08 نوفمبر 2025
تسجيلتتعرض منطقة تعز وعدن والمحافظات الجنوبية لحملات إبادة حاقدة أوضحت الحرب الطائفية بشكل فاضح وكأنها الأنبار وسامراء وحلب وحمص. وإن جيش صالح فاجأنا بأنه جيش طائفي كان يتم إعداده ثقافياً وعقائدياً لسنوات بشكل طائفي وثقافة الكراهية وإن تحالف أحمد علي صالح مع الحوثيين له سنوات. هذه الحرب كشفت دور إيران في اليمن الذي أنكره الكثير وتجاهله العديد من رجال الإعلام والسياسة والأمن في الدول العربية. للأسف الشديد إن ما ذكره برنارد لويس ليس مجرد فرقعة إعلامية ولكنه حقائق لم تأخذ حقها من إعلامنا الذي يغني خارج السر. كوارث تعز وعدن وحرب الإبادة بحقد جرائم بشعة ضد الإنسانية، ويتساءل الإنسان لماذا تصمت المنظمات الحقوقية الدولية عن جرائم عدن وتعز والمحافظات الجنوبية حول حقوقهم وتقديم هذه الجماعات الإرهابية للمحاكم الدولية، وجعل هؤلاء ضمن المطلوبين دولياً. ولكن للأسف فإن الغرب الذي يشعر بالسعادة لما تقوم به إيران وعملاؤها في هذه المناطق إرضاء للوبي الصهيوني الذي يرى في السنة خطرا وعدوا. لذا فإن هذا لم يجد له مكاناً في الدراسات والحوارات وإن المختصين لم يعطوا هذا الأمر اهتماماً.الإبادة والتدمير والقتل للمدنيين والممارسات التي لا يقبلها أحد في العالم من خلط الماء للشرب مع المجاري وجعله لا يصلح للشرب وقنص المدنيين حتى لا يخرجوا من بيوتهم ويموتوا جوعاً ومنع العلاج وضرب السفن التي تحمل أدوية ومواد غذائية وأخذ الصحفيين رهائن لمناطق عسكرية وتدمير المساجد وحرق الكتاب ومنع الخطباء والقمع والإرهاب . والعجيب المدهش أن القيادات الجنوبية المحسوبة على الانفصال لا تتحدث عن الجانب الإنساني ولا صوت لها لأن إيران وحزب الله أخرسهم لتورطهم معها، بل إن بعض هؤلاء مع الحوثيين ، والدليل ما تراه من حديثهم فقط عن الانفصال دون الحديث عن المحاكمات وجرائم الحوثيين وجيش صالح والسعي للدبلوماسي والتحرك ضد العدوان حتى إنهم لم يشاركوا في مؤتمرات الحوار، وليس لهم أي دور للإغاثة، كما أن دور إيران الإعلامي من خلال قنوات المبادين تغزو المناطق والناس ولا يوجد عليها حظر لأنها تضلل الناس.وللأسف لا يوجد اليوم تحرك على المستوى المطلوب تجاه هاتين المدينتين وما يتبعهما من محافظات كشبوه والضالع وأبين والبيضاء والجوف وغيرها. إنها مأساة داخلية قبل أن تكون خارجية. والمؤسف الذي يدعو للاستنكار موقف بعض الصحفيين وعلى رأسهم عبد الباري عطوان الذي يقف موقفاً سلبياً ويصمت تجاه هذه المجازر الطائفية ويهاجم ويعادي عاصفة الحزم التي لولاها لكانت المجازر أكبر، وكأنه غاضب على عدم ترك الحوثيين وصالح ليبيدوا الشعب اليمني وأهله. هـو أمثاله ممن يعيشون في أوروبا بالأمن والسعادة لا يهمهم ما يجري لأن هؤلاء يعيشون في أفكار اليسار بالستينات ومازالت عقولهم مبرمجة لأيام أحمد سعيد وصوت العرب وهيكل وغيرهم رغم أن هؤلاء اطلعوا على الجـارديان وديلي تليجراف والإيكونومست، إلا أن أحمد سعيد ما زال هو البرنامج في رؤوسهم. أي إنسانية وهم يرون ما يجري وما تتناقله وكالات الأنباء والصور التلفزيونية وما يرويه حمدي البكاري