13 نوفمبر 2025
تسجيلفي خطاب أخير يقول مرشح الرئاسة (أحمد شفيق) مخاطباً الشباب والشابات "غنوا، واحلموا، واكتبوا، وتمعنوا في الكتب السماوية بدون تطرف، أنا استلم الأحلام منكم، ودوري أن أحققها، ستكون قاضياً، ستكونين دبلوماسية، ستكون مصر بلد الكفاءات لا الوساطات، سيكون المعيار هو الكفاءة"، هكذا غازل "أحمد شفيق" شباب الثورة ممنيهم بقائمة من الأحلام التي سيلمسونها من بعد طول التهويم حقيقة ماثلة أمام عيونهم، وقد أكثر جداً من كل ما يبدأ (بالسين) سوف، سأبني، سأعمل، سأوفر، سأدعم، سأحقق، سأقضي على كذا، وكذا، وكذا، ونقول الكلام جميل، وياما وعد من قبلك الشعب الطيب بأكثر مما يأتي به مارد الفانوس وهو يجيب (شبيك لبيك عبدك بين ايديك) ياما ملأ الشعب الصابر خزائنه، وجيوبه، وكراتينه من الوعود بغد أفضل، بينما كان الأفضل فقط لفريق النهابين، والحرامية، والفاسدين الذين سرقوا حتى الكحل من العيون المتعبة! جميلة هي الوعود، وهي دائماً قبل الانتخابات شيء، وبعد الانتخابات شيء آخر، ومن أجل عيون الكرسي تتغير حتى التصريحات التي مازالت ساخنة تحتضنها الأشرطة، فمرشح الرئاسة (الفريق) الحازم الذي هدد بأقسى عقوبة عندما كان رئيسا للوزراء لمن يعتدي على القانون ويبني على الأرض الزراعية ها هو نفسه يقدم رشوة علنية للفلاحين وفيها يعدهم بأنه سوف يعفو عن كل من ارتكب جريمة البناء على الأرض الزراعية ولن يلاحقه، تغير الرجل من الوعيد إلى العفو المهم (ياخد الكرسي من عم مرسي) والفريق هو نفسه الذي قال في أحد برامج دريم وقد سأله (الشيرازي) هل يمكن أن ترشح نفسك لرئاسة مصر بأنه وصل إلى سن لا تسمح له برئاسة مصر ثم إنه يرى أن بالساحة كثيرين غيري يستطيعون القيام بالمهمة، ثم وجدناه يخرج علينا ليقول أشرف بترشيح نفسي لرئاسة الجمهورية، هل هكذا فجأة وجد في نفسه اللياقة، والكفاءة، والقدرة على مهام القيادة؟ أم أن في ترشيحه "إن" وعشر من اخواتها؟ ونقلب المحطات، والأوراق، والصحف لنقرأ مصادمات غريبة، وحملات تجيش الكثير من أدوات الإعلام لشن معارك لتشويه التيار الإسلامي بصورة يربأ عنها صاحب كل أخلاق إذ الأخلاق مرجوة حتى مع المعارك السياسية، وإذا تجاوزنا عن علامات استفهام كثيرة يشهدها التيار الإسلامي في وجه معارضيه من ضبطهم لمخالفات كثيرة أثناء الانتخابات كتصويت الناخب لأكثر من مرة، وتصويت المجندين، وتصويت الموتى، وعدم السماح لمبيت بعض المشرفين مع الصناديق، وعدم التأكد من شخصية الناخب، إذا تجاوزنا عن كل علامات الاستفهام تلك التي قد تجيب عن أسباب استحواذ (الفريق) شفيق على حجم الأصوات التي حازها لا يمكن لنا أن نتجاوز الدهشة العارمة ونحن نقرأ ما يزيدنا هماً، وغماً، وأيضا قلقاً وقد أعلنت إسرائيل عن أمنيتها الصريحة بنجاح (أحمد شفيق) موشى يعلون نائب رئيس الوزراء يريد نجاح أحمد شفيق لأن ذلك معناه استعادة الشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل ومصر، وطالب العالم بتعزيز حظوظه في النجاح بالانتخابات، (شاؤول موفاز) يقول بعد صعود شفيق يمكن تدارك ما فقدناه بخلع مبارك يجب عدم الاستسلام لليأس، (عاموس يادلين) رئيس المخابرات السابق يؤيد انتخاب شفيق لأنه لا يمثل تكتلاً إقليمياً معادياً، (شاؤول بيلو) المستشرق الإسرائيلي يقول يجب البحث عن طرق إبداعية لمساعدة (شفيق) وإسدال الستار على الربيع العربي! هذه هي أمنيات إسرائيل الراضية تماماً عن تولي (شفيق) السؤال هل يمكن أن يدعي أحد أن شفيق غير مبارك، بل طبق الأصل من مبارك اللهم إلا فارق الطول والعرض؟ على فكرة خرج علينا أخيراً من يُكذب أن مبارك صاحب الضربة الجوية الأولى، ويؤكد أن صاحبها (عمنا شفيق) اللهم نج مصر من الجب العميق!! * * * طبقات فوق الهمس * اتهامات كثيرة تخرج قبل الإعادة تقول إن التيار الإسلامي هو الذي قتل المتظاهرين! السؤال هل الإخوان هم الذين أتلفوا وأفسدوا كل الأشرطة، والاتصالات الخاصة بالأمن المركزي والتي حوت الأوامر بالقتل؟ وإذا كانوا هم القتلة والقناصين فمن الذي كان يشهر خراطيم المياه في وجوه الثوار لفضهم، ومن الذي كان يضربهم بقنابل الغاز المحرم، ومن كان يدعسهم بعربات الأمن المركزي الخضراء، إذا نسيت الذاكرة عودوا إلى الأشرطة، مازالت عربة الدعس والقتل العمد تعرض على الجزيرة، اتفرجوا عسى أن تشفوا من الزهايمر والتلفيق. * في انتخابات 2010 ثبت تزوير بعض القضاة ولم نلحظ أي انفعال من أحد، لذا بدا غريبا علينا انفعال المستشار أحمد الزند الشديد والذي جعلنا نشعر بعد تهديده بأن القضاء لم يعد محايداً. * كنت أرجو أن أرى كل هذا الانفعال وأكثر من المستشار الزند عندما تم تهريب الضالعين في قضية دكاكين التمويل الأجنبي فهي الأولى والأخطر. * فلقونا بصحة مبارك، وفريق طبي لمبارك، ورعاية خاصة لمبارك، وحراسة مشددة على مبارك، وأكل خاص لمبارك، وزيارات خاصة لمبارك، ومستشفى خاص لمبارك بطره كلف 12 مليون جنيه، ولم يعجب مبارك وطالب بنقله إلى مستشفى آخر لتوفير (رعاية خاصة) رغم أن صحته (بمب) كما تقول المصادر القريبة منه وأنه يتمتع بصحبة ولديه ورعايتهما، وطعام خمس نجوم يأتيه من خارج السجن، وهنا مهم أن نسأل مع الغلابة المسجونين في نفس سجن طره من مرضى القلب، والكبد، والشلل النصفي ألا يكون من العدل أن يتمتع هؤلاء برعاية صحية لائقة إلى جانب أصحاب الأمراض المستعصية؟ السؤال بكل أوجاعه يطلب العدل من النائب العام على الأقل لأن مبارك لم يجلس على (البورش) الذي جلسوا عليه. * مهم أن نقول لجناب المحكمة الموقرة التي أسقطت أحكاماً ضد مبارك لتقادم القضايا إن كل جرائم مبارك مازالت ممتدة تهدم مصر وتصرخ الشروع في قتل مصر لا يسقط بالتقادم. * يجب أن يطمئن الموجوعون بوجيعة الوطن، وحرائق الفتن فيه أن مصر قد تتوعك، قد تتوجع، قد تمرض، لكنها لا تموت. * عندما يسورك الحزن، ويمتلئ كوبك إلى حافته بالهموم إياك أن تشكو إلا لمن يتأكد قلبك أنه حبيب يسمعك بقلبه لا بأذنيه. * مررت أمس في طريقي إلى (اسباير) بفيلاجيو، يد امتدت لتعصر قلبي، استطاع خاطري أن يتمثل كل ما حدث والأرواح البريئة الطاهرة تنتظر حتفها بهلع، استطعت أن أتمثل صدمة وأحزانا لا توصف بقلوب الأمهات والآباء فاقدي فلذاتهم، استطعت أن أتمثل التضحية الأسطورية لرجال الإطفاء الذين واجهوا النار ببسالة لينقذوا أرواحاً بريئة، هنا لا تكفي التحية، ولا يشفع الثناء أمام تضحية الرجال الغالية التي تقف أمامها كل كلمات الشكر والتقدير صغيرة قزمة لا ترتفع إلى مقامهم، اللهم ارحمهم جميعا، واربط بالصبر الجميل على قلوب أسرهم، واحسن أجرهم.. اللهم آمين.