06 نوفمبر 2025
تسجيلبعد أن انكشفت خبائث قوم لهم أشكال بشر وقلوب الذئاب، من نظم وأحزاب وأشخاص، انقلبوا على إرادة الأمة، وعلى حلم الشباب ومستقبل الأوطان، وبعد أن تيقن الناس أن رسالة هؤلاء هي حصرا وقصرا الاستثمار في التسيد على البسطاء، ونهب البلاد، ومحاربة الإسلام، والتخلف والرجعية والموت والغدر والكراهية.. يحاول (سحرتهم) الذين يدافعون عنهم من مثقفين وعلماء دين وإعلاميين، وفي جريمة متكاملة ومكملة أن يسجلوا لهم انتصارات زائفة، وأن يخدروا لهم الشعوب، بتزوير الحقائق وقلب المنطق، وتوصيف حربهم القذرة على الثورات على أنها الثورات ذاتها، وأنهم فقط يحاربون الإخوان (الإرهابيين كما قرروا لهم) ويظنون أن تراخي الزمن، وامتداد عمر الانقلاب، سوف ييأس الناس من القدرة على تصحيح الأمور، وأنه سوف يقلب صفحة الشعوب لعشرين أو لخمسين سنة قادمة في هوى الاحتلال الصهيوني.. فإذا صارت الحرب على المنطق والمعرفة وعلى دعوى الوطنية.. فلننظر أين المنطق.. ولنسمع ماذا يقول: المنطق يقول: إن الإخوان وطنيون قوميون وإنهم يحبون أمتهم ويدافعون عنها، وإن قضيتهم هي قضية كل الأمة، ولا يجد العقل صعوبة في تصديق ذلك.. عندما يجتمع على معاداتهم الاحتلال الصهيوني وأمريكا والغرب الاستعماري وأذنابهم العملاء والأعوان والسماسرة من أشخاص وتنظيمات ونظم، وقتلة الشعب المصري الغادرون المستبدون الخائنون، وفلول دولة الساقط القبيح حسني الفاسدة العميقة، وكتاب وإعلاميو القوائم السوداء ضد الثورات والشعوب. والمنطق يقول: إن الإخوان قوم محترمون وعادلون ومنسجمون مع دينهم وقيمه الرائعة والعالية، وإن سبيلهم هو الحق وإنهم على المحجة والخير.. عندما يكون من يناهضونهم من العلماء والمشايخ ويشيعون عليهم السوء ويشهرون بهم ويفتون فتاوى السوء في استهدافهم مفضوحين بالفساد الأخلاقي، يتقلبون على النفاق ويتدثرون بالمداهنة، وقد انقلبوا على دينهم قبل أن ينقلبوا على الإخوان، وعندما يتهمون بكبائر الإثم والعدوان، وعندما نسمع أحدهم يقول في جمع من الناس وأمام الفضائيات "في ديوثية وقحة" إن ابنته التي لا يزيد عمرها عن ثلاث سنوات ونصف تعشق السيسي وتشتهي الزواج منه، وعندما يصف آخر منهم في شرك جلي وكفر بواح الشيطانين (عبدالفتاح السيسي ومحمد إبراهيم) بأنهما رسولا رب العالمين كموسى وهارون – عليهما السلام – وعندما تكون الفضائيات التي تستضيفهم وتنشر ترويجاتهم موصومة ومشبوهة وممولة من الصليبيين ومن الدعوم الخارجية المشبوهة. والمنطق يقول: إن الغاية من معاداة الإخوان هي السيطرة على العقول، وتأطير الرأي العام لصالح، النظم المتوهمة المتهرئة التي لا تثق بنفسها وليس لها تاريخ في المجد، ولا برامج تطوير تقنع بها شعوبها، ويقول إن هذه النظم تريد إهانة شعوبها والوصاية الكاتمة للأنفاس عليها، ويقول إنها عاجزة عن مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة، ويقول إنها نظم متخلفة عن لغة العصر بقدر ما هي متناقضة مع مفاهيم الإنسانية والديمقراطية وثقافة العصر، وبقدر ما هي منسجمة مع الغباء السياسي وموصومة ببسارة الفهم وسوء التقدير.. بالأخص عندما يصدرون قرارا بأن من يتعاطف مع الإخوان معنويا سيسجن مددا تصل إلى عشرين سنة (ولاحظ يتعاطف ولاحظ معنويا واربط ذلك بأثره في استذلال واستعباد الشعوب). والمنطق يقول: إن الهدف من معاداة الإخوان هو تخريب حياة الناس، ونشر الإرهاب وتشجيع الفكر المتطرف، وتعميم التفجيرات والدماء في دولنا وعواصمنا، وقطع الطريق على الثورات، وتنفيذ وتحقيق مخططات "برنارد لويس" وإثارة الحروب الطائفية لإعادة تقسيم المنطقة على أساس مذهبي وطائفي، وتحقيق الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنها الوزيرة الأمريكية - كوندوليسا رايس - والعقل يجب أن ينحو باتجاه تصديق ذلك.. عندما نرى استهدافا غير مبرر لجماعة الإخوان التي اعتمدت السلمية في الوسائل والوسطية في الفهم والفكر، والتي ينتقد سلميتها ووسطيتها تنظيمات دموية في الوسائل متطرفة في الفهم والفكر، وعندما يقع هذا الاستهداف بعد عملية ديمقراطية هي الأولى من نوعها في المنطقة منذ سايكس بيكو وسان ريمو.. وبعد فوزها المؤزر والساحق في تلك الانتخابات، ويتأكد ذلك عندما يختلط هذا الاستهداف بالصليبية الحاقدة والعلمانية المتطرفة والفسق والفساق والكفر والكفار والعمالة والعملاء. والمنطق يقول: إن الإخوان سينتصرون في هذه المعركة، ويسود تحت حكمهم العدل، وتفيض الأرض بالخيرات، وينزوي الفساد، وتعلو الأمة، وتتحرر فلسطين.. لأنهم قوم جادون عاملون ولديهم مشروع متكامل، وعلى ربهم متوكلون، ولأن عدتهم (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) ولأنهم مع مجرى التاريخ، ومع اتجاه سنن النصر، ولأن قلوبا منكسرة وضمائر حية وألسنا ذاكرة تهفو إليهم وترأف بهم وتقف على باب الله تعالى تدعو لهم.. ولأنهم يكثرون ولا يقلون.. ولأن أعداءهم هم الذين توعد الله مالهم وإنفاقهم على الباطل بقوله (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) ولأن أدوات هؤلاء الأعداء القمع والاستبداد، والكبت والإرهاب، ومعاندة سنن الله تعالى، ومعاندة مجرى التاريخ، والارتكاز على الخارج. آخر القول: فليسجل الانقلابيون وسحرتهم من الانتصارات الخيالية ما يشاءون، وليحدثوا أنفسهم أو يخادعوها بما يريدون.. وليتقلبوا على الزور والبهتان، وبين اليهود الحاقدين والصليبيين المنافقين والبلطجية المجرمين كما يشاءون، فالتاريخ لا تكتبه إلا الحقائق، والحقائق لا تجامل الكذابين.