وغيره. ونقول إن المقاومة اليمنية الشرسة الشعبية هي دفاع وجود لأنهم تذكروا ما قامت به هذه العصابات الإرهابية في الماضي ويعرفون حرب الإبادة في الأنبار وحلب وحمص وديالي والفلوجة وتكريت ودرعا ولا يحبون أن يكرروا ذلك لأنهم يعرفون أن دينهم وهويتهم في خطر. هناك من سيفرض عليهم حي على خير العمل وسب الأصحاب والقضاء على هويتهم العربية والإسلامية بما يريده المحتل الإيراني. ليس هنـاك خيار للدفاع عن الحرية إلا بالـدم، والمـوت أهون عليهم من الذل. عدن قاومت الاستعمار والضالع كذلك وتعز أرض مقاومة تعرضت لسنوات للذل والإقصاء والآن ضاق الناس ذرعاً من المحتل ولن يقبل هؤلاء العرب المسلمون أن تحتلهم إيران عن طريق مليشياتها المسماة بالحوثيين والحر س الجمهوري والقوات الخاصة. يجب على الجميع دعم هذه المقاومة، وعلى دول مجلس التعاون والمنظمات الإسلامية ومن عندهم غيرة أن يساندوا هؤلاء للدفاع عن دينهم، ويجب على الإعلام العربي كذلك أن يقوم بواجبه الإنساني تجاه المدن المنكوبة، ولم يعد يخفى شيء وليس تصفية حسابات ومراهقات يسارية وغيرها على حساب دماء وجثث الأبرياء.وضع اليمن اليوم صعب وأهله يعانون وعاصفة الحزم جاءت لردع التوسع وسقوط اليمن وجر المنطقة لحرب الخاسر فيها الجميع من أبناء المنطقة واستهداف للإسلام. ولذا كانت هذه المحلة هي دفاع وليست هي البادئة كما يحاول أن يصوره البعض ممن هم مرضى شعارات الستينات التي أضاعت القدس وسيناء والجولان، وهؤلاء هم سبب ما تعانيه الأمة من دمار اقتصادي وإرهاب وفساد وبسبب ظلمهم وكبتهم للشعب، وأوصلوا البلدان إلى ما وصلت إليه من اتباعهم للاتحاد السوفييتي ودول حلف وارسو ونظامها الاشتراكي، ولم تخلف وتورث إلا الجوع والخوف والفقر. ولذا فإن هؤلاء الذين ذهبوا إلى بلاد الغرب وأصبحت لهم دور نشر أن يعيدوا النظر في سياساتهم في هذه الحقبة من أعمارهم ويراجعوا حساباتهم التي تجاوزها الزمن، ونقول لهؤلاء وغيرهم إن زمن اللعب بأوراق اليسار ودور إيران وشعاراتها قد انفضح في بغداد ودمشق وصنعاء وأفلست هذه الشعارات وأصبحت إيران عدوا مثل إسرائيل بل أشد، وعلى هؤلاء أن يكونوا في صف الشعوب.وأما تعز وعدن وشبوه ومأرب والبيضاء والضالع فهي ستناضل وستقدم الدماء لحريتها وستطرد المحتلين والاستعمار القادم من طهران، ولن يقبل العرب بعد اليوم بأي احتلال واستعمار. وأما جرائم الحوثي وصالح فإنهم لن يفلتوا من عقاب الله. لقـد انخدعوا بفرعونيتهم وبشداد بن عـاد وقـارون وغيرهما. فالله لا يضيع عنده دم وصرخة طفل وأنين جريح أو دعوة مظلوم. نسوا الله ونسوا الآخرة ونسوا الموت والقبور والحساب.عبد الملك الحوثي والعماد والبخيتي ومحمد عبد السلام وعمار صالح وأحمد علي وغيرهم ومن وراءهم كظريف وروحاني وخامئني وشمخالي ولاريجاني سيقفون أمام الميزان ولهم خصوم الملايين من الضحايا من سوريا والعراق واليمن إضافة إلى زوجات رسول الله وأبوبكر وعمر وسائر الصحابة والسلف الذين طعنوا فيهم وسيجدون رسول الله صلى الله عليه وسلم يدافع عن زوجته وأصحابه والمسلمين في ذلك اليوم من هؤلاء ناهيك عن تعجيل عقوبة الدنيا. الله عدل الله عدل.