05 نوفمبر 2025
تسجيلالمشهد العام يحدثنا بأن نسبة قليلة من شبابنا هم المنضبطون الملتزمون الذين يستثمرون أوقاتهم وقدراتهم في أنشطة وأعمال إيجابية نافعة، بينما يتخبط سوادهم الأعظم في إهدار الوقت والجهد والمال في سلوكيات وأفعال ضارة تعطل مشروع الأمة الحضاري العالمي عندما نتأمل هذه النسبة من شبابنا التائه الفارغ، فإننا نشفق عليهم تارة ونسخط عليهم أخرى، لأن الشباب هم الوقود المحرك في كل مجال، وهم أغلى ثروة بشرية، فإن ضعفوا أو تأخروا عن أداء واجبهم ضعفت الأمة وتراجعت عن لحاق ركب التقدم والريادة. ومن كرم الله تعالى على أمتنا أن وهبها فرصا ثمينة وعطايا عظيمة لتصحيح المسار وشحذ الهمم وتجديد النشاط، فيأتي شهر العطاء والتغيير الإيجابي، رمضان جامعة عالمية كبرى، تفتح أبوابها لمن عقد العزم على إصلاح نفسه وتصحيح مساره والإسهام البنَّاء في إنجاز مشروع الأمة الحضاري، أيام قلائل تتوالى لتحط بنا في رحاب خير الشهور، شهر فقط، لكنه كفيل بتحقيق أهداف وغايات كبرى، تبدأ بجهاد النفس وتعويدها على الصبر عن الشهوات والملذات وتدريبها على كل أعمال الخير التي جعلها الله سبيلا للنجاة والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، أجل إنه أفضل الشهور وأجلُّها، إنه محطة الانطلاق الحقيقي نحو التغيير الإيجابي وإيجابية التغيير، فقد ظل كثير من شبابنا سنين طويلة لاعبا لاهيا عابثا حتى ضل وأضل غيره، وعليهم أن يفيقوا من غفلتهم ويصححوا مسارهم بحسن توظيف دقائق ولحظات شهر الفتوحات والبطولات رمضان، بإدراك مزايا الشهر العظيمة ومراميه الشريفة، من تهذيب النفس وتقوية الإرادة وضبط السلوك، وصولا إلى ملكة التقوى حكمة الصيام الأسمى، وهذا المطلب النفيس لن يتأتى لمن يمتنع عن المباحات نهارا لينكب على المحرمات ليلا. وكما قرر علماؤنا، فإن التخلية قبل التحلية، فيجب أولا تخلية القلب من الذنوب والمعاصي لإحلال الحسنات والطاعات مكانها، وبهذه المناسبة ننبه من أوقع نفسه رهينة لشفط الدخان السام حتى تحول إلى مدخنة تلوث ما حولها ونحمد الله على العافية، نذكر أولئك بالإقلاع النهائي عن التدخين من هذا اليوم واتخاذ شهر الخير رمضان وسيلة ناجحة للتخلص من آثار وأضرار هذا الوباء الفتاك، وليسأل كل شاب نفسه: كيف يصوم عن الحلال قبل الغروب امتثالا لأمر الله، ليفطرعلى الحرام بعده معصية لله؟!، وإني أوجه رسالة خاصة للشباب أن يستجيبوا لنداءات الدعاة والمصلحين الذين وفروا كل الإمكانات المعينة على الطاعة والاستقامة، بل وحتى الترويح عن النفس بطريقة إيجابية بناءة في ليالي الشهر الكريم وأعدوا أنشطة وفعاليات متميزة لقضاء أجمل وأمتع الأوقات، وفي المقابل، فإن على شبابنا أن يحذروا من مخادعات نواب إبليس الذين قطعوا على أنفسهم عهدا في رمضان الذي تصفد فيه الشياطين، بأن يجتهدوا في إغواء عباد الله وصدهم عن الأعمال الصالحة، مدفوعين بشحنة شيطانية بعيدة المدى ومستخدمين أساليب وحيلا قد لا تخطر على بال الشيطان نفسه والعياذ بالله، وأن الشباب هم أول الفئات المستهدفة لديهم.فيا أيها الشباب، يا من تمتازون بروح الإصرار والتحدي، أثبتوا للشيطان وأعوانه أنكم أقوى منهم وأنكم قادرون على صدهم وإفشال خطتهم الهدامة، وأنكم سوف تحدثون فارق التغيير المطلوب انطلاقا من شهر رمضان جامعة التطهيروالتغيير.