08 نوفمبر 2025
تسجيلاختتمت القمة الخليجية تحت ظروف معقدة وتحديات عدة ومنها التحدي الاقتصادي بسبب هبوط أسعار النفط في حين أن دول الخليج تتنافس في إعمار دولها كلٌ بقدر اجتهاده وإستراتيجيته .. وبلا شك سيكون هناك إعادة ترتيب للأولويات وقضية الترشيد والإرشاد قضية وطنية مهمة لا تخص الدول فقط بل الأفراد الذين على عاتقهم كل من موقع مسؤوليته تسيير الأمور دون خلل وتقصير مع الالتزام بالجودة وإن كان هناك تخفيض في الموازنات حتى دون إخطار الدولة الرسمي بشأن ذلك. وهذه هي الوطنية الحقة .. أن نعمل لصالح الوطن بشكل تلقائي ومن قراءة الأحداث سواء في القطاعين الحكومي أو الخاص ووضع مصلحة الوطن أولاً وأخيراً. وهذا ما يأخذنا إلى عنوان مقال اليوم "حديث الأئمة" الذي يدور حول مدى إمكانية الاستفادة من خبراتهم وأغلبهم من حملة البكالوريوس والماجستير بل وقد يكون أحياناً الدكتوراه وليس بشرط في العلوم الشرعية لأن الإسلام أسلوب حياة. وهذا الكلام أوجهه للإخوة الأفاضل في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وهي الجهة المسؤولة عن أئمة المساجد تلك الطاقة المعطلة، كما نعلم أن فترة الصباح لا توجد صلوات فيها وحتى الظهر والعصر فإن الصلاة فيها سرية.. فالكثير من الأئمة من حملة الشهادات الجامعية وأصحاب خبرات اختصاصات عدة فلماذا لا يستفاد من هذه الطاقة بدل عمل عقود وإغراق السوق بالموظفين الذين يتم استقدامهم من دول شتى. ففي الاستفادة من الموجود فيه توفير لميزانيات الدولة فيتم توظيفهم بما يتناسب مع خبراتهم وعلمهم في إدارات وزارتهم أو السماح لهم بالعمل في أي جهة أخرى ففي ذلك رحمة للبلد والميزانيات التي تصرف على الرواتب والخدمات والسكن وخلافه وتخفيف للزحام ورحمة للأئمة وعائلاتهم بتحسين دخولهم وخاصة أن رواتب الأئمة ضعيفة وسط الغلاء الفاحش الذي تعيشه دولتنا.. ومن الممكن أيضاً الاستفادة من الأئمة للعمل كمدرسين في المدارس المستقلة في الفترة الصباحية مثلاً.. ولن يضر ذلك مساجدهم ودورهم فيها.. حتى لو يتم فتح الباب لهم للتوظف في القطاع الخاص في أي مؤسسة تتناسب واختصاصاتهم. ندرك أن طموحات الدولة جزاها الله خيرا، كبيرة وكثيرة في حين أننا من أقل شعوب العالم عددا تقريباً .. فأي مشروع يتم إنشاؤه يجب استقدام الموظفين له من الخارج وهذا يعني المزيد من الالتزام على الدولة والميزانيات المعتمدة. فالأئمة حديثهم منطقي وصادق وموزون لماذا لا يتم الاستفادة منهم وهم طاقة يعتمد عليها أخلاقياً وعلمياً وعملياً؟! فهلا فكرنا برحمة ومنطق ووطنية ؟!