتك، وتذكري كيف من الله عليك بالفرج بعد اشتداد الكرب في كثير من المرات"! وتقول "شجرة واحدة تصنع مليون عود كبريت، وعود كبريت يحرق مليون شجرة، فلا تدع أمراً سلبياً واحداً يؤثر على ملايين الإيجابيات في حياتك.. صباح الفرج بفضل الله". وتقول صاحبة الروح الفاتنة، والقلب المبصر، والوجدان المضيء "لما قال يعقوب وهو النبي (وأخاف أن يأكله الذئب) اختفى (يوسف) وأصيب هو بالعمى لأنه اهتم بقدرة العبد على الضرر، وحين قال (وأفوض أمري إلى الله) عاد بنيامين، ويوسف وعيناه اللتان ابيضتا من الحزن، اللهم فوضت أمري إليك إنك بصير بالعباد.. صباح الرضا والتوكل". هذه نزهة قصيرة من خواطر، ومشاعر وقراءات، ومختارات الصديقة العزيزة التي تسعدنا كل صباح بزهرة من أزهارها ولتتمتع الصديقات جميعاً برحيق النحلة الطوافة على ورود الحياة البديعة لتجمع الشهد، بقي أن أقول للصديقة الجميلة: كم من مبصر لا يرى، وكم من بصيرة مبصرة، ويا سعد من له قلب مضيء. •* * •طبقات فوق الهمس •كم من عُسرة قلق الفتى لنزولها.... لله في إعساره ألطافُ •خليلي ما ضر افتراق جُسومنا.... إذا كانت الأرواحُ تنعمُ بالقُرب •بين الوفاء والغدر نفس جميلة بذلت، ونفس عليلة نسيت. •لبعض الصداقات الجميلة عطر لا يزول، وهل تنسى ذاكرة الورد العبير؟ •قال أنا مخلص جداً.. قلت دع مواقفك تقول عنك. •قال صاحبه افتقدك! أين صوتك؟ بل أين أنت؟ أجابه: لا أبعد الله قلبي عن مودتكم.. يا من لكم في القلب تذكارُ. •شجون الوطن: •في زحمة التهاء بلاد الربيع العربي، وأوجاع المفاجآت، والتهافت على الكرسي والاستحواذ على السلطة تعيث إسرائيل فساداً، هدماً وتقتيلاً وهي مطمئنة كل الاطمئنان أن العرب ملتهون في صراعاتهم مع بعضهم البعض ولا استبعد بعد الحفر اليومي أن يقع جدار المسجد الأقصى ومازال ناس الربيع في جدالهم العقيم، ومزايداتهم الفاجعة والوطن مسجى ينزف! •في مكانة الدولة لا وسط، إما فوق أو تحت! •من قرأ التاريخ الإسلامي يعرف أن أمير المؤمنين عمر كانت له قوانين صارمة تمنع من استفادة أبنائه من المرافق العامة التي يستفيد منها العامة، هذا كان زمان، ومقارنة سريعة بين ما كان وما صار تلحظ العين دون جهد كيف أن عصبة حكام الربيع الذي أراه يميل إلى الخريف كيف أنهم علموا أولادهم شفط خيرات البلاد، بل كيف فصلوا لهم دساتير على مقاسهم ليتربعوا على كراسي الحكم، وإن كانوا دون السن القانونية الراشدة، فصل (الخياطون) دساتير على المقاس بالضبط، أساتذة التزوير تحت الطلب، (بشار) نموذجاً!! •يقولون (مبارك حيطلع براءة من جريمة قتل الثوار) فهو لم يعط أمراً، ولم يمسك سلاحاً، ولم يطلق طلقة! وإذا سلمنا بما يقولون تحت فجر التزوير نقول إن كان كذلك فأين محاكمة مبارك عن شهداء (العبارة) الذين أكلهم السمك؟ وشهداء قطار الموت الذي تفحمت فيه الجثث وقد احترق، وأين محاكمته على كل الذين ماتوا في مصر عجزاً عن سداد ثمن الدواء؟! •أغنية حزينة لوطن موجع •مكتوبلي أغنيلك واقول مواويلك وان جف نبع الحب يرويه عسل نيلك يا صابحة متعطرة من حلفا للقنطرة انا اللي دمعي اشترى أغلى مناديلك عشقك في قلبي بدا وانا دمعي قطر الندا علمني أول ندا يا غالية أدعيلك