16 نوفمبر 2025
تسجيلسيسجل التاريخ بأحرف من نور الجهود الجبارة والطيبة التي تبذلها سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، في ترسيخ مفاهيم الفن الحقيقية الحديثة في المجتمع القطري ، والنهوض به إلى مستوى العالمية التي كانت غائبة عن أجيالنا السابقة ، إلى أن من الله علينا بهذه الشيخة الرائعة وحققت بإبداعاتها حين توليها مسئولية نشر ثقافة الفن بين أفراد الجيل الجديد بمختلف أنواع الفنون ذات الصفة العالمية وزرعها في وجدان الشعب القطري ليسري في شرايين نسيجه الثقافي محققا بذلك رؤية قطر الوطنية 2030 . لامجال هنا للمجاملة فما حققته الشيخة مشهود له وبوضوح تام بفضل اهتمامها غير المسبوق بالجانب الثقافي والفني والتراثي الذي غدا علامة بارزة ضمن مسيرة النهضة الشاملة ، وهو ما يدل عن شغفها بالثقافة والفنون منذ نعومة أظافرها ، وهذا ما عبرت عنه سعادتها في حوار مؤخرا بقولها "إن الثقافة والفنون لطالما لعبا دوراً في حياتي كانت متعتي دائماً في زيارة المتاحف والتعرف على ثقافات الشعوب وحضاراتها المختلفة، وهو ما دفعني إلى دراسة العلاقات الدولية والأدب.. المجال الثقافي بمثابة جسرٍ يصل بين اهتماماتي وأولوياتي" هذا القول من سعادة الشيخة المياسة يجعلنا نطمئن لمستقبل أجيالنا في دمجهم بثقافات العالم المتحضر، وتعريفهم بالفنون التي تتجاوز محليتهم المليئة بكنوز الموروث الثقافي الأصيل ، مما يدفع الجيل ممن حمله إلى آفاق العالمية بعد تشربه لمعاني الفن الحديث ، وأفضل ما قالته "إن متاحف قطر لا تسعى إلى تحويل كل فرد إلى فنان، بل تهدف إلى إثراء معرفته بالفن عبر التاريخ وتنمية ملكته الإبداعية". كلام كهذا مشفوع بإنجازات معرفية واقعية يتحدث عنه الجيل الحاضر ، وهي إنجازات حقيقية من بينها ،إدراج المجلس الأعلى للتعليم مادة التربية الفنية في المناهج الدراسية، والتعاون المثمر بالتنسيق مع وزارة الثقافة والفنون والتراث، ومع كل من الحي الثقافي /كتارا/ ، ومؤسسة قطر، وساهم هذا التعاون لتكريس أهمية التنوّع الثقافي وتبادل الأفكار. ومن الإنجازات الهامة في مسيرة نشر ثقافة الفنون في المجتمع ما ذكرته الشيخة أن متحفَ الفنّ الإسلامي خير مثالٍ على هذا، حيث يتمّ فيه تدريس العديد من حصص العلوم والرياضيّات بالاستفادة من المعروضات التي تتعلّق بعلم الفلك، منوهةً إلى أنّ المتحف يضمُّ ثاني أضخم مجموعة لأدوات الفلك في العالم. يذكر أن الشيخة المياسة تصدرت القائمة السنوية التي تضعها مجلة 'آرت ريفيو" لأقوى مائة شخصية ، كما احتلت الموقع الـ90 في قائمة الأكثر تأثيرا في مجال الفنون في العام 2011، ثم قفزت إلى المرتبة الـ11 في العام الماضي، قبل أن تحتل الموقع الأول هذا العام متقدمة على أسماء عالمية كبيرة في هذا المجال . من أقوال الشيخة المياسة "الأطفال يفكرون بطريقة إبداعية؛ واحتكاكُهم بالمؤسسات الثقافية وعلومها الفنية في سن مُبكّرة يُغذّي مواهبَهم" صح لسانك يا شيخة .. وشكرا لجهودك المقدرة . وسلامتكم