08 نوفمبر 2025

تسجيل

الموسيقار عبد العزيز ناصر... المبدع الذي رحل سريعًا "5"

11 أغسطس 2016

كيف عشق ذلك الطفل الصغير الموسيقى وارتمى في أحضان الفن وتخصص لاحقًا في آلة من أصعب الآلات (آلة الكمان) هل كان لذلك السوري وشقيقه أحمد دور في بروز تلك الموهبة والارتباط بتلك الآلة؟ وكيف احتفظت ذاكرته بأحاديث كبار السن والأهل وهم يتحدثون عن تلك الأهازيج وما احتفظت به ذاكرة السنين؟ وكيف طوّر وهذّب التراث؟ نعم لم ينقل التراث كما هو بل وضع فيه روحه وضميره وكان واعيًا ومدركًا وهو مازال في مراحله الأولى أن الاحتفاظ بهذا الموروث أمانة، فكان الكرانكعوه والعايدوه وحناج عجين، باجر العيد بنذبح إبكره، الحيه بيه، أم الحنايا، وعشرات الأغاني المرتبطة بضمير الشعب. أهازيج وترنيمات أحياها كما أحيا أغاني المناسبات في شعبان ورمضان واحتفظ للغواص القديم بما بقي من إرثه، ومن خلال تلك الأهازيج والأطر الفلكورية خلق وشائج مع المتلقي.. نعم إن ترنيمة (أم الحنايا يدفوها على السيف) جزء منا ولكن كيف قدمه هذا المبدع؟ سؤال صعب الإجابة عليه..! وكيف اتجه بموهبته لإحياء إرث الأجداد والآباء عبر ترنيمة (يا العايدوه يا العايدوه عيدي)، وأفرح الجميع وهو ينبش في ذاكرة الإنسان القطري والخليجي عبر كرنكاعوه كركاعوه والنافلة أم الشحم واللحم، وأغاني الأفراح مثل حناج عجين الذي ترنم به واحد من أفضل الأصوات القطرية. أغنيات من ضمير الناس هنا في وطني خلدها هذا العبقري.. (يا راعي الملحة، ملحة الجنوبية)، و(يا لقهوة) التي ترنم بها المرحوم فرج عبد الكريم، ولم تقتصر إبداعاته حول الفلكور أو نمط لحني أحادي النغمات.. كان كنزًا لا يتوقف نتاجه عند مرحلة.. كان يطرح لحنًا بصوت فنان ثم يخلق وشائج مع المجاميع.. وبخاصة في الأناشيد والأهازيج الوطنية.. لماذا؟ لأنه كان مهمومًا بقضية الإنسان... هذا الإنسان في إنسانيته يتساوى عنده في وطنه أو في فلسطين المحتلة أو في السودان أو في أدغال إفريقيا أو البوسنة والهرسك. في رائعته (أحبك يا قدس) تأملوا المقطع الرائع (أنا عاشق مستهام) أو مقطع ( لا تسأليني لماذا وكيف وماذا أحب)، وكذلك الآخر في رائعته (آه يا بيروت) صرخة موجهة أطلقها.. كان دائم البحث والتنقيب عن المفردة وكان يغوص بحثًا عن المعنى الداخلي لمفردات القصيدة وينقل عبر روائع الآخر محليًا وعربيًا.. هنا مرزوق، جاسم صفر، حسن النعمة، وهناك نزار قباني، محمود درويش، هارون هاشم رشيد، سميح القاسم وعشرات الأسماء.