08 نوفمبر 2025
تسجيلتتصدى مجموعة في السودان لقيادة حملة لترشيح نائب الرئيس السوداني لجائزة نوبل للسلام.. لكن ما هي الأسباب الموضوعية التي يرتكز عليها أولئك النفر؟. لعل أقوى ما يمكن أن يستند عليه أولئك ترأس السيد علي عثمان محمد طه مفاوضات السلام بين شمال وجنوب السودان لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت زهاء (50) عاماً وراح ضحيتها مئات آلاف من أبناء السودان حيث أفضت إلى توقيع اتفاق السلام الشامل في منتجع نيفاشا الكيني في التاسع من يناير 2005م.. كانت مفاوضات شاقة جدا تجلت فيها قدرة الرجل السياسية. دور الرجل في إنجاح الاتفاقية أكسبته احتراما دوليا وإقليميا.. في التاسع من يوليو من العام 2005م أدى القسم نائباً ثانيا لرئيس الجمهورية مفسحا المجال لسلفا كير كنائب أول ممثلا الحركة الشعبية التي وقعت مع الحكومة الاتفاقية.. تاريخ الرجل السياسي فيه كثيرٌ من المحطات المضيئة التي أسهمت في ارتقائه لمنزلة الترشيح.. عند استشهاد النائب الأول للرئيس (الزبير محمد صالح) في حادث سقوط طائرة في العام 1998م، وجد الرئيس البشير في علي عثمان الرجل المناسب للقيام بمهمة النائب الأول.. برز نجم الرجل منذ أن انتخب رئيساً لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم عام 1967م.. العبقرية السياسية المستكينة في الرجل تتألق عظمة وتتفوق اقتدارا.. فقد اتسم مجمل أدائه السياسي باليقظة والمتابعة بل وبالمبادرة فضلا عن لغة وخطاب موضوعي رصين، وقد ظهرت هذه العبقرية منذ أن اُبتعث وعمره 30 عاما إلى بريطانيا في العام 1977 للقاء القيادي الاتحادي البارز المرحوم الشريف حسين الهندي، زعيم الجبهة الوطنية المعارضة لحكم الرئيس الأسبق جعفر نميري، لينقل وجهة نظر جبهة الميثاق الإسلامي حول عملية المصالحة الجارية حينذاك مع نظام جعفر نميري.. عرف الرجل بالتواضع والأدب الجم فليست داره مثل العرينة فيها ريح لا تقربها بنو الثعالب غابت الأُسد أم حضرت.. بل يستطيع الشخص العادي زيارتها كما يزور أيّ منا بيوت الأناس العاديين.. سراج الوصل بين الرجل وضيوفه أزهر وكلهم ثقة أنهم يقصدون معترفا بقدرهم.. ولولا علمهم ويقينهم بذلك الاعتراف لما حضروا لأن السوداني رجل معروف بالعزة والكرامة إن نأى عنهم كائن من كان تجدهم عنه ناؤون.. هذه الكاريزما الاجتماعية والسياسية التي تميز علي عثمان هي التي أحدثت أهم تحول في مسار الحرب والسلام في السودان، إذ أنها أسهمت بشكل فعال في وضع نهاية لأعقد وأطول حرب أهلية في إفريقيا.. تلك الاتفاقية وهي بالمقاييس الدولية سلام شامل أنقذت البلاد بل القارة الإفريقية كلها من حرب ضروس، أما يحدث هنا وهناك في أبيي وغيرها هو من بديهيات فترة النقاهة. نوبل تلك الجائزة التي صنعتها الآلة الإعلامية الغربية و(ضخمتها)، ستزدان وستنال احتراما ووقارا إن قيض الله لها أن تختار الرجل وتضمه لزمرة الفائزين بجائزة السلام.. الجائزة تواجه نقدا لاذعا ومعارضة وتشكيكا في حياديتها منذ أن بداية منحها في العام 1901م.. كانت دول الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي تقول أن الجائزة في الاقتصاد تمنح فقط لأصحاب الفكر الاقتصادي الرأسمالي. وقد لاقى اختيار فرانسيس فوكاياما لجائزة نوبل في الفيزياء انتقادات لاذعة وقيل أن ذلك تكريس لليبرالية وللقيم الغربية.. كذلك تشكك بعض الأطراف في حيادية جائزة نوبل للسلام، خاصة الجوائز التي منحت لبعض رؤساء الدول وقد لاقى اختيار السادات للجائزة بعد اتفاقية كامب ديفيد استنكارا من الدول العربية والإسلامية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل. ومؤخرا لقي اختيار باراك أوباما كفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2009 انتقادات واسعة نظراً لأنها منحت له بناءً على نواياه الحسنة وليس بناء على أعمال قام بها.. منطقة الشرق الأوسط هي من أقل المناطق التي فاز سكانها بجائزة نوبل وقد فاز خمسة عرب فقط بالجائزة.