10 نوفمبر 2025

تسجيل

الرسول صلى الله عليه وسلم في عيون أصحابه

11 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حب النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ من أصول الدين، ولا يكتمل إيمان امرئ حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وقد توعد الله ـ تَعَالَى ـ من يقدم حب الآباء والأبناء والزوجات والمال وسائر متاع الدنيا على حب الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ووصم من يفعل ذلك بالفسق، فقال: { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }.[التوبة:24 ]وأرشد رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أمته إلى أن محبته من أصول الإيمان وصريح الاعتقاد، فلا ينبغي أن يحب المؤمنُ أحدًا أو شيئًا ـ كائنًا ما كان ـ فوق حب رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ولذا قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)). البخاري (15)، ومسلم (44).بل تعدى الأمر إلى أن حب النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ينبغي أن يقدم على نفس كل مؤمن وروحه التي بين جنبيه، وهي أغلى ما يملك الإنسان، قال عمر بن الخطاب ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ: ((يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي. فقال النبي: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك)) البخاري (6632).ولَكَم شَرُف أصحاب النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ برؤيته، ولَكَم حظوا بكريم صحبته، ونهلوا من غزير علمه، ومن وفير كرمه، وكم شاهدوا آيات القرآن الكريم تشرق في خلق النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وهديه، وعاينوا السنة النبوية من معينها الصافي دون وسائط الإسناد، أو البحث في مبهمات المتون، فكان ينبوعًا لا ينضب، ومشكاة لا تنطفئ، ولذا صور لهم النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مرارة فقدهم له وحسرة بقائهم دونه فقال: ((والذي نفسي بيده، ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني، ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم)). مسلم (2364).ولذلك كان أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعرفون قدره، وينزلونه منزلته، وذلك ما صوره البراء ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ عندما قال: ((قدم النبي المدينة، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به)). البخاري (3925).ولكن ما أرخص المحبة إن كانت قولاً، وما أيسر الادعاء إن كان زيفًا، وكثيرًا ما تُدعى المحبة، فإذا دققت النظر ظهر الانحراف والزيغ. فالحب صدق ورحمة، ووفاء وإخلاص، والمحبون لا تدفعهم مصلحة، ولا يمنعهم ألم، الحب مسطور في العيون بمداد من الدموع والعبرات، يجمع أحدهم بين لظى الشوق وبرد السكينة، لا يرى إلا بعين المحب، ولا يتكلم إلا بلسانه، ولا يفكر إلا بعقله.