08 نوفمبر 2025

تسجيل

أعوام الكراهية والغدر

12 فبراير 2019

رغم مطالبات منظمات حقوق الإنسان والنشطاء الحقوقيين وعلى رأسهم منظمة العفو الدولية ( أمنستي ) قبل وأثناء زيارة بابا الفاتيكان لدولة الإمارات العربية المتحدة بإطلاق سراح المعتقلين في سجونها دون قيد وشرط، وفي ظل إطلاقها مسمى عام التسامح للعام 2019، إلا أن السلطات الإماراتية تُناقض نفسها وتتجاهل كل هذه المطالبات وتُثبت للعالم أجمع بأن كل هذا الهرج والمرج والمبالغة في تصوير أنفسهم بأنهم أطهر الأجناس وأكثرهم سماحة وتسامحاً وأطهرها صفاء سريرة ليس إلا كذباً صريحاً ومحاولة منهم لإصلاح ما أفسده عطّارهم !! ولو عدنا لما قبل زيارة البابا بيومين وأثناء منافسات ما قبل نهائي كأس آسيا لكرة القدم لرأينا كيف كان شكل التسامح الذي زرعه " عطّار أبوظبي " في نفوس شعبه من خلال تصرفاتهم تجاه المنتخب القطري، وكيف تم حرمان جاره الشقيق من مؤازرة جمهوره في هذه البطولة التي تستضيفها عاصمة " التسامح " أبوظبي !! كما أن قانون تجريم التعاطف مع الشعب القطري الذي تم تعميمه سنة 2017 على مواطني ومقيمي الإمارات لم يجف حبره حتى الآن ولا زال ساري المفعول ويُعاقب كل من يخالفه بالجرم المشهود !! فعن أي تسامح وعن أي مودة يتحدثون وهم لا زالوا يُكرّسون هذه الكراهية ويُرضعونها لأطفالهم في المهد لتمرير أجنداتهم الخبيثة التي لم تعد تخف على الجميع، فكل المعطيات والأحداث السياسية والميدانية على أرض الواقع تؤكد أن تحالف الرياض أبوظبي يسعى لتنفيذ أهداف خبيثة يسعون من خلالها إلى الهيمنة على المنطقة وإحداث تغيير ديموغرافي تخطط له قوى الشر كإسرائيل وحليفتها أمريكا، وشاهدنا خلال السنتين الماضيتين كيف تسارعت الأحداث للتمهيد لإبرام صفقة القرن التي أفشلتها إرادة الدول الشريفة بدعم من شعوبها الرافضة لهذا المخطط الخبيث ولداعميه من صهاينة العرب !! دولة " التسامح " كانت قبل سنوات قليلة تُسمي نفسها دولة " السعادة " في خضم معركتها ضد الشعوب العربية التي ثارت ضد طغيان حكامها المستبدين، وساهمت بأموالها ومرتزقتها في دعم الثورات المضادة لإعادة كل ظالم ومستبد لعرشه، مما أفرز لديها سُعاراً هستيرياً جعلها تهيم على وجهها وتلفق التهم ضد العشرات من أحرارها الشرفاء بدعاوى كيدية لا أساس لها من الصحة لتسومهم سوء العذاب وتحرمهم من أبسط حقوقهم كبشر، وتعدّى الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك بعد أن تزعّمت التحالف الدولي في حربها باليمن التي لا تحمل منها السعودية سوى التبعية شكلاً ومضموناً وعلى أرض الواقع لصالح سلطات شيطان أبوظبي الآمر الناهي في اتخاذ القرارات المتعلقة بكل ما يتعلق في هذه الحرب الظالمة ضد الشعب اليمني. ولعل التقارير الحقوقية الدولية وتحقيقات وشهادات لمعتقلين سابقين في السجون الإماراتية جنوب اليمن التي حمّلت بناءً عليها الأمم المتحدة في يناير 2018 القوات الإماراتية في اليمن المسؤولية الكاملة عن أعمال التعذيب ؛ التي شملت الضرب، والصعق بالكهرباء، والحرمان من العلاج الطبي، والعنف الجنسي، لعل كل هذه الجرائم تعد إدانة واضحة ودليلا دامغا بأن هذه الدولة المارقة تُمارس كل ما يُخالف أبسط مبادئ " التسامح " و " السعادة " التي يتشدقون بها أمام الجميع !! وفي الوقت الذي تدعو فيه " الجارة الغاوية " إلى نشر مبادئ " التسامح " في أرجاء المعمورة لا زالت تٌحاصر جارتها وتُشارك في سفك دماء الأبرياء في اليمن، وليتهم اخفوا عداءهم لكل من يحمل في قلبه ذرة من إيمان ؛ فقد خرج علينا وزير " تسامحهم " الذي لا تحمل ملامح وجهه " المكفهر " من التسامح شيئاً، وطالب الدول الأوروبية بما وصفه بـ " السيطرة على جميع المساجد التي تقع في القارة ومنع المسلمين من إدارة شؤونهم بأنفسهم لعجزهم عن ذلك " واشتكى من غياب الرقابة على هذه المساجد وبأنه لا بد لهذه الدول أن لا تُبدي أي حسن نية تجاههم !! أهذا هو التسامح الذي ينشدونه ؟ أم أنه تسامح بمقياس وبركات النصارى واليهود والذين كفروا ؟!! فاصلة أخيرة هم باختصار قوم عاكسوا وخالفوا قول البارئ عز وجل ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ َأشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ )، ليثبتوا للأمة بأنهم أشداء على المؤمنين رحماء على الكافرين وموالين لهم وينفذون أوامرهم ويسعون للفساد والإفساد وهدم أركان هذا الدين، كفانا الله من شرورهم وخلّصنا من كيدهم وتآمرهم ضد أمة التوحيد !! [email protected]