06 نوفمبر 2025
تسجيلفي رحلته إلى تونس، حيث المشاركة في فعاليات مهرجان قرطاج ، كتب الناقد القطري الدكتور حسن رشيد العديد من انطباعاته حول الأعمال المسرحية المشاركة برؤية نقدية، مستحضراً فيها تراكم خبراته في النقد المسرحي.كثيرة هي الأحلام والأماني، وبخاصة لدى المسرحي العربي في ظل خفوت صوت المسرح العربي، مع إيمان بعض القادة بدور وأهمية المسرح وتأثيره المباشر في المتلقي. ومع أن مهرجان قرطاج قد عاد بعد غياب المسرح لفترة من عمر الزمن، إلاّ أن العودة لم تشكل مع الأسف إطاراً تكاملياً لأحلام وطموحات المسرحي العربي لعدة اعتبارات منها غياب التنظيم في أوقات العروض وتعدد هذه العروض التي أتت على حساب الجودة، وغياب النشرات أو الاهتمام بالمهرجان من قبل الصحافة التونسية والعذر موجود لدى الجميع، إن الربيع العربي الذي انطلق من تونس منذ أن أقدم بوعزيزي على حرق نفسه وأشعل بذلك فتيل الثورات في العديد من العواصم، وهذا ما أدى إلى وضع مغاير وأن تونس الآن في مرحلة المعافاة.قرطاج صورة من صور الفعاليات التي قدمت صورة حضارية ذات يوم لثقافة وفكر وفن الأمة العربية، أسوة بمهرجان دمشق أيام الألق ومهرجان بغداد والمسرح التجريبي في قاهرة المعز، نعم هناك مهرجانات في العديد من المدن العربية ولكن لا تخلق أواصر المتعة مع المتلقي العربي.ففي المغرب كما في الجزائر ومصر والسودان والأردن حتى العراق الجريح العشرات من المهرجانات في كل المدن وأكثر هذه الفعاليات لا تخلق تواصلاً حتى مع المتلقي المحلي. نعم هناك جهد خارق للهيئة العربية للمسرح وهناك فعاليات مسرحية بحق في شارقة الإبداع والفنون ولكن مع هذا فإننا نحلم.. نعم من حقنا أن نحلم بأن يخطو المسرح خطوات مهمة وأن نخلق تواصلاً أعمق. ذلك أن العديد من المدن خلقت وشائج حب مع المسرح، ولكن ما تم طرحه وتجسيده في الدورة السابعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية كان بعيداً بحق عن أحلامنا، نحن الذين كنا شهودا على تميز قرطاج في الدورات السابقة، حيث كان الاحتفاء والاحتفال بالمسرح كرنفالاً حقيقياً في شارع الزعيم الحبيب بورقيبة.نعم هناك العديد من العروض ولكن جل هذه العروض باهتة الملامح وتحمل نغمة واحدة وعبر طرح مباشر وفج حتى تلك العروض التي حملت بعض الأسماء الكبيرة، ولعل الطامة الكبرى بخلاف المباشرة الفجة التطويل والتكرار في طرح بعض القضايا التي تلامس الواقع التونسي.ففي المهرجانات وتعدد العروض لا يحتمل الفرد مدة عرض توازي "120" دقيقة، فهل هناك شروط لمثل هذه المشاركات؟لقد كان العرضان الكويتي والقطري الأقرب إلى المشاركات المسرحية ولكن بعض العروض مع الأسف دعا الجمهور إلى الهروب من العرض!